بسم الله الرحمن الرحيم يا أبناء شعبنا الغيارى، أيها المناضلون من أحفاد ثورة المحمرة وانتفاضة 15 نيسان المجيدة ، تشهد الساحة الإيرانية منذ ستة أيام احتجاجات واسعة في انحاء مختلفة من الجغرافيا الإيرانية. المظاهرات التي كان انطلاقها في بداية الأمر على أساس احتجاجات ضد الأوضاع الاقتصادية المتردية لمختلف شرائح المجتمع خاصة الطبقة الفقيرة، التي تشكل نسبة اكثر من خمسين بالمئة من اجمالي سكان ايران. هذه الأوضاع دفعت الجماهير من مختلف الفئات العرقية والدينية الى الشوارع مطالبة بالحرية، والعدالة الاجتماعية وبحيات كريمة تليق بهم ومستهدفة اسقاط النظام الذي تربع على العرش لمدة أربعة عقود مستخدما ثروات البلاد في سبيل أهدافه الشيطانية في زعزعة أمن دول الجوار من خلال التدخل في الشؤون الداخلية وخلق أزمات مما أدّت الى خلق عداءات بين شعوب المنطقة الذين كانوا يتعايشون جنبا الى جنب في العهود والعصور المنصرمة. وها هم أبناء الشعوب المقهورة في الجغرافية الإيرانية تنتفض من جديد ضد الظلم والاضطهاد والجور، ولعلها تكون من مفارقات الزمان ليعيد التاريخ نفسه لتنتفض الشعوب في الوقت الذي كانت تحتفل بنهايات الحكم الملكي في ديسمبر 1978. كأنما يريد التاريخ ان يتكرر من جديد لتطيح الشعوب بالديكتاتورية الدموية الحالية التي اتخذت من الدين مطية لها لقهر الشعوب واذلالهم. بناء على ما يجري على الساحة الإيرانية بشكل عام ونظراً لأهمية مستجدات الأمور نلفت انتباه أبناء شعبنا العربي الأحوازي الى الأمور التالية: 1) ان السياسات الاقتصادية للدولة الإيرانية، وسرقة ثروات البلاد من قبل المسؤولين، والمشاريع التوسعية لدعم التنظيمات الإرهابية والتدخل في شؤون دول المنطقة قد أدت الى تردي الأوضاع المعيشية للمواطنين البسطاء في مختلف المدن بما فيهم أبناء الشعوب الغير فارسية وبالأخص شعبنا العربي الأحوازي حيث معدل نسبة البطالة في صفوفه تفوق المعدل الوطني ونسبة الأحياء الهامشية في الأحواز ليس لها نظير في أي نقطة من ايران، والأحواز أصبحت اكثر المدن تلوثا في العالم بفضل سياسات هذا النظام العنصري. هذه السياسات أدت الى خروج الملايين المتضررة من هذا النظام الى الشارع وسرعان ما وجدت طريقها في تعيين الهدف الغائي ألا وهو ان هذه الأزمات لا يمكن حلها الا بإسقاط النظام، ولا يمكن الوثوق بوعود منتسبي النظام المتاجرين بأصوات الشعوب، وبات من الواضح لدى الجميع أن هذا النظام غير قابل للإصلاح والتعديل. والتجارب اثبتت ان الأنظمة القمعية غير قابلة للإصلاح لأن وجودها مرهون بالقمع والظلم وان عروشها قد بُنيت على جماجم الأبرياء والأحرار من الشعوب المقهورة. 2) ان الشعب العربي الأحوازي هو من اكثر الشعوب تضرراً من هذا النظام القمعي منذ تأسيسه بعد مصادرة ثورة الشعوب من قبل زمرة الملالي في 1979 الى يومنا هذا حيث بدأت سياساتها الإبادية ضد شعبنا بمجزرة الأربعاء السوداء وانتهت الى مصادرة الأراضي وتغيير التركيبة السكانية وتدمير البيئة وسياسات ترموا الى محو هوية الشعب العربي الأحوازي. ولكن شعبنا لم يستسلم أمام هذه المحاولات حيث سجل ملاحم وانتفاضات تظل خالدة في تاريخه النضالي ابتداء بثورة المحمرة، ومروراً بثورة إعادة الكرامة في 1985، ووصولاً الى انتفاضة 15 نيسان 2005 الخالدة والحراك المدني الذي تلاها للحفاظ على مقومات الهوية الأحوازية والدفاع عن البيئة وكان آخرها حراك الدفاع عن الأرض تضامنا مع أهالنا في قرية الجليزي في دجة العباس. 3) في الوقت الذي ثارت كل أطياف المجتمع الإيراني وشرائحه وكل الشعوب المتضررة من هذا النظام القمعي فيجدر بنا ان نواكب هذه الاحتجاجات ضد هذا النظام العنصري. وتزداد مسؤولياتنا في خضم هذه المتغيرات باعتبارنا اكثر المتضررين من هذا النظام حيث كان لنا النصيب الأكبر من السياسات القمعية والعنصرية. فيجدر بنا أن نهبّ مع سائر الشعوب للتخلص من هذا النظام الديكتاتوري والإرهابي وبعد تحقيق أولى الأهداف (أي اسقاط النظام) لكل حادث حديث. 4) ان مصدر هذه التطورات الدرامية ما هو الّا الناس البسطاء في مختلف المدن والأقاليم، ويحاول النظام كعادته واهماً أن ينسبها الى جهات أجنبية وإقليمية ولكن هذه الأساليب المعهودة لا تجدي نفعاً هذه المرة، وان الشعوب قد وجدت الطريق الأمثل لإحقاق حقوقها عبر اسقاط النظام. بناء على ما جاء ندعوا أبناء شعبنا أن يواكبوا الاحتجاجات ضد هذا النظام حتى اسقاطه وأن يداوموا على الطبيعة العربية والأحوازية في الاحتجاجات حتى تحقيق الهدف المرحلي ألا وهو التخلص من هذا النظام الغاشم والاستعداد الى المراحل المستقبلية. الى ذلك ننوه الى الأمور التالية: أ) الالتزام بسليمة المسيرات والاحتجاجات، والتأكيد على اسقاط النظام في الظرف الراهن. ب) الابتعاد عن الأعمال الغير محسوبة التي تعطي ذريعة بيد جلاوزة النظام لقمع شعبنا، وتفنيد أساليب النظام التي يستخدمها للإيقاع بالبسطاء من أبناء شعبنا الذين يهرولون وراء العواطف والأساليب الخبيثة لمنتسبي النظام. ج) الأوضاع المتأزمة تستوجب على النشطاء في الداخل أن يأخذوا على عاتقهم استلام زمام المبادرة بأيديهم عبر الإشراف على مجريات الأمور بأعين مفتوحة تفادياً للمخططات التي تحاك ضد أبناء شعبنا وقضيتنا من قبل السلطة وأزلامها. و انها فرصة لممارسة الحراك الجماهيري والعصيان المدني والأخذ بزمام المبادرة الجماهيرية . د) على النخب والشخصيات الاجتماعية أن تواكب الأحداث ولا تبقى متفرجة، خاصة نوجه خطابنا الى رؤساء العشائر والوجهاء من مجتمعنا الذين تم استدعائهم من قبل مندوب النظام الاجرامي في الإقليم لترغيبهم على الحضور في مظاهرة لدعم النظام ونطلب منهم أن يفندوا هذه المحاولات ولا يتركوا شعبنهم وأهلهم، فان الأنظمة متحولة وذاهبة والشعوب هي الباقية. هـ) الابتعاد عن الأمور التي تؤدي الى الفرقة مثل النقاشات الطائفية، والقبلية، والمناطقية، وغيرها.. والاستعداد لتطور الأوضاع على كافة الاحتمالات.
التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز في الثاني من يناير 2018