*الصَّوْمُ والفِطْرُ والأعيادُ والعُصُر *** منيرةٌ بكَ حتى الشمسُ والقمرُ
جماهير شعبنا الاحوازي المقدام!
بسرمدية الحب لـ الأحواز شعبا وأرضا نحييكم ونتقدم اليكم باجمل التهاني وأرق التبريكات، بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد أعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات .
أهلنا الأحبة في قلعة الصبر والصمود !
نحتفل وأياكم بهذه المناسبة الدينية والوطنية السعيدة إذ ننتهز هذه الفرصة لنحيي عوائل شهدائنا الكرام وعيوننا شابحة على أسرانا البواسل القابعون في السجون الفارسية السيئة الصيت. عيوننا ترصد الأحداث في الأحواز وما يجري بحقها من تفريس واقلامنا تسجل التجني الفارسي بحق الانسان الأحوازي ونتابع ما يحدث على أرضنا التي تغتصب وتقضم كل يوم حسب إرادة النظام الايراني.
أختي الأحوازية !.. أخي الأحوازي !
نحن أنفاسنا ترتفع تارة، وتختفي تارة أخرى إذ نحيي شعبنا المتسامي على كافة المعاناة، الشعب الذي ظل مؤمناً بان حقه لن يضيع، حيث قطع هذا الشعب، وعدا بالتحرر والتحرير من العبودية الفارسية.
فهنا وفي هذه الايام العصيبة على المنطقة العربية، يجب ان نلفت انتباهكم الى امور في غاية الاهمية تحدث هذه الايام في مسافة قريبة عن الأحواز، وقد تشمل في طياتها مخاطر حيث يمكن ان تأتي بمفاجئات كبرى. وتزامنت هذه الحالة مع أحداث سياسية واجتماعية واقتصادية كانت ولاتزال تجلب يوميا أنواع الضغط الأمني على المواطن الأحوازي كالاستنفار العسكري الايراني واغلاق الحدود ونشر الذعر وغيرها من احداث. ومن المؤكد ان المواطن الاحوازي يعرف جيدا ويعيش يوميا انواع المعاناة والضغوط التي تمارس بحقه من قبل سلطات طهران.
وفي هذا السياق ان ما حدث في العام الماضي من مسرحية فارسية تحت عنوان (الانتخابات الرئاسية الايرانية) ومحاولة طهران لخلق منقذ لنظامها المتخلف أي المعمم حسن روحاني لم ولن يغير شيئا من الواقع المرير، ولم تتوقف سياسات طهران الاحتلالية في الاحواز حيث نرى إزدياد نسبة الاعدامات التي رافقتها دعوات زعماء الدولة الفارسية المنادية بنهب ما تبقى من أرض العرب.
ان ما يحدث على ارض الواقع في الاحواز يثبت صدق التحليل الذي سبق وقدمناه عبر بيانات و كتابات في مناسبات عديدة. حيث نرى اليوم إن البت بجدول اعمال حكومة روحاني أثبت لنا ولكم ولكل انسان ذي انصاف، الذي يمتلك بعض الشيء من التحليل السياسي، فشل كافة مساعي نشطاء الشعوب غير الفارسية من إصلاحيين وغيرهم، الهادفة الى العيش المشترك عبر تطبيق بعض مواد الدستور الايراني وكذلك تطوير القوانين في المستقبل، والتي منذ عقود يزمر لها المنصهرون، وضعفاء النفوس ومن يردد الخطاب الفارسي.
نرى اليوم إن سياسات تغيير التركيبة الديمغرافية مستمرة في الاحواز تحت مسميات مختلفة من ضمنها استحداث خمسة اقاليم ادارية، وإنضمام الأحواز قسرا الى خمسة محافظات ايرانية، حيث لم يسبق للأحوازيين طيلة العقود التسعة الماضية الارتباط بسكان تلك المحافظات لا على المستوى الثقافي، ولا على المستوى الاجتماعي ولا يوجد بينهم وبين سكان تلك المناطق أي نوع من أنواع القواسم المشتركة.
من المؤكد أن عملية نقل مياه الأنهر الأحوازية الى هضبة ايران وتجفيف الأهوار، ومنع المزارعين العرب عن ممارسة مهنتم أدى الى تدمير البيئة وتنشيط العواصف الرملية حيث اليوم المواطن الأحوازي يستنشق جزيئات اليورانيوم، ويعاني من هطول الامطار الحمضية مما سببت هاتين الظاهرتين بتفشي أنواع الأوبئة والسرطانات.
إن إستمرار مساعي التجار الفرس الممولين من قبل نظام طهران لشراء أرض العرب في جزيرة صلبوخ، وعبادان، والمحمرة، والأحواز العاصمة، وغيرها من مدن وقرى عربية في انحاء الأحواز، وكذلك تدمير الأثار والأبنية التاريخية بغية مسح الذاكرة التاريخية لدى الأحوازيين، يجب ان تدفع المواطن الأحوازي بالتمعن والتفكير بكيفية سلب الأرض من المواطن الفلسطيني إبان احتلال هذا البلد العربي، ويجب ان نعي ونرى ونلمس معاناة الحياة اليوم لدى سكان قطاع غزة، وسائر المدن والقرى الفلسطينية بُعيد تنفيذ مشاريع جاءت في أوانها تحت عناوين مختلفة وانتهت بتأسيس كيان غاصب على أرض السكان الأصليين، ومن ثم البدء بالتنكيل والإجتثاث بحق المواطن الفلسطيني، واستمرت العملية بتدمير البنية التحتية، ووضع العرب أمام خياري “الموت” أو “الهجرة ” حيث يجب ان تكون حالة فلسطين عبرة لمن يعتبر.
ضف على كل هذا نشاهد اليوم أن الأحواز تتصدر قائمة الوفيات على اثر الاحداث العامة، وتجتاح الأمية مجتمعنا، ونحتل المرتبة الاولى في عدد السجون وعدد السجناء. كما يعيش المواطن العربي الأحوازي تحت خط الفقر المدقع والحرمان وارتفاع نسبة البطالة الذي بدوره أدى الى فقدان الأمل بالحياة وانتشار المشاكل الاجتماعية وتزلزل بعض القيم.
وبموازت هذه الأمور نلمس كيفية تعامل المعارضة الايرانية مع قضايا الشعوب غير الفارسية بشكل عام، وقضية الشعب العربي الاحوازي بشكل خاص، حيث تتوعد كل من الاحزاب والتكتلات والجبهات الايرانية المعارضة لسلطة الملالي باقسى انواع الرد على الشعب الاحوازي، ويُنكر العدد الأكبر من هؤلاء، حق الشعب العربي الاحوازي في تقرير مصيره.
أيها الشعب العربي الأحوازي !
جاءت الأحداث في الدول العربية بُعيد سقوط بعض الدكتاتوريات، كتيار معاكس لتطلعات طهران حيث اصبح الوضع الثوري غير المعهود خطرا كبيرا على سياسات ايران التوسعية. ففور اندلاع الثورة الشعبية السلمية في سوريا سارعت طهران الى التدخل في هذا البلد العربي، وقتلت عشرات الألاف من ابناء هذا البلد بدم بارد، وتزداد قائمة القتلى والجرحى والمهجرين السوريين يوما بعد يوم على اثر تدخلات الدولة الفارسية. كما جاءت أحداث العراق الأخيرة في كل من الموصل، وكركوك، واقليم كوردستان، والتدخل الايراني السافر كي توضح لنا أكثر، صورة الصراع وتؤكد مرة أخرى، ان الصراع في منطقتنا، هو صراع حول الدفاع عن الوجود، ونحن نضيف هنا؛ ان الدفاع عن الوجود لا يمكن أن يحدث دون تواجد حدود.
ومن هذا المنطلق، وحسب التجربة التاريخية الحافلة لدى المواطن الأحوازي، والصراع الدائر بيننا من جهة، والدولة الفارسية من جهة أخرى نؤكد على رؤيتنا السابقة، وندعي كافة الجماهير الأحوازية، الى مواصلة النضال السلمي حتى إرغام السلطات الايرانية بقبول الواقع الأحوازي كحقيقة تاريخية وسياسية، وكذلك إرغام المؤسسات الدولية، والقوى العالمية بتقبل قضية الأحواز، كـقضية حقة يجب الاعتناء بها حسب كافة القوانين الدولية.
إننا في هذا العيد إذ نكرر ما قاله شهداؤنا، ومن سبقونا في ساحة الصراع مع الدولة الفارسية ونقول أن عيدنا الحقيقي هو اليوم الذي يحصل به شعبنا على حقه في تقرير مصيره.
وفي الختام مرة أخرى نبارك لكم هذه المناسبة المباركة، ونشد على أيدي كافة أبناء شعبنا الاحوازي الذي بدوره قاوم ويقاوم كافة التحديات، إذ اننا نستمد قوتنا من صمودكم ونستلهم منكم الأمل كي نتقدم الى الأمام من أجل إحقاق حق شعبنا المقدام.