وجه المعتقل الأحوازي هاشم شعباني رسالة الى العالم الحر وطالب النبلاء واصحاب الضمائر الحية من افراد ومؤسسات بمتابعة ملفه حتى إنقاذه حيث حكم عليه وأربعة أخرين هم محمد علي العموري وجابر البوشوكة وهادي الراشدي ومختار البوشوكة بالاعدام من قبل سلطات الاحتلال الفارسي.
الى كل من يهتم بالشأن الانسانی
أخوتي وأخواتي الكرام
أتقدم إليكم بفائق شكري تجاه ما قمتم بها من مساعي على صعيد إحقاق كلمة الحق وردع الباطل الذي يتلبس بأزياء تسر ناظريها بينما لا تكون نواياها سوى حرف الأنظار وتحريف المنظر باطل يرفع كلمات حلوة المذاق لكنها قد لا تكون سوى سم قتال تدسه أيادي الظلام للفكر والرأي العام العالمي محاولة لتشويه صورة الواقع وطمس الحقيقة.
بدأت رحلتي شاهرا قلمي بوجه الطغيان الذي يسعى الى فرض قضبان العبودية على العقول والأفكار. وحاول ان يستعمر العقول قبل السهول ويدمر الأفكار قبل تدمير الأقطار.
فقد حاولت إزاحة جميع العراقيل التي تفصل الشارع عن الحقيقة وتجعله يعيش في أوهام بلورها الطغاة لتصميم الحياة حسب إرادتهم. فقد تم تسليط الأضواء في نصوصي على مفردة تثير البغضاء في صدور من يواصلون بقائهم عبر تجارة الظلام الا وهي مفردة “الوعي”.
بذلت جهدي ساعيا كشف المجهول لنفسي أولا وللآخرين. فقد كانت لدي مساهمات عديدة على صعيد الشعر الفارسي مع جرائد ك “نور” و “فجر” و “عصر كارون” و … وبعد دخولي الى جامعة الاهواز (تشمران) في فرع اللغة العربية وآدابها في سنة 2000 قمت بنشر صحيفة طلابية باللغة الفارسية تحت مسمى “نداي بصيرت” فكنت المدير المسؤول لهذه الصحيفة وسعيت من خلالها توصيف وتوضيح الحالة المزرية التي يعاني منها المجتمع بأسره وكشف الستار عن الكثير من الموانع التي تقف سدا منيعا أمام التنمية بشتى أشكالها في المجتمع الايراني بشكل عام والمجتمع الاهوازي بشكل خاص.
إذ كنت في تلك الفترة رئيس تحرير لصحيفة طلابية عربية “البصيرة” والمسؤول السياسي لمنتدى الطلاب الاصلاحيين في كلية الآداب والشريعة.
مما جعلني أهتم اكثر فأكثر بتوضيح المعاناة والمئاسي التي تتكبدها الشعوب الايرانية وعلى الاخص الشعب العربي الاهوازي. في تلك الفترة التي قد فسح المجال لتحرك الشعوب للتعبير عن آراءها عبر الصحف والمؤسسات قام عدد من اصدقائي بتأسيس مؤسسة غير حكومية تحت مسمى “الحوار” قمنا من خلالها بأقامة المهرجانات لكنما السلطة وقفت حاجزا أمام مسيرتها السلمية. كنا نطمح بأن القنوات التي بدأت الحكومة الايرانية بفتحها يمكن ان تساعدنا على تحقيق البعض من المطالب الحقة لكافة الشعوب ومن أبرزها حق التعلم بلغة الأم والتمتع بالحقوق المدنية. لكنها لم تكن هذه الاماني سوى سراب إذ تبين لجميع الشعوب بأن الهدف لم يكن سوى كشف كل من لديه مطالب على هذا الصعيد.
بعد عام 2005 قد تم انتباهي بأن هنالك قد بات الطريق مسدودا للحراك عبر وسائل الاعلام الرسمية والمحلية وانتم أدرى بذلك. فقد لجأت الى مواصلة نشاطي عبر النت وعلى هذا الصعيد كنت انشر أشعاري ونصوصي التي كانت تعكس المعاناة التي يواجهها الشعب الاهوازي عبر المواقع الالكترونية بأسمي المستعار “أبوعلاء الأفقي”. إذ نشرت دواوين شعرية إثنين تحت عناوين “الإعتراف بالأفقية” و “إيقاع مزاريب الدم” وكانت لدي دراسة حول مجزرة الاربعاء السوداء التي بلورها النظام في أيار 1979 لم يسعني الوقت لنشرها.
وكنت قد بادرت بمدخل الى دراسة فكرية لغوية على صعيد المجتمع الاهوازي تحت مسمى “ثورة المفردات الشاذة” بقت غير مكتملة إثر إعتقالي وتطرقت عبرها الى الأساليب التي تستعملها السلطات الايرانية لقصف عقل وفكر المجتمع الاهوازي عبر زرع معاناة ثلاثية: 1 – شذوذ في استعمال المفردات، 2 – ثنائية اللغة، 3 – إزدواجية اللغة، ومن خلال استعمال آليات عديدة وأساليب قذرة ك: 1 – تأطير الفكر، 2 – تجميد الفكر، 3 – تضليل الفكر، 4 – تحديد الفكر، تقف حاجزا أمام تحرير فكر المجتمع.
كنت في هذه الفترة طالبا للماجستير في علم السياسة في جامعة (علوم وتحقيقات) وقد تعرفت على شخصيات أهوازية عديدة عبر النت وكانت مراسلاتي معهم بتسميات مختلفة أبرزها أبوعلاء الأفقي. وأنشر نصوصي تحت مسمى “المقاومة الشعبية لتحرير الاحواز” وأعرف نفسي بأبى وليد الأحوازي المتحدث بإسم هذه الحركة.
كانت هذه المراسلات فردية ودون تنسيق مع أي شخص آخر محاولا من خلالها عكس الجرائم البشعة التي تقوم بها السلطات الايرانية بحق الاهوازيين ومن أبرزها “الاعدامات الجائرة والتعسفية” كنت من خلال هذه المراسلات ادافع عن الحق المشروع لكل شعب على وجه هذه الكرة الارضية وهو حق الحياة والعيش والتمتع بالحرية والحقوق المدنية.
ومع كل هذه المعاناة والمئاسي لم يسع لي أن اشهر سلاحا بوجه كل هذه الجرائم البشعة سوى القلم.
في 11 فبراير 2011 عندما كنت في البيت وبعد رجوعي من ثانوية شيخ أنصاري (أنا معلم في مقطع الثانوية والاعدادية في عدة من مدارس الخلفية) تم اعتقالي من قبل المخابرات الايرانية وأول إتهام وجه تجاهي هو تكوين “المقاومة الشعبية” وكما تم ذكره سالفا صرحت للمخابرات الايرانية بأن هذه سمة لم تكن سوى اسما مستعار لي كنت احاول من خلاله توضيح مشاعري تجاه المئاسي التي يتكبدها الشعب ولكنهم لم يقنعوا بالحقيقة وتحت التعذيب الجسدي وانواع التعذيبات النفسية الأخرى رزحت الى اوامرهم واعترفت بما كان يملى علي من جانبهم بأن اصدقائك هم الاعضاء في هذا التنظيم؟! (الوهمي) فقد تقبلت هذا الاتهام وقمت بالتفوه بكل ما يشتهون وبعد خمسة أشهر من التوقيف في الزنزانات السرية للاستخبارات – حيث تلتها شهرين أخرى – تم انتقالي الى سجن كارون.
بدأت أول محكمة في تأريخ 21 أيار 2012 في المحكمة تفوهت بالواقع كما كان وبالحقيقة التي كانت قد حاولت المخابرات الايرانية طمسها وصرحت للقاضي بأن التنظيم الذي تزعمون بأنه ذاة وجود خارجي لم يكون سوى شخص واحد وهو انا “هاشم شعباني”. أما في المخابرات فقد اضطررت تحت انواع التعذيب الجسدي والنفسي للإفتراء على الآخرين حسب طلبات المخابرات.
وبعد ما تم توضيح المشهد بكل تفاصيله في ثلاث جلسات وقمت بإدلاء تصريحاتي وتصوير الواقع كما كان – تم اصدار حكم اثار دهشتي وجنوني اذ حكمت انا واربعة من اصدقائي بالاعدام وواجه رحمن عساكرة حكم المنفى لمدة 20 عاما بالسجن.
– حكم بمعنى الكلمة تعسفي وجائر –
اؤكد لكم بأني لم أدخل في أي نشاط عسكري مهما كانت دوافعه. ولكنني لست مع السلاح ما دامت هنالك قنوات يمكن من خلالها تحقيق ما نتطلع ونطمح اليه عبر الحراك السلمي.
اذن هذه مناشدة عاجلة لكافة الأطياف المعنية بحقوق الانسان للتحرك العاجل. وأبرز مطلب منا هو إعادة المحكمة بشكل علني وحيادي، محكمة غير منحازة الى أي جهة وعادلة بمعنى الكلمة.
وما اناشدكم به هو بذل كل ما بوسعكم لتحقيق هذا المطلب.