فقد ترك العرب أبناء الأحواز وحدهم يعانون ليس فقط الظلم من قبل الاحتلال الإيراني فحسب، لكنهم يعانون جهل الأمة بما يسمى بالأحواز. الاضطهاد، التعذيب، الضغط، الحرق، التدمير والشنق بكل أنواعه، كل هذا يحدث منذ 88 عاماً في الجهة الأخرى من الخليج العربي ونحن لا نعلم!!.
درست التاريخ، شاهدت برامج عديدة تتحدث عن الدول العربية، التقيت بأناس من جميع أنحاء الدول العربية، لكنني وبكل أسف لم أسمع عن دولة تسمى بالأحواز إلا منذ شهر تقريباً، أين نحن من قضية الأحواز؟
بعد أكثر من 88 عاماً علمت بها، هل زُيِّف التاريخ؟ أم إننا درسناه بعد مسح أجزاء مهمة منه؟ هل وصل بنا الحد إلى التخلي عن جزء منا؟ أم إننا أصبحنا من السهل التخلي عن جذورنا وأصولنا العربية؟
ها أنذا اليوم أتيت إليكم بقضية منسية، لعلي ومن خلال هذه السطور القليلة أعرِّف بدولة الأحواز، لمن لا يعرفها.. وباختصار؛ الأحواز بلد عربي يقع في الإقليم الشرقي من الخليج العربي..
في عام 1925تم احتلاله من قبل الفرس، حيث تم استدراج شيخ الأحواز من قبل الجنرال زهدي قائد الجيش الإيراني، فقد نصب له فخاً، ومنذ ذلك اليوم إلى يومنا هذا والأحواز العربية تحت سيطرة الاحتلال الإيراني، فقد عمل الاحتلال على تغيير الهوية العربية في الأحواز؛ منعوهم من ارتداء الزي العربي، منعوا تدريس اللغة العربية في المدارس، وعملوا على نشر الفارسية بدلاً من اللغة العربية، وغيروا أسماء المدن، ما لفت انتباهي أن 90 % من الخيرات التي تمتلكها إيران اليوم، هي ملك للأحواز، تاريخها طويل جداً لا يسعني الحديث عنه هنا..
الأحواز دولة عربية على أرض عربية، شأنها شأن أي دولة أخرى، لكن الاحتلال الإيراني سلب منها حريتها، الأدهى والأمرُّ ليس في هذا كله، بل أين العرب من قضية الأحواز؟
نحن نسينا قضية فلسطين، لكننا لانزال نحمل في ذاكرتنا شيئاً منها.. لكنّ ما يؤلم في قضية الأحواز العربية أنها منسية وغير معروفة.
أتساءل: يا مناهجنا الدراسية، أين أنتِ من قضية الأحواز؟ أين أنتَ يا إعلامَنا العربيَّ من قضية أقدم دولة عربية، تعرضت للاحتلال؟ قضية الأحواز يجب أن تدرس في مناهج كل الدول العربية، لا تمحوا جزءاً من التاريخ، اتركوا الفرصة للأجيال القادمة للتعرف على قضية أمة كاملة، قضية قديمة قدم التاريخ.
حديثة حداثة الجروح النازفة بغزارة الآن في شقيقاتها الأخرى.. يا أبناء الأحواز ها أنذا اليوم أشارككم مشاعركم الحزينة، فأنتم ستظلون جزءاً لا يتجزأ منا، فأنتم لا تعانون هذا الظلم وحدكم، مأساتكم هي مأساتنا..
تظل العروبة هي الرابط الذي يربطنا. أخيراً.. رسالة أوجهها للأجيال القادمة: اسمعوني جيداً: إن هنالك دولة عربية تسمى الأحواز، سأقولها وإن عجز الإعلام العربي عن قول الحقيقة.