الأحواز تشهد حالة انتحار في كل يوم، الأحواز موطن للأحياء، أم واحة للموت؟ ما الذي يسير بالشباب -أمل المجتمع و مستقبله- إلى إختيار الموت و الفناء؟ ما الذي صنعوا بهم حتى أختاروا الموت بدل الحياة؟!
الفقر، وضنك الحياة، والإضطهاد، هي التي تجعل الإنسان يشعر بالمأزقية، فيكتنفه الإحباط، حتى يصبح إنسانا فاقدا للأمل، قانطا، فيرى الحياة سوداوية، تتراكم فيها الكم الهائل من المشاكل و الأزمات، فقد يختار الفرد أسوأ طريقة للتخلص من الضغوط، فيقضي على حياته بأبشع صورة.
وأما من أهم اسباب اقدام الضحايا على الإنتحار هي كالتالي:
-الإضطرابات النفسية مثل الكآبة والفصام
-تعاطي الكحول والمخدرات
-الفقر الاقتصادي
-فقدان الأمل بالحياة
-تناول بعض الأدوية
-المرور بتجارب مؤلمة مثل وفاة أحد الأقارب، أو ظروف قاسية مثل السجن والحرب وتجارب حب فاشلة و…
-التربيةالتسلطية
-البطالة والحرمان
-العزلة الاجتماعية والوحدة
-الضغوط الأسرية أو الاهمال في التربية.
إن الحياة تستمر مع استمرار الامل، حتى لو كان ذلك الأمل لا يتعدى البصيص القليل، أما اذا ما اعترت الإنسان قناعة بعدم وجود أي أمل بالحصول على حياة كريمة، او في امكانية تحسين الأمور، فعندها لا يرى داعيا للبقاء على قيد للحياة.
وهذا ما حصل في الاحواز بالضبط، حيث تشير الإحصائيات ” أن الاحواز تشهد معدل إنتحار 6-5 شاب في كل أسبوع (موقع تابناك 2018/8/6)، فبرغم أن الرقم على الأرجح هو أكبر بكثير من المعلن عنه، إلا أن حتى هذه النسبة من الإنتحار تعتبر صادمة، ومثيرة للقلق، وما يزيد من الإمتعاض هو لامبالاة المسؤولين، وعدم إبداء أي تعاطف مع ذوي الضحايا، وأن هذه الأرقام مرشحة للتزاید، وذلك في ظل تقاعس المسؤولين، ومضاعفة تدهور الظروف المعيشية.
واما التعتيم الإعلامي، والصمت الكامل أزاء هذه الإحصاءات، و الحيلولة دون حصول اي معالجة لما تحل من كوارث في البلاد، فلا شك انها تبادر الظنون الى ذهن اي فطن بوجود من يرضى لنا بالمزيد من المصائب، وحلول الكوارث، إجتماعية كانت، أم اقتصادية، أو بيئية،…