“يقال أن السياسة فن الممكن. وقد يكون هذا صحيحا، لا أدري. ولكن ما أنا متيقن منه هو أنه ما من ممكن صار ممكنا، لولا وجود من أقدموا على تحدي المستحيل. إن مواجهة ما يبدو في لحظة تاريخية مستحيلا هو الذي يجعل الممكن واقعًا. وهذا هو الفرق بين السياسة كنضال من أجل قضية عادلة وبين السياسة كفن إدارة، بما في ذلك إدارة الظلم”.
من صفحة الدكتور عزمي بشارة على موقع فيسبوك.
هكذا فهمت ما قال عزمي بشارة:
يقارع الشعب العربي الاحوازي ومنذ ما يقارب الـ 9 عقود الدولة الايرانية (أو بالأحرى الدولة الفارسية، حيث لا تمثل هذه الدولة الا شعبا واحدا، من بين عدة شعوب، وقوميات، في جغرافية ايران، اليوم، وما هو الا الشعب الفارسي).
وفي مسيرة نضالات الشعب العربي الأحوازي كثيرا ما نكرر بين حين وأخر هذه المقولة حيث نقول؛ أن السياسة فن الممكن! ولكن ياترى نحن نتكلم عن أي (ممكن) كي نتعاطى معه؟ وهل لهذا (الممكن) ثمة دور تفاعل وتعاطي مع (الواقع الفارسي) الراضخ بكل جبروت على مقدرات وشؤون وموارد الحياة والممات لشعبنا الأعزل؟
أن تقبلنا هذه المقولة بكل ما لها وما عليها وما تحمل من مفاهيم كـ(فن ادارة) فيصبح لنا الأمر هكذا؛ أن (الممكن) والمتاح أمام الشعب العربي الأحوازي ماهو الا الاندماج في المجتمع الايراني وتقبل عملية التفريس وتطبيقها. و(الممكن) للقوى السياسية الاحوازية أن تتعامل مع المعارضة الايرانية دون أي مشروع واضح المعالم ودون أي عنوان معين وتحت لافتة واحدة وتترك هذه القوى أو الفصائل الموضوع الى المستقبل أي مابعد الاطاحة بالنظام الايراني الحاكم كي يبدأ الحوار والنقاش مع القوى الايرانية وفي حينها أكيد سيكون النقاش مع الدولة الايرانية الأمر الذي سبق و جربته القوى الأحوازية بعيد انتصار ثورة 1979. يبدو أن هذا النوع من السياسة حسب عزمي بشارة ما هي الا فن ادارة الظلم!
ولكن ماذا أن رفضنا المساهمة في ادارة الظلم بحق شعبنا؟
يبدو أن يبقى أمامنا طريقان مختلفان؛ الأول ماهو الا الخضوع للواقع السياسي المفروض علينا ومن المؤكد وكما أسلفت سوف يسوقنا هذا الواقع الى الاندماج والانصهار في المشاريع السياسية الايرانية وبالتالي انصهار المجتمع العربي الاحوازي في المجتمع الفارسي.
وأن رفضنا هذه العملية أي الاندماج في المجتمع الفارسي فسوف نصنف ضمن ممن نستعمل السياسة كـ(نضال) من أجل قضية عادلة وليس السياسة كـ فن الممكن.
من هذا المنطلق جاء موقعنا هذا وبكل بساطة كي يناهض فكرة تبني السياسة كمشروع ادارة الانصهار في المجتمع الفارسي ويساهم في دعم وبناء أي مشروع سياسي يؤدي الى تنفيذ حق تقرير المصير للشعب العربي الاحوازي حتى ينال من خلاله الشعب الاحوازي حريته وحقوقه الكاملة ونأمل أن نكون ممن يعملون على تنفيذ السياسة كـ نضال من أجل قضيتنا العادلة حتى يصبح الممكن ممكن على يد أبناء الأحواز وعبر تحدي المستحيل.
آملين في ان نسيرعلى النهج الصحيح ومن المؤكد أن في هذا المسيرة النضالية نحتاج الى النقد البناء من قبل كافة الوطنيين.
*تنويه: جاءات تسمية (بادماز) للموقع حسب اقتطاف الحروف الأولى لتسمية التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز باللغة الانجليزية.