بادماز- تناقلت وكالات الأنباء الإيرانية في الخامس من شباط – فبراير 2016 اخباراً عن عزم السلطات الفارسية على نقل مياه نهر الزهرة الأحوازي الى مدن اخرى وقال المهندس عبدالرحمن المحمراوي في حديث مع مراسل موقع التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز؛ ان نقل مياه نهر الزهرة سوف يترك تاثيرا سلبياً كبيراً على قطاع الزراعة وعلى وجه الخصوص في مدن التميمية وباب هاني والعميدية وزيدان وصولا الى ميناء غنوة. وأردف المحمراوي ان موضوع نقل مياه نهر الزهرة سوف يزيد من معدل البطالة وجفاف الارض وتوسيع رقعة دمار البيئة في الأحواز مما يخلف بدوره انواع الامراض الجلدية والرئوية والسرطانات.
وفيما يتعلق بقانون المياه والانهار ومبدأ العدالة المائية في القانون الدولي وحقوق الانسان وخاصة الحقوق الاساسية وحق الحياة وكافة المعاهدات الدولية قال المحامي الأحوازي سهيل الأسمر أن ما عملته دولة ايران في الأحواز فيما يتعلق بنقل المياه وتجفيف الارض الاحوازية واغلاق روافد الانهار يعد تجني مكشوف على كافة القوانين والاعراف الدولية ومن الممكن متابعة ملف المياه الاحوازية وسرقتها في المحاكم الدولية. وطالب الأسمر الفصائل الاحوازية المتواجدة في خارج البلاد والمحامين الاحوازيين المقيمين في بلدان المهجر متابعة ملف المياه في المحاكم الدولية عبر تقديم شكاوى الى المحاكم والمنظمات المعنية.
كما سبق وحدثت احتجاجات جماهيرية على ضفتي كارون منذ عام 2013، إعتراضاً على مشاريع نقل مياه نهر كارون والانهار الاحوازية الاخرى الى المدن الايرانية وتدمير البيئة الأحوازية. وشارك في الاحتجاجات الآلاف من أبناء الشعب العربي الأحوازي من مختلف الشرائح الإجتماعية. لكن النظام الإيراني لم يعرأي اهتمام لهذه المطالبات الشعبية وأعرب عن عزمه، وعلى لسان رئيس جمهوريته، في مواصلة واستمرار تنفيذ مشاريع نقل وسرقة مياه الأنهار الأحوازية.
هذا وقد أدى نقل مياه كارون وسائر الأنهار الأحوازية إلى تدمير البيئة وارتفاع نسبة التصحّر، كما أنه كان العامل الرئيسي وراء هجرة المزارعين الأحوازيين الى المدن وترك قراهم بسبب شحة المياه اللازمة للزراعة. ومن أبرز الكوارث البيئية التي حلت في الأحواز هي تجفيف الأهوار الأحوازية خاصة هور العظيم، وهور الفلاحية، اللذان يعتبران من أهم العوامل الطبيعية في تنقية الهواء في الأحواز وجنوب العراق، وكما يعتبران المصدر الرئيسي للرزق لكثير من الأحوازيين. وتعتبر الأهوار موطنا لقطاع كبير من الكائنات الحية حيث لها مساهمة جديرة في التنوع الأحيائي وكذلك تساهم في دعم هجرة الطيور القارية إلى المنطقة. ولقد تحولت الأهوار الأحوازية ببطء إلى أرض بور تعاني من الجفاف، نتيجة لسياسة حرف مياه الأنهر وانشاء المنشآت الصناعية داخل الأهوار.
هذه العوامل وسائر السياسات العنصرية للنظام الايراني التي تجري على قدم وساق من أجل تدمير حياة الانسان العربي في الأحواز، جعلت حياة المواطن الأحوازي عرضة للخطر مما أدت الى خروج آلاف المحتجين على ضفاف كارون في حركة جماهيرية لحماية نهر كارون كرمز للحياة في الأحواز. لكن هذه الاحتجاجات لم تعطي ثمارها المرجوة. ويعتقد بعض النشطاء الأحوازيين أن سبب عدم تحقق مطالب الإحتجاجات الشعبية في الأحواز يرجع إلى عدم استمراريتها والفتور الذي حصل نتيجة الوعود الايرانية الكاذبة في تحديد نقل المياه على تأمين مياه الشرب وليس الزراعة. وأضاف هؤلاء النشطاء أن التجارب السابقة تثبت عدم مصداقية النظام الايراني في وعوده بسبب العنصرية والحقد الذي يحمله تجاه كل ما هو عربي.
إن الأوضاع الراهنة تزيد من مسؤولية النشطاء الأحوازيين في اتخاذ استراتيجية جديدة لحماية حياة المواطن الأحوازي، يكون منها الاستمرار في الاحتجاجات السلمية المنظمة والمتواصلة حتى تحقيق المطالبات المرسومة لها.
التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز- الاخبار