كشفت الأحداث الطارئة في الشهرين الأخيرين النقاب عن تحديات هامة في طريق الأحوازيين للارتقاء بقضيتهم العادلة. جاءات هذه الاحداث على أثر تأكيد احكام الاعدام التي صدرت بحق خمسة شباب احوازيين وإقامة مؤتمر القاهرة لنصرة الاحواز والهجمة الإعلامية المضادة من قبل اطياف سياسية ايرانية من مختلف التوجهات.
انشغال طيف من الاحوازيين بألشأن العربي ومنه الاعلامي فقط، جعلنا كمتابعين نعي التحديات الموجهة لنا في الساحة الفارسية. على صعيد الدفاع عن الشباب المحكومين بالإعدام فهنالك اكثر من مائة منظمة حقوق انسان ايرانية نعمل على تحجيم انتهاكات حقوق الانسان (البسيطة) في المركز الايراني وبإصرار ومثابرة دون ان تشير الى الانتهاكات العظمى التي تحدث في الاحواز. هذه المنظمات استطاعت ان تصور للعالم ان مشكلة حقوق الانسان في ايران هي ناتجة عن صراع (الشعب الايراني) مع نظام اسلامي و ديكتاتوري! هذا الامر هو احدى نتائج غيابنا نحن كـ أحوازيون عن ساحة حقوق الانسان الايرانية – الدولية. يبدو أن غياب النشطاء في مجال حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية الأحوازية والمنظمات الأخرى التابعة للشعو غير الفارسية عن الساحة الايرانية هو السبب الرئيس في مصادرة حقوق المضطهدين في كافة ارجاء ايران لصالح مشروع المعارضة ايرانية الذي يضع وحدة ايران الترابية فوق كل شيء، في حال ان العدد الأكبر من انتهاكات حقوق الانسان في ايران هو ناتج عن اصطدام السلطة المركزية مع مطالبات لامركزية للشعوب غيرالفارسية.
دخول الشعوب غيرالفارسية الى ساحة حقوق الانسان الايرانية ونجاحها المحتمل بترسيخ مفهومها الخاص من طبيعة الصراع الذي يتنج عنه الكم الهائل من انتهاكات حقوق الانسان أي مفهوم صراع المركز – الهامش، ستكون نتيجته لنا في الحراك الأحوازي ايجابية وللايرانين من ذات التوجه المركزي الإستعلائي الذي يسعى لإعادة إنتاج الدولة – الأمة (الفارسية) بالبطع هي نتيجة سلبية. أية انتهاك لحقوق الانسان يتم توثيقه على اساس صراع المركز – الهامش سيعتبر ضربة قاسية لسعي المعارضة الايرانية لتصوير طبيعة انتهاك حقوق الانسان على الأسس البائدة للدولة الإيرانية أي اسس الدولة – الأمة. من جهة اخرى ساحة حقوق الانسان ليس ساحة سياسية ولاتتطلب مواقف سياسية خاصة كـقبول الاحتلال ايراني أم رفضه. لهذا الدخول الى هذه الساحة لايكلف الاحوازيين تكلفة سياسية سوا الالتزام بمواثيق حقوق الانسان العالمية من قبل أي الناشط أو مؤسسة حقوقية أحوازية.
اقامة مؤتمر القاهرة لنصرة الاحواز اثار غيض السياسيين الايرانين في داخل النظام الايراني وخارجه. كذلك تركيز قناة (بي بي سي الفارسية) على موضوع العنصرية الايرانية تجاه العرب وبث تقرير حول مؤتمر القاهرة، كان الذريعة المناسبة للسياسين الايرانين للهجوم على عرب الاحواز. في هذا السياق انتشرت عدة رسائل من الجبهات القومية الفارسية ومما يحملون القاب اساتذة جامعات طهران وتمت مهاجمة مطالبات الشعب العربي الاحوازي. كما صدرت تصريحات من شخصيات تعتبر معتدلة من المعارضة الايرانية وهددت بإجتثاث الأحوازيين على يد الايرانين في حال مطالبتهم بالاستقلال عن ايران.
هذا الهجوم الذي تعودت عليه القوى الأحوازية تم توجيهه الى الحراك السياسي الأحوازي ولم يكون موجه الى جهة خاصة. لهذا يجب علينا ان نكون بمستوى المسؤولية التي نحملها على عاتقنا ونرد على هؤلاء. الابتعاد عن متابعة الساحة الفارسية المتمثلة بعدم اهتمام بما يكتب وينشر من قبل الايرانين، لايخدم قضيتنا. كما الوقوف عند مصلحة الاحزاب وحدودها سوف يجعل منا مناضلين للاحزاب ويحد من الحراك الأحوازي كما يكرس التوجهات الفئوية سوا أن كانت حزبية أو غيرها. عندما يتم مهاجمة القضية الأحوازية ككل، يجب أن تسقط كل الخلافات في مابين الاحزاب وكذلك يجب علينا ان نقف في صف واحد أمام المهاجم.
في الوقوف في وجه القوى المهاجمة لايحتاج الاتفاق على مشروع خاص. المهم هو ان الاحوازيين بكافة مشاريعهم السياسية يقفون في وجه المعتدي. عندما الشوفيني الفارسي يهاجم القضية الاحوازية، كان من المفروض ان يرد عليه الفدرالي والتحرري والمستقل مهما كانت توجهاته السياسية وباللغة الفارسية.
المستجدات السياسية تظهر ان الساحة الاحوازية تتطلب العمل الوطني، اكثر من أي وقت مضى. ضرورة هذا العمل تبتني على المخاطر التي تحيط بالقضية الاحوازية من قبل النظام الايراني وكذلك المعارضة الايرانية. ظهور القضية الاحوازية على المستوى الاقليمي ودخولها المعادلات السياسية الاقليمية والدولية يعد الحدث الاهم لهذه القضية الشبه منسية، اليوم وبعيد دخولها معترك حقوق الانسان، دق جرس الانذار لدى النظام والمعارضة الايرانية في أن واحد.
وبالتالي أن العمل الوطني ليس بمعنى تعطيل العمل الحزبي، بل هو تمييز ما هو حزبي وما هو شامل وعام. على هذا الاساس الساحة الاحوازية تنادى الحرائر اللواتي يدركن والاحرار الذين يدركون ضرورة الذود عن القضية ككل بروح وطنية لاتتوقف عند الحسابات الحزبية، وتتطلب من الجميع كشف مكامن العمل الوطني والتركيز عليها.