تشييع جثمان المناضل الشهيد أحمد مولى

أقيمت يوم أمس الأحد الثاني عشر من نوفمبر/تشرين الثاني مراسم تشييع جثمان المناضل الشهيد أحمد مولى رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز الذي اغتالته أيادي النظام الإيراني الغاشم في يوم الأربعاء الثامن من نوفمبر 2017 .
شارك في هذه المراسم المئات من أبناء الجاليات الأحوازية الذين جاءوا من مختلف البلدان الأوربية و الأمريكية. كما كان حضور الجاليات ومسؤولي الأحزاب العربية والشعوب غير الفارسية بارزاً في هذه المراسم.
رفعت الجماهير المشيعة لجثمان الشهيد في هذه المسيرة شعارات وهتافات نددت من خلالها بالعملية الجبانة التي قام بها النظام الإيراني الإرهابي وأصروا على مواصلة درب الشهيد والاستمرار في النضال حتى تحرير الأحواز المحتلة.
وبعد مراسم التشييع عقد مجلس تأبيني بحضور لافت للنظر لمندوبي كل التنظيمات الأحوازية ومندوبي من أحزاب الشعوب غير الفارسية والأحزاب السياسية التقدمية من البلدين الشقيقين سوريا والعراق. حيث القى مندوبو التنظيمات الاحوازية كلمات اشادوا من خلالها بدور الشهيد أحمد مولى في لم الشمل الأحوازي ومساعيه في الوصول الى الوحدة ما بين التنظيمات الأحوازية، وعبروا عن غضبهم واستنكارهم لهذه الجريمة النكراء. وجدد المتحدثون الأحوازيون العهد مع كل الشهداء الأحوازيين والشهيد أحمد مولى بان يستمروا في النضال والكفاح حتى تحرير وطنهم السليب وسوف لن يتراجعوا قيد أنملة عن الدرب الذي سلكوه.
وكانت للتيار الوطني العربي الديمقراطي كلمة بهذه المناسبة القاها الأخ مختار نعيم الأحوازي فيما يلي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

خيرُ المطالع تسليمٌ على الشهداء    *   أزكى السلام على أرواحهم أبدا
فَلتنحن الهام إجلالاً وتكرُمَةً    *    لكل حرٍّ مات عن الأوطان فدا

أيها السادة الحضور،
الأخواة قيادات وأعضاء التنظيمات الأحوازية،
الأخوة في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز (قيادة وكوادر)،
عائلة المناضل الشهيد أحمد مولى،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أتقدم اليكم إصالة عن نفسي ونيابة عن اخوتكم في التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز بأحر التعازي والتبريكات بمناسبة استشهاد المناضل الشهيد أحمد مولى رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز الذي طالته ايادي غدر النظام الإيراني الغاصب.
اننا هنا نقف وقفة وفاءٍ، واجلالٍ، وتقديرٍ، وتكريمٍ، واحترامٍ لتلكم القامة الشامخة التي ناضلت من أجل الوطن وأبت إلّا أن تكون قربانا في سبيل قضيتنا العادلة. نقف وقفة احترام للشخصية التي لا يمكن للأجيال الأحوازية إلّا أن تتذكر بفخرٍ أدواره في النضال من أجل استرجاع حقوق شعبه المسلوبة.

يا أبناء شعبنا الأبي،
لم يأتي استهداف المناضل الشهيد أحمد مولى عبثاً ، بل ان العدو بهذه الفعلة النكراء أراد أن يستهدف مشروع الوحدة، والمقاومة والنضال، لما كان لشهيدنا من دور ريادي في هذه المجالات.
أن النظام الإرهابي الإيراني استهدف شهيدنا البطل لأنه يرى في وحدة الصف الأحوازي، وفي المقاومة، وفي استمرارية النضال تهديداً له. وأراد بهذا العمل الجبان أن يوقف نضالنا وكفاحنا من أجل تحرير وطننا. إنه أراد بفعلته هذه أن يزرع الخوف والرعب في صفوف المناضلين الأحوازيين. لكن خاب ظنه.. ان المناضلين من أبناء شعبنا لم تُرهبهم هذه الأعمال النكراء ، بل تزيدهم عزماً وقوة لمواصلة النضال والكفاح.
أيها الأخوة في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز،
ان فقدان المناضل احمد مولى يُعتَبَر خسارة ليس للحركة فحسب بل كل التنظيمات الاحوازية فَقَدَت رفيقاً كان يسعى لِلَم الشمل والوحدة ما بين المجموعات الأحوازية…
 والشعب العربي الأحوازي فَقَدَ إبناً باراً، جاد بنفسه من أجل إعلاء كلمته وايصال صوته الى العالم. إنه حمل روحه على راحته من أجل قضيته فإنه حقّاً كان مثالاً لهذه الابيات :

سَأحمل روحي على راحتي    وألقي بها في مَهاوي الردى
فإما حياةٌ تُسِرُّ الصديق   وإما ممات تُغيظ العِدا

ولكنّ ورغم هذه الخسارة كُلُنا ثقة بأن حركة النضال العربي لتحرير الأحواز سوف تسد هذا الفراغ وإن فيها رجالٌ أكفاء يمكنهم سد الثغرة التي حصلت بفقدان المناضل أحمد مولى. وان شعبنا العربي فيه العشرات لا بل الآلاف من أمثال أبا ناهض. وان اخوتكم في التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز اذا يقفون بجانبكم في هذا المصاب الجلل ويعتبرونه مصابهم، يمدون اليكم يد العون والأخوة للخروج من هذه المرحلة الحرجة بأمان نحو مزيد من النضال والكفاح في سبيل اعلاء راية الوطن وراية الشعب العربي الأحوازي.

يا شهيدنا البطل …  نِم قرير العين
فإن هامتك عالية .. فانت ناضلت بكل فخرٍ في سبيل قضيتك العادلة ولم تأخذك لومة لائم في هذا المجال… أنت ناضلت وأديت الواجب الوطني .. انت جاهدت بما تملك من قوة من أجل رفع راية شعبك…  نشهد أنك وفيت بما عاهدت عليه شعبك..  أنت سلكت طريق الكفاح والنضال معلناً بذلك تحدّيك لآلة القمع والبطش والاحتلال ..
انك قد انتصرت على عدوك … حيث انه لم يستطع ثنيك عن الطريق الذي سلكته .. فلم تخوفك تهديداته ..ولم تتراجع قيد أنملة من اصرارك على الاستمرار في النضال… ولقد أرغمت عدوك أن يلجأ الى أسلوب الغدر الذي اعتاد عليه. أرغمته على أن يعلن عن جُبنه بفعلته النكراء.
نم قرير العين يا شهيد الوطن … فان دمائك سوف تسقي شجرة النضال الذي غرستها وسوف ينبت من كل قطرة دم من دمائك الطاهرة مناضل يحمل روحه على كفيه فداء للوطن.
مباركٌ عليك وسام الشهادة الذي رُزقته في سبيل قضيتك.

نم قرير العين.
اننا نعاهدك ونعاهد كل شهداءنا الأبرار ونعاهد شعبنا اننا سوف نبقى أوفياء لقضيتنا العادلة وسوف نستمر بالنضال حتى تحقيق كل مطالب شعبنا المشروعة.

يا شهيـداً أنـت حـيٌّ      ما مضى دهرٌ وكانـا
ذِكْرُكَ الفـوّاحُ يبقـى      ما حيينـا فـي دِمانـا
أنـت بـدرٌ سـاطـعٌ        ما غابَ يوماً عن سمانا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز
في الثاني عشر من نوفمبر 2017