“الشعب العربي الأحوازي يستحق الاستقلال وأقل ما يمكن ان يتمتع بحرية تامة في إطار حكم ذاتي وبعيدا عن تدخل قوى أخرى”. قالها الدكتور وفيق مصطفى رئيس الشبكة العربية في حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا وذلك أثناء لقاء جمع بين عدد من الناشطات الأحوازيات والنشطاء الأحوازيين من جهة ولجنة حقوق الانسان التابعة للحزب الحاكم من جهة أخرى وبحضور عدد من الاعلاميين البريطانيين وقناة “الاخبارية” السعودية وقناة “صوت امريكا” الفارسية وذلك في يوم الاربعاء الـ15 من مايو 2013 في برلمان بريطانيا بالعاصمة لندن.
واستمع السيد روبرت باكلاند رئيس لجنة حقوق الانسان في الحزب الحاكم وأعضاء اللجنة الى تقارير تم إعدادها على يد الناشطات الأحوازيات هيفاء الأسدي وإلهام الساعدي وكذلك تقارير أخرى أعدها الناشطين الأحوازيين يوسف عزيزي وابراهيم العربي.
وتطرقت هيفاء الأسدي في حديثها الى تدمير البنية التحية في الاحواز العربية المحتلة على يد الايرانيين حيث قدمت الاسدي إحصائيات عن انحراف مجرى أنهار كارون والكرخة والدز من الأحواز الى الاقاليم الفارسية وبناء سدود في أعلى الأنهار الاحوازية حيث دمرت هذه السدود البنية التحتية وتم تجفيف هور العظيم وهور الدورق وهور الميناو ما أدى الى هجرة سكان أكثر من 40 قرية وذكرت أن النظام الايراني ومن خلال مخططاته لنقل مياه الأنهار الأحوازية إلى أقاليم فارسية في وسط ايران والتخطيط لبناء أكثر من 69 سدا جلب الكثير من المشاكل الاقتصادية والبيئية للسكان الأصليين.
وتحدثت إلهام الساعدي هي الأخرى عن معاناة النساء في الأحواز قائلة؛ إن المرأة الأحوازية تعاني من اضطهاد مزدوج من قبل النظام الإيراني، وإذا ما اعتبرنا العربي الأحوازي مواطنا من الدرجة الثانية في البلد فالمرأة تعد من الدرجة الثالثة بسبب الحجم الهائل للاضطهاد الذي تعاني منه بشكل يومي، حسب تعبيرها. وشددت على أن النظام الإيراني يتعامل مع الناشطات الأحوازيات كرهائن من خلال زجهن في السجون للضغط على أزواجهن، وتشمل هذه الانتهاكات حتى أطفال النشطاء السياسيين.
وقال يوسف عزيزي الأحوازي الذي حضر في هذا الاجتماع أن الحكومات الإيرانية المتعاقبة قامت بتغيير أسماء المدن العربية، كما أن العدد الأكبر من النخبة والكتاب والمثقفين الإيرانيين يروجون للعنصرية ضد العرب من خلال كتاباتهم وعبر وسائل الإعلام.
وأضاف أن الموسيقى والمسرح والجرائد شبه ممنوعة عن العرب، وأن 100% من أصحاب وسائل الإعلام في الاحواز هم من غير العرب، كما أن النظام يعتقل المثقفين.
وأكد أن الإقليم يقع في مقدمة المناطق التي تنفذ فيها السلطات أحكام الإعدام ويضم أسوأ سجن في البلد وهو سجن كارون، ويعاني غالبية الأطفال فيه من سوء التغذية، مشيرا إلى أن 20% من الوفيات في الإقليم هي بين الأطفال بسبب تفشي الأمراض والحرمان طبقا للإحصاءات الرسمية.
وذكر أنه وبسبب منع المواطنين العرب من الدراسة بلغة الأم فإن 33% من الطلاب يتركون الدراسة في المراحل الابتدائية و50% في المراحل المتوسطة و70% في الإعدادية كما إن النظام الإيراني يمنع حتى معاهد تعليم القرآن من تدريس اللغة العربية.
ومن جهته تطرق إبراهيم العربي الناشط في مجال حقوق الإنسان إلى الانتهاكات التي يمارسها النظام الإيراني في الأحواز قائلا؛ إن الإعدامات أصبحت أمرا طبيعيا في الإقليم وإن السجناء السياسيين هم أكثر عرضة للتعذيب والاغتصاب والقتل.
وكشف أن الاستخبارات الإيرانية تنتزع اعترافات كاذبة من السجناء العرب للترويج بأنهم يبنون علاقات مع المجموعات الأحوازية خارج الإقليم وكذلك البلدان الغربية وغيرها، في حين أن أنشطة غالبيتهم تركز على الحقوق المدنية واللغوية والثقافية.
كما تطرق الدكتور وفيق مصطفى العضو العربي في حزب المحافظين البريطاني حول ضرورة إعطاء الشعب العربي الأحوازي كافة حقوقه و تطرق إلى الربيع العربي و نهضة الشعوب في الشرق الأوسط قائلا؛ تم إهمال قضية الشعب العربي الاحوازي كثيرا و يستحق هذا الشعب بملايينه العشرة الحرية و الاستقلال و أقل ما يمكن ان يتمتع به هو الحكم الذاتي بعيدا عن تدخل قوى اخرى.
ومن جهة أخرى تحدث رئيس لجنة حقوق الإنسان في حزب المحافظين روبرت باكلاند الذي ترأس الاجتماع أن “انتهاكات حقوق الإنسان بحق عرب الأحواز تعد واحدة من أسوأ المصائب في العالم” معتبراً أن الانتخابات الرئاسية القادمة تشكل فرصة ثمينة لفضح انتهاكات حقوق الإنسان هناك، ومرحبا بموقف وزير الخارجية ويليام هيغ المندد بالإعدامات في الأحواز.
وعبر السيد باكلاند عن أمله على أن يحصل الأحوازيين على الحرية وكافة حقوقهم مثل سائر الشعوب الرازحة تحت الظلم و الاضطهاد كما وأكد على أهمية المناصرة والاستمرار في دعم الشعب العربي الأحوازي وضرورة وضع حد لهذه الانتهاكات .