انتشر اليوم الإثنين ٢٩ نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٢١ مقطعا مصورا يظهر بأن المياه تجري بكثافة في نهر زاينده رود- الجاف تماما-في محافظة اصفهان الإيرانية. وجرت هذه المياه تحديدا بعد أيام قليلة من تجمعات نظمتها السلطات وبرعاية كبار المسؤولين وبضوء أخضر من صناع القرار في إيران التي دعت أهالي إصفهان للحضور وهيئت لهم الأجواء المناسبة وبتغطية إعلامية للقنوات الحكومية الرسمية، فقوبل المجتمعين بالترحيب الحار وبقبلات الشرطة وبالكلام الناعم وبتوزيع الحلوى والفاكهة وكانت الأجواء ودية بالكامل.
السؤال الذي يمكن طرحه بقوة من أين أتت هذه المياه؟ طالما الكل يعلم بأن زاينده رود جف تماما ولا توجد فيه أي قطرة على الإطلاق. كما لا توجد مياه خلف السدود، إذن من أين جلبت لهم المياه؟ لا شك بأنهم أتوا بها من مياه كارون، وهذه المياه هي حصة المواطن الأحوازي وقد نرى بعد أيام قليلة ستنعكس النتيجة بشحة مياه المزارع الأحوازي ويبقى الإنسان حائرا بين النزول للشارع والمطالبة بحصته من المياه ويواجه بالرصاص فيصبح بين شهيد وجريح وأسير ومطارد، وبين أن يسكت ويفقد زراعته ومصدر رزقه الوحيد.
فيصبح مخيرا بين الموت بالرصاص وبين الموت بالجوع. حقا إنه خيار صعب.