يمر العرب في منطقة الأحواز العربية الواقعة تحت الاحتلال الايراني منذ عام 1925 بظروف بالغة الصعوبة نتيجة وقوعهم تحت اضطهاد قومي حاد قل نظيره. ما دفعني للحديث عن قضية الأحواز العربية هو نشاط الشباب الأحوازي المتعدد لمواجهة الظلم والاضطهاد بحقهم ، فهؤلاء العرب يعانون من فقدان أبسط حقوقهم الإنسانية كمنعهم من التعلم باللغة العربية وإجبارهم على التعلم باللغة الفارسية ومنعهم ارتداء الملابس العربية فى الدوائر الحكومية ومنع العرب تسمية أطفالهم بأسماء عربية، وايضا مصادرة المياه الأحوازية إلى المدن الإيرانية وبيعها لصالحها بالاضافة إلى سياسة الاعتقالات والإعدامات والتعذيب بحق الأحوازيين.
لذلك يجب أن يتحد الموقف العربي تجاههم وتسليط الضوء على قضيتهم فاستقلال الأحواز وتحريرها لا يقتصر فقط على التحرر من براثن الإحتلال الايراني بل تحرر من كل القيود الإجتماعية والثقافية والسياسية والإقتصادية التي تحول دون تقدمه في ميادين الحياة المختلفة والتي تضغط على تقدمهم وبالتالي تقدم العرب ، فمن وقت احتلال ايران للأحواز العربية وهي تحاول طمس الهوية العربية الأحوازية على أرض الأحواز بشتى الطرق ، و بعد نجاح ثورة الشعوب في عام 1979 في إيران و تسلط النظام المتلبس في الشريعة واستلام الملالي السلطة زاد الجور جوراً، فتعاملت سلطة الاحتلال الجديدة بقسوة أكثر من التي سبقتها من طغاة و استعملت كل سياسات الإرهاب والاحتلال وعمليات الاستيطان على ارض الأحواز وشعبها العربي وهدم البيوت وتجفيف الأنهر والأحوار وانحراف مجرى الأنهر الى المدن الفارسية وعلى رأس ذلك حرف مياه نهر كارون الى نهر ( زاينده روود ) في مدينة أصفهان الفارسية في العمق الإيراني، إضافة إلى سلب الأراضي من الفلاحين و سياسة التهجير والهجرة المعاكسة و سياسة التفريس لإبعاد الشعب العربي الأحوازي عن محيطه العربي وإدخاله في مرحلة التمويع الثقافي لصهره في المجتمع الفارسي تمهيدا للقضاء على الهوية العربية كاملة.
بالتأكيد لن يتم ما يريده الفرس فالأحواز عربية بماضيها وحاضرها، فمنذ القدم كانت عربية والدليل على ذلك عدم وجود حدود طبيعية بين الأحواز والوطن العربي كما هي بينه وبين إيران أي بلاد فارس حيث سلاسل جبال زاغروس في الشمال والشمال الشرقي، أما باتجاه الوطن العربي فإمتداده دون عوارض وأيضا وحدة اللغة، فاللغة العربية هي السائدة في الأحواز العربية وهي لغة سكانها الأصليين بالاضافة إلى وحدة التاريخ. فالأحواز مرت مع الوطن العربي في مراحل تاريخية واحدة منذ أيام “العيلاميين” ” و السومريين” ” و الكلدانيين ،” ويؤلف القسم الذي تغسله مياه “كارون” مع بلاد “ما بين النهرين” وحدة اقتصادية شاركت سابقاً في الإزدهار “السومري ” و “الكلداني” ، وهي طرف الهلال الخصيب .
الأحواز هي الركن المهم لنهضة العرب ومنع أي تدخل إيراني أوغيره بشؤون العرب وأراضيهم ، حيث أن أرض الأحواز العربية تعتبر الجبهة الأمامية للتدخلات الايرانية نحو العرب لوقوعها على رأس الخليج العربي ومحاذاتها لشط العرب ، فإذا تحررت أرض الأحواز من الاحتلال الإيراني فستشكل سدا منيعا تجاه التدخل الايراني وغيره … لكن التساؤل يظهر لماذا قضية الأحواز العربية مغيبة عن الساحة العربية؟ فهي حسب أغلب الدراسات يزيد عدد سكانها عن 10 ملايين عربي تقريبا من العرب الأصليين في وطن تبلغ مساحته 375 ألف كيلو متر مربع تقريبا وتمتد من مضيق باب السلام أو ما يسمى هرمز إلى العرب .
أرض الأحواز لمن لا يعرفها احتلت من قبل الدولة الفارسية في العشرين من نيسان عام (1925) على يد رضا شاه بهلوي بعد انهيارالدولة العثمانية المنافسة للإيرانيين في ذلك الوقت، وهي أرض غنية بالنفط تقع تحت الإحتلال الإيراني منذ 91 عاما، وكانت تسمى عربستان وأبدل إسمها الفرس إلى خوزستان، وأطلقوا إسم الأحواز وهو الإسم الأصلي لهذا الجزء العربي المحتل اسم ( أهواز بدون ألف ولام ) بالفارسية لأن الفرس لا ينطقون حرف الحاء العربي ولا يستخدمون الألف واللام في لغتهم ولهذا يرفعونها من هذا الإسم لتصبح على ما هي عليه كلمة فارسية لا تعني العرب الأحوازيين وإقليمهم بشيء .
طبعا هم لا يعترفون بإسم الأحواز إسما لهذا الإقليم، وعندما يتلفظون كلمة ( أهواز ) لا يعنون بها كل الإقليم بل أنهم يطلقون هذه التسمية على مدينة الأحواز العاصمة والتي كان يطلق عليها قبل الإحتلال ( مدينة الناصرية ) حيث تم تبديل الأسماء العربية للمدن والأقضية والنواحي في الأحواز بعد الإحتلال كمدينة المحمرة (خرمشهر ) وهي آخر عاصمة لآخر أمير للأحواز وهو الشيخ خزعل بن جابر الكعبي وعبادان ( آبادان ) والخفاجية ( سوسنكرد ) والفلاحية ( شادكان ) وهلمَّ جرَّا إلى يومنا هذا.