تمر علينا هذه الأيام ونحن ندخل العام الـ 91 من الاحتلال الإيراني للأحواز. ومنذ ذلك الحين وشعبنا يناضل من أجل استرجاع حقه في إقامة دولته على أرضه المسلوبة. سطّر هذا الشعب في هذا المجال أروع آيات التحدي والصمود، حيث كانت انتفاضة الخامس عشر من نيسان 2005 من أبرزها، وحقق شعبنا مكتسبات كبيرة نتيجة لهذه الانتفاضة الخالدة. وعلى الرغم من مرور أحد عشر سنة لكن الشعب لا يزال يحيي ذكراها كل عام في داخل الوطن وفي مختلف بلدان العالم.
دون أدنى شك ان استمرار النضال والكفاح كان نتيجة تلك الدماء الطاهرة التي سقطت على أرض الوطن على مدى أكثر من تسعة عقود. وبفضل تضحيات شهداءنا الابرار وأسرانا الأبطال وصمود عوائلهم الكرام بقي شعبنا صامداً ومصراً على هويته وحقوقه المشروعه.
يا أبناء شعبنا المقاوم
نعيش هذه الايام الذكرى الحادية عشرة لانتفاضة الخامس عشر من نيسان 2005 وتزامناً مع هذه الأيام تسربت وثيقة سرية جديدة مصادق عليها من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، حيث تؤكد الوثيقة الحديثة على أحقية انتفاضتكم المباركة في 2005 ضد سياسات النظام الإيراني العنصرية الرامية الى التطهير العرقي في بلادنا، وما يجري على أرض الواقع والحياة اليومية لكل انسان أحوازي هو أكثر وأكبر الوثائق مصداقية، وان إنكار النظام الإيراني لهذه الوثائق الدامغة أشبه بمن يحاول حجب الشمس بالغربال كما يقال.
ان هذه الوثائق تبين وبوضوح استمرار النظام الإيراني في سياساته العنصرية ضد الاحوازيين، التي لم يتراجع عن تنفيذها ولم يغير نهجه العدواني، بل كان ولا يزال يخطط لمحو الهوية والثقافة العربيتين في الأحواز.
لا شك ان المشروع الأمني الجديد وصمة عار على جبين الاحتلال الفاشي وقد أضاف صفحة سوداء الى صفحات سجل الأبارثايد الإيراني. ويكشف هذا المشروع عن خفايا مخطط خبيث تم إعداده في دهاليز الجور والظلم الإيرانية حتى تقضي على الإنجازات التي حققتموها في انتفاضتكم في عام 2005. ان عدوكم الغاشم قد احتار في كيفية السيطرة على حالة الغليان التي تتصاعد يوما بعد يوم في أوساط الشعب العربي الاحوازي وبدأت تزداد رقعتها يوما بعد يوم، فظل يحيك المحاولة تلو الأخرى والمخطط تلو الأخر حتى يقضي على وجودكم وصوتكم الذي هزّ أركان عرشه المتخلخل من الأساس.
وحسب هذا المخطط الاجرامي الجديد ينوي النظام الايراني الى تفكيك الترابط الاجتماعي بين ابناء شعبنا من خلال تغييرات جذرية في البنية الاجتماعية للقرى والمدن والأحياء الأحوازية تحت ذرائع مختلفة تبدو في الظاهر تنموية ولكن تحمل في طياتها مخطط أمني لتفكيك الأواصر والارتباطات التاريخية والطبيعية بين ابناء شعبنا. ومن أهم هذه المخططات هو بناء مدن ووحدات سكنية جديدة بين المدن العربية وداخل الاحياء العربية القديمة. يمكننا الجزم ان النظام الايراني يدبر الى مخطط تطهير عرقي يكون الأكبر من نوعه في القرن الواحد والعشرين يرمي عبر تنفيذه الى إنهاء تواجد العرب في الأحواز المحتلة.
أن هذا المخطط تم الإعداد له وتمويله من ثرواتكم التي حُرمتم منها طيلة تسعة عقود حيث تم تخصيص 2% من عائدات النفط المستخرج من أرض الأحواز لتنفيذ هذا المشروع الذي يهدف الى تغييبكم من الوجود. ومن حيثيات هذا المخطط هو الهاء الشعب العربي الاحوازي بأمور أقل أهمية حتى يتم تطبيق المشروع بحذافيره وفي نفس الوقت يلهو شعبنا عن حقه الأساسي ألا وهو حق تقرير المصير الذي كفلته القوانين الدولية والميثاق العالمي لحقوق الانسان.
و يتضمن هذا المشروع خطة متكاملة لنهب الثروات الوطنية للشعب العربي الاحوازي، وتدمير البيئة، والاستمرار في حرف مياه الأنهار الاحوازية، والتدبير لخلق أزمات إجتماعية في أوساط المجتمع الأحوازي.
كما في ظل هذه الظروف التي يعيشها شعبنا وفي ظل تطبيق مثل هذه المخططات الإجرامية، يتهافت المنصهرون وعبيد التومان من الذين باعوا حميتهم وضمائرهم لعدو شعبهم ورضوا بان يكونوا من أتباع المحتل ضد مصالح شعبهم وصاروا وسيلة لتنفيذ المشروع الإيراني الهادف الى إمحاء الهوية العربية للأحواز وشعبها، وباتوا يزينون قصور الأمير الشهيد خزعل الكعبي للوافدين من المدن الفارسية باعتبارها جزءاً من التراث الإيراني.
ان هذه التوجهات العنصرية لم تقتصر على النظام الحاكم فحسب بل شملت المعارضة الفارسية التي تتخذ من الدول الغربية مأوى لها. فإن الحقد الكامن في نفوس هؤلاء لا يقل خطورة عن ما هو موجود لدى ساسة طهران، حيث توافقت شعاراتهم ومخطط النظام الإجرامي وصرحوا علناً ان عرب الاحواز لا يستحقون أبسط الحقوق المدنية في إدراة شؤونهم.
يا أبناء شعبنا الصامدون
نحن في التيار الوطني العربي الديمقراطي اذ ننحني إجلالاً وإكراماً لصمودكم ولثباتكم واستمراركم في مواصلة النضال ضد المحتل، ونتمنى لكم الصحة والسلامة والخروج بأمان من الفيضانات التي اجتاحت البلاد. كما نؤكد لكم أن نحن على رؤية أخرى حول الفيضانات، حيث نرى في الفيضانات وما حدث على إثرها في كافة المناطق العربية ليس أمراً طبيعياً وهناك شكوك حول كيفية تعامل النظام الايراني مع الفيضانات والأمطار الاخيرة في الاحواز. وربط بعض الخبراء والمحللون بين فتح بوابة السدود في هذا الوقت بالتحديد وبين وجود مخطط ايراني خبيث خلف كواليس ما حصل من فيضانات. ويعتقدوا ان فتح بوابات السدود وتدفق كمية كبيرة من المياه في الأنهار، دون سابق إنذار لم يعد حدثا طبيعيا وإنما من قرر تنفيذ هذا الأمر في هذا الوقت بالتحديد عمل ذلك على أثر محاسبات علم الرياضايات حيث إجتاحت المياه معظم القرى العربية والمزارع وغمرت مساحات كبيرة في إطار مناورة عسكرية تم استخدام المياه بديلاً للجيش والسلاح فيها، وذلك تحسبا للمستقبل وكيفية إستخدام المياه في حال تطور الأوضاع السياسية في الأحواز.
ولكن على الرغم من كل هذه السياسات العنصرية ورغماً عن كيد الكائدين والحاقدين، بقي شعبنا صامداً أمام كل هذه التهديدات كما صمد طيلة تسعة عقود وحافظ على هويته العربية وناضل من أجل استرجاع حقوقه المسلوبة، وبمقاومته واصراره على حقه، تخلص من المخططات العدوانية الرامية الى حذفه من الوجود.
فندعوكم الى الوحدة ورص الصفوف والاستمرار في النضال حتى الحصول على حقكم في تقرير مصيركم بانفسكم. فان المستقبل للشعوب التي تؤمن بحقها وانتم آمنتم بحقكم وناضلتم من أجله وقدمتم خيرة شبابكم في هذا المسير، فالمستقبل لكم وغداً لناظره لقريب.