في السابع والعشرين من أيار عام 2005 انتقل من بيننا الأحوازي المناضل وإبن المناضل الذي آمن بقضيته وتحرير وطنه وضحى من أجله في كل شئ ألى وهو المرحوم السيد علي السيد هادي السيد عدنان الموسوي – أبو هادي آخر أمين عام للجبهة العربية لتحرير الأحواز في العراق الشقيق إثر نوبة قلبية، بعد أن عانى من مرض القلب لعدة سنوات قبل رحيله من بيننا إلى جوار ربه وقبل ان نفقده أخا مناضلا وعزيزا على رفاق دربه وأبناء وطنه الذين عاشروه خير معشر.
وُلد هذا المناضل من أبوين عربيين في في فترة الخمسينات من القرن المنصرم بمدينة المحمرة في منطقة السادة أو منطقة الحد الواقعة على الحدود البرية لمدينة المحمرة الأحوازية ومدينة البصرة العراقية والمعروفة بمنطقة الشلامچة ، وترعرع في كنف هذه العائلة العربية وتغذى منها حب العروبة والوطن هو ومعه خمسة أخوة ومنهم الشهيد سيد حميد السيد هادي والذي كان يصغره سنا.
إننا عندما نتكلم عن المرحوم السيد علي أبو هادي الموسوي لا نتكلم عنه لأنه كان أمينا عاما للجبهة العربية لتحرير الأحواز، لأن أي شهيد أو أي مناضل يرحل من بيننا حتى وإن كان ينتمي إلى تنتظيمٍ ما، لابد من أن يصبح إبنُ الجميع بعد رحيله وملكا للوطن وليس ملكا لتنظيمه، لكننا عندما نكتب عن سيرته باسم الجبهة العربية ذلك لأننا أعرف به من غيرنا، وعلينا إعطاء أي معلومة عنه كي يعرف الجميع والأجيال الآتية كل شئ نعرفه عنه، وإننا نكتب اليوم عن مناضل وإبن مناضل كبير لا غبار عليه ولا شك فيه، وهو إبن المناضل الكبير وشهيد الغربة السيد هادي السيد عدنان رئيس المنظمة السياسية للشعب العربي الأحوازي عام 1979، وأوّل أمين عام للجبهة العربية لتحرير الأحواز بعد تأسيسها عام 1980، ونتحدث عن سيد علي المناضل الذي شهدت لبطولاته ومواقفه الوطنية وبقية أفراد عائلته وأبناء شعبه العربي الأحوازي ساحات الوغى أثناء صمودهم ومواجهتهم للعدو لفارسي المحتل في شوارع المحمرة وبقية المدن الاحوازية أثناء وبعد مجزرة الأربعاء السوداء والتي ارتكبها نظام الإحتلال الفارسي على يد الجزار أحمد مدني بأوامر من السلطات العليا والتي كان على رأسها خميني عام 1979.
لقد دافع هذا المناضل عن شعبه قدر استطاعته ووقف بوجه زبانية احمد مدني في ثورة المحمرة ومجزرة الأربعاء السوداء، ولم يتوقف من الدفاع عن شعبه حتى إنه أجبر على ذلك حينما أصيب بطلقة نارية فارسية لعينة من قبل المستوطنين الفرس في شوارع المحمرة نُقل على أثرها إلى مستشفى شهيدي في هذه المدينة، ولما عرف الفرس بأمره وأنه يرقد هناك دبّروا خطة لاختطافه من المستشفى ليتم إعدامه كما تم إعدام شقيقه البطل المناضل الشاب الشهيد سيد حميد السيد هادي والذي ألقي القبض عليه في المحمرة أثناء مجزرة لأربعاء السوداء عام 1979 قبل أن يتم إعدامه ويلحق بقافلة الشهداء، لكنّ تخطيط الثوار ودرايتهم بخباثة الفرس سبقت هذه الخطة الخبيثة وأفشلتها حينما قاموا هُم باختطاف المرحوم سيدعلي بسرعة، رغم خطورة إصابته، ليخرجوه من المستشفى فورا، ويغادروا به إلى العراق الشقيق ليرقد في المستشفى العسكري في مدينة البصرة الفيحاء، وتجرى له عملية كبرى تكللت بالنجاح كتب الله له على أثرها عمرا جديدا وبقي في بلده الثاني العراق حتى مماته رحمه الله.
كان المرحوم من العروبيين الأصلاء ولعائلته تاريخ نضالي مشرف، حيث إن أبناء هذه العائلة إضافة إلى إعدام أبنهم وهو الشهيد السيد حميد تحمّلوا الكثير من السجون والتعذيب فيها من خلال اعتقال الكثير منهم أثناء وبعد أحداث مجزرة الأربعاء السوداء مع بقية العرب الذين تم اعتقالهم آنذاك وإعدام الكثير منهم، ولم يفلت من الإعتقال حتى عمه سيد نعمة السيد عدنان الموسوي والذي تم اعتقاله وأيداعه مع كثير من السجناء العرب المناضلين في إعدادية التجارة في المحمرة، التي جعلها نظام الاحتلال الفارسي سجنا للمناضلين، وكان جزاروه يقومون باعدام المناضلين العرب فيها، لأنّ زمرة خميني تحترم العلم كثيرا ماشاء الله!! ولهذا اختارت مكان العلم لتحوِّله إلى مكانٍ لإعدام المناضلين العرب.
إن المرحوم السيد علي الموسوي كان من مؤسسي رابطة طلبة عربستان وكان أوّل ر ئيسا لها، وكذلك كان من مؤسسي الإتحاد العام لطلبة وشباب الأحواز وكان أول رئيس له قبل تأسيس جيش تحرير الأحواز، حيث تفرغ من العمل النقابي الطلابي والشبابي ليعمل في جيش تحرير الأحواز فيما بعد، بعد أن أصبح أحد ضباط هذا الجيش الأبطال الذين خاضوا معارك العرب دفاعا عن شرف الأمة العربية وليس فقط عن الاحواز عندما أراد الفرس تدنيس واحتلال الاراضي العربية في العراق في حقبة الثمانينات أثناء الحرب الإيرانية المفروضة على العراق الشقيق.
إن المرحوم سيد علي ورغم إنه كان يعمل في سلك الجيش لكنه تم انتخابه عضوا في قيادة الجبهة العربية لتحرير الأحواز ليكون رئيسا للجنة العسكرية فيها كي يقوم بمهة التنسيق بين جيش تحرير الأحواز وقيادة الجبهة العربية حتى عام 1999 عندما تم انتخابه أمينا عاما للجبهة في مؤتمر داخلي لقيادة الجبهة العربية حسب النظام الداخلي، وذلك عندما تم تكليف الرفيقالمناضل محمود حسين بشاري – أبو هبة أمين عام الجبهة آنذاك بمهمة الذهاب إلى خارج العراق من أجل العمل ومتابعة أمور الجبهة العربية هناك، حيث سلم مهام عمله للمرحوم السيد علي السيد هادي في ذلك المؤتمر وبارك له ثقة رفاقه به.
وبعد أن سلم الرفيق أبو هبة مهمامه للمرحوم أبو هادي ذهب بمعيته إلى مكتب الأمم المتحدة في بغداد ليثبِّت توقيع الأمين العام الجديد للجبهة بدلا عن توقيعه، لأن الجبهة العربية لتحرير الأحواز مسجلة في هذا المكتب رسميا وذلك من أجل التنسيق والعمل مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لمتابعة شؤون المواطنين الأحوازيين الذين كان عددهم يقدر بعشرات الآلاف آنذاك، وعلى هذا الأساس تم اعتماد توقيع المرحوم سيد علي من قبل الأمم المتحدة من خلال مكتبها في بغداد رسميا منذ تلك اللحظة.
علما إن المرحوم سيد علي تم انتخابه فيما بعد في مؤتمر عام انتخابي وهو المؤتمر العام السادس للجبهة العربية لتحرير الأحواز، وهو آخر مؤتمر يُعقد في العراق قبل احتلاله من قبل امريكا وايران لإنتخاب قيادة جديدة لها والتي من خلالها تم انتخاب أمين عام جديد للجبهة آنذاك.
من خصاله رحمه الله إنه كان قائدا جيدا وعارف بعمله، وكانت رتبة الأمين العام للجبهة تليق به من حيث شخصيته وجرأته وهيبته ومعرفته بالأمور السياسية، إضافة إلى إنه كان كريم النفس وحُسن المعشر وكانت إبتسامته لا تفارق محياه حتى عند لقائه بمن يختلف معه في الرأي، وكان أبا مثاليا لأبناء وطنه الذين كانوا يصغرونه سنا.
إنّ أبناء الجبهة العربية لتحرير الأحواز ومعهم جميع أخوتهم المناضلين الأحوازيين الشرفاء وهم يستذكرون هذا اليوم حيث ذكرى رحيل المناضل وشهيد الغربة السيد علي السيد هادي السيد عدنان الموسوي يعاهدونه وجميع الشهداء ووكذلك يعاهدون شعبهم على أنهم على العهد باقون وعلى طريق النضال سائرون حتى تكبِّر المآذن في المساجد معلنة تحرير الوطن، وتدق أجراس النصر النهائي، ويحتقل شعبنا بتحرير الأحواز من براثن الفرس المحتلين إن شاء الله.
تحية المجد والخلود لشهداء الأحواز والأمة العربية والإسلامية والإنسانية
الحرية لأسرانا الأبطال المقاومون رغم التعذيب والظروف القاسية