ماذا لو قدمت دول الخليج العربية مثل تلك البلايين لدعم قيام إمارة الأحواز العربية نحو استقلالها، لتصبح شوكة في خاصرة إيران؟
هل تعلم دول الخليج ما حجم الفوائد التي ستجنيها لمستقبل أجيالها ولمصلحة أمنها واستقرارها؟ وكم سينشغل «البعبع» الإيراني بنفسه أعواماً، بعد أن يفقد منطقة استراتيجية كلها خيرات وثروات وفيرة؟
ماذا لو قدّر لدول الخليج العربية دعم المشروع الأحوازي؟ أليس ذلك سيضعف الطموح الإيراني ويشتت خططه؟ خصوصاً أن سكان الأحواز عرب أقحاح (سنة وشيعة)، ينتظرون المساعدة من أشقائهم، بعد أن عانوا الويلات والقهر والفقر والغبن، جراء الحكم الفارسي العنصري ضدهم.
الأحواز إمارة عربية ثرية، تنام على أراضٍ خصبة ومياه وفيرة وأنهار عملاقة ومعادن ونفط وغاز، وعلى رغم تلك الثروات الطبيعية الضخمة، يعيش شعبها العربي تحت وطأة القمع وخط الفقر المدقع!
يراوح عدد سكان الأحواز بين 9 و11 مليون نسمة، من أصل 70 مليون نسمة هم سكان إيران، وتشير الإحصاءات إلى أن احتياط النفط فيها يبلغ 183 بليون برميل، بما يقدر بأكثر من 85 في المئة من موارد إيران النفطية، كما تشير الإحصاءات إلى أن منطقة الأحواز تعد ثاني أكبر احتياط للغاز في العالم بعد روسيا.
فقط تأملوا مشهد الخريطة، في ما لو كانت تلك الإمارة العربية مستقلة عن إيران، لها نظامها وجيشها وثرواتها، ومتحالفة مع دول الخليج العربية، وعضواً سابعاً في مجلس التعاون الخليجي، كيف ستكون حال إيران «المهووسة» ببناء الإمبراطورية الفارسية على حساب دول عربية؟
طالما أن إيران مستمرة في غيها وتدخلاتها في شؤون دول عربية، يجب أن يقابل مشروعها التوسعي بمشروع مماثل جريء يمكِّن تلك الإمارة العربية من الوقوف على قدميها لمواجهة المشروع الفارسي، بدعم أهلها ورجالاتها الأحرار مادياً ومعنوياً!
باستقلال وقيام إمارة الأحواز ستقوى الشوكة الخليجية العربية، خصوصاً أن غالبية سكانها من قبائل عربية تواقة لمواجهة المشاريع الإيرانية، بعد أن ذاقت المر ولعقت الصبر، وبذلك تكون دول الخليج واجهت الزحف الإيراني بدلاً من المجاملة والمهادنة، أو الهرولة إلى طهران لإجبارها على الانكفاء على نفسها وتبديد حلمها بقيام دولة فارس الكبرى، ووقف نفوذها المتنامي في سورية ولبنان واليمن والعراق، خصوصاً الأخيرتين كونهما من دول الجوار الجغرافي.
لذلك يجب أن تكون لدى دول الخليج استراتيجية موحدة متكاملة لمواجهة السياسات والمشاريع الإيرانية في المنطقة، طالما أنها تمتلك القوتين الخشنة والناعمة، وإعادة النظر في سياساتها المتباينة، وتوجيه رسالة موحدة ترغم طهران على حساب خطواتها، ولجم سلوكياتها وممارساتها الشيطانية، وقرع جرس البوابة يبدأ من دعم انتفاضة الأحواز العربية علانية وبلا خشية، لمواجهة ما تفعل إيران في بلاد عربية بلا خجل!