اعتقال مُدرس أحوازي بارز
في الساعة الواحدة بعد الظهر يوم الأربعاء 19 مايو 2021 داهمت قوات الأمن الإيرانية بيت السيد فلاح صدام عبدالله الحيدري، أحد المعلمين البارزين في الأحواز، وألقت القبض عليه .
وفقا لنشطاء حقوق الانسان الأحوازيين دخلت قوات الأمن بدون مذكرة اعتقال وبشكل وحشی منزل السيد الحيدري، البالغ 58 عاماً من العمر، وقامت بمضايقة وارهاب سكان المنزل، وعند ما احتج أحد الأبناء على السلوك الغير لائق للقوات الأمنية، قاموا بجره أرضاً وضربوه.
وبحسب تقارير نشطاء حقوق الانسان، بعد أن فتشت القوات الأمنية المنزل، أخذوا الكتب والهواتف النقالة وقاموا باعتقال السيد فلاح الحيدري ونجله صفاء (29 عاماً) ونقلهم الى مكان مجهول .
وفي عصر اليوم نفسه ، تم الإفراج عن صفاء بعد تعذيبه واستجوابه، لكن فلاح الحيدري لا يزال محتجزاً في مكان مجهول حتى اعداد هذا الخبر .
في الأيام التي أعقبت اعتقال السيد الحيدري ، تم استدعاء ابنه صفاء وابنته الصغيرة فيحا (البالغة من العمر 14 عاماً) واستجوابهما عدة مرات في مقر استخبارات الحرس الثوري الإيراني في حي جهارشير بالأحواز. وقد تم استدعاء صفاء بشكل متكرر إلى مقر المخابرات، وفي يوم الأحد30 مايو/أيار تم استدعاء الفتاة المراهقة من العائلة فيحاء و الافراج عنها في نفس اليوم بعد أن تم ارهابها وتعذيبها نفسياً من قبل الجهات الأمنية الإيرانية المجرمة.
وبحسب نشطاء حقوق الإنسان، فإن هذا الاعتقال على صلة بأنشطة عبدالرحمن الحيدري شقيق السيد فلاح الموجود في بريطانيا، وعلاء نجله الموجود في استراليا.
وفي اتصال مع عبد الرحمن الحيدري، أفاد أن فلاح ليس له نشاط سياسي وأنه أحد المعلمين المشهورين في المنطقة الذي أسس بعد تقاعده مدرسة ثانوية غير ربحية (غير انتفاعي) في منطقة الصياحي المحرومة والواقعة في ضاحية مدينة الأحواز. وتقتصر أنشطته على الأنشطة الثقافية والاجتماعية في عدة مجالات مثل المساعدة في حل النزاعات القبلية والمحلية والسعي للاستقرار الاجتماعي في منطقة الأحواز، ومساعدة المحتاجين، وتشكيل فرق رياضية محلية لمساعدة الشباب ومنعهم من اللجوء إلى المخدرات.
وأضاف السيد عبد الرحمن: ” منذ بداية المداهمة والاختطاف، كان من الواضح أن هذا الأمر كان للتأثير على أنشطتي في بريطانيا، وكذلك على الأنشطة السلمية لابنه علاء، في أستراليا. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم تهديدنا أنا وعلاء، حيث سبق و وصلتنا رسائل تهديد من قبل النظام الإيراني، خاصة بعد حضوري في فعاليات منتدى الأمم المتحدة المعني بشؤون الأقليات والذي يُعقد سنوياً في مدينة جنيف السويسرية.
وفي لقاء مع السيد علاء الحيدري بشأن طريقة اعتقال والده ومكان احتجازه، أوضح أنه في يوم الأربعاء الموافق 19 مايو ، وبينما كان جميع سكان المنزل يستريحون، تم مداهمة المنزل بشكل غير قانوني من قبل القوات الأمنية الأيرانية المددجة بالسلاح والذين كانوا يرتدون أقنعة. وقاموا بالتفتيش وضرب أشقائي وإرهاب النساء والأطفال. واللافت في هذا أن قوات الأمن بالإضافة إلى الكتب والهواتف المحمولة، قاموا بأخذ جميع كاميرات المراقبة (CCTV) في البيت وذلك لمنع توثيق المداهمة والهجوم الوحشي لهم. ولم يكتفوا بهذا بل أخذوا جميع كاميرات المراقبة في كل الشارع.
اقتحام المنازل دون أمر من المحكمة وإرهاب الأهالي هو أحد أساليب قوات الأمن الإيرانية. ويختلف توقيت المداهمة تبعاً للمنطقة والتوقيت الفصلي للهجوم. فعلى سبيل المثال في الصيف، في مدينة مثل الأحواز عند ما يكون الناس يستريحون في منازلهم هرباً من درجات الحرارة التي تزيد عن 50 درجة مئوية، تنتهز القوات الأمنية هذه الفرصة للهجوم على المنازل ليضمنوا تواجد أكثر سكان المنزل وكذلك يستخدموا عامل الغفلة في الهجوم على المواطنين العُزّل. وفي الشتاء عادة ما تتم المداهمة في الصباح الباكر.
وبعد عيد الفطر هذا العام، تم اعتقال العديد من النشطاء العرب الأحوازيين في مناطق مختلفة من الأحواز. وفي منطقة الصياحي بالإضافة إلى فلاح الحيدري، تم اعتقال أشخاص آخرين بمن فيهم أمير الغرباوي، ووليد الحيدري، ويوسف الطرفي.
قسم حقوق الانسان – التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز