أطلقت في الآونة الأخيرة صحيفة الشرق الأوسط موقعا الكترونيا لها باللغة الفارسية، للتواصل مع الفرس والتأثير عليهم كما هو مخطط. الأمر هذا لا أحد يخالفه أبدا طالما غالبية وسائل الاعلام تحاول أن تتواصل مع كافة شعوب العالم بلغتها كي تكسب مخاطبين كثيرين لها.
إن المشكلة تكمن في تأثير اللوبي الفارسي على ادارة صحيفة الشرق الأوسط من خلال استخدام اسم “شرق پارسی” أي الشرق الفارسي. إن الأمر هذا في غاية الخطورة ويعتبر تزويرا للحقائق بل يعتبر تعديا على حقوق العرب شعوبا وحكومات. الخطورة في هذه التسمية تكمن في أن الشرق الأوسط تاريخيا ذات صبغة عربية بل ولازال عربيا بالرغم من محاولات الفرس عبر التزوير والكذب كما عودونا سابقا، باعتبار إن التزوير جزءا لا يتجزأ من ثقافتهم التي يتباهون بها أمام شعوب العالم. لذلك يحاول اللوبي الفارسي أن يدخل مصطلح “شرق بارسي” مما يعادل المصطلح العربي في المنطقة العربية. ولو تابعنا الأمر بدقة لرأينا كيف تصرف الاف الدولارات شهريا على هذا الموقع وتقدم للوبي الفارسي الحاقد على كل ما هو عربي.
لا أحد يطالب إدارة صحيفة الشرق الأوسط توظيف الأحوازيين القادرين على فهم العقلية الفارسية في هذه المؤسسة أبدا لأننا نعرف مجرد التطرق لهذا الموضوع يعتبر ذنبا لابد أن تدفع كفارته. ولا نطلب نشر مقالات للكتاب الأحوازيين طالما القائمون على هذه الصحيفة وغيرها يفضلون نشر مقالات “مهاجراني” و”نوري زاده” وغيرهم المغلفة بالأحقاد والسموم ونشر الفتن والمليئة بروح الاستعلاء على الآخر وتحقير كل ما هو عربي، على ما يكتبه الأحوازيون.
بالأمس استطاع الفرس (حكومة الملالي والمعارضة في المهجر)، من خلال ضغطهم على قناة العربية والجزيرة كي لا تستخدم مصطلح الخليج العربي على خليجنا العربي الذي يسكن على ضفتيه العرب الأقحاح وليس الدخلاء من أبناء كوروش. وقد استطاعوا أن يؤثروا تأثيرا سلبيا على هذه القنوات وغيرها التي تمتهن مهنة الاعلام الشريفة ما جعلها في أغلب الأحيان تستخدم كلمة الخليج فقط من أجل أن تظهر حسن نوايا العرب تجاه الفرس!
أي حسن نوايا؟ إذا كانت هذه النوايا تجعلنا نتنازل عن حقنا المشروع، في حين أن الفرس لازالوا يستخدمون مصطلح الخليج الفارسي المزور على خليجنا بل تمادوا أكثر. وها نحن نراهم كيف يكثفون ضغوطهم على الدول العربية كي تتنازل لهم وتكون تابعة لهم!
لقد أصبح الشرق الأوسط فارسيا ولانعلم هل اشقاؤنا يجهلون معنى المصطلحات التي يستخدمها أبناء أبي لؤلؤة المجوسي أم يتجاهلون الأمر أم هو السير في طريق التنازلات للفرس الذي أصبح مألوفا من كثرة ما نراه يوميا من خلال السكوت على التدخلات الفارسية في شؤون الدول العربية ودعمها اللامحدود للميليشيات الإرهابية وزرع بؤر الفتن وتدريب شبكات التجسس وتأسيس ملاحق ثقافية فارسية وافتتاح حسينيات فارسية في الدول العربية.
كان المفروض على اشقائنا في الدين والعروبة في إدارة صحيفة الشرق الأوسط الموقرة أن يجتنبوا توظيف اللوبي الفارسي الذي يكن كل الحقد والكره للعرب من العمل في الموقع الفارسي للصحيفة. بل الواجب الديني والأخلاقي والقومي يفرض على إدارة الصحيفة استشارة الأحوازيين ممن لهم باع طويل في العمل السياسي والثقافي الناتج عن تعايشهم مع الفرس بسبب وجود الاحتلال الفارسي المفروض عليهم.
نخشى أن نسمع غدا، إن سلطات الاحتلال الفارسي قد استدعت سفراء الدول العربية وقدمت لهم أوراقا كتب فيها عليكم أن تزيلوا أعلام دولكم العربية من فوق مباني السفارات. وأن نسمع أن الأمر قد تطور وتمادى الفرس أكثر وطلبوا من كافة حكام الدول العربية الامتثال لأوامر مرشد الدولة الفارسية. وخوفنا أن نرى البعض قد امتثل حينها لأوامر المرشد وقام بتغيير اسم بلده كي يأمن شر الدولة الفارسية.
لكن رغم كل هذا نحن بأمل رؤية عودة مجد امتنا العربية كما كان سابقا. لنرى كيف يتم تطهير البلاد العربية من بؤر التجسس التي تعمل لصالح الفرس وبأمل اليوم الذي لا نرى فيه هدر الأموال العربية من أجل إرضاء الفرس!