تقرير عن الإحتجاجات الأخيرة في الأحواز
في اليوم السابع عشر من آذار/مارس 2015 توجه الآلاف من عشاق الكرة المستديرة من أبناء الشعب العربي الأحوازي الى ملعب الغدير لمتابعة مباراة كرة القدم التي جمعت بين فريقي فولاد الأحوازي و الهلال السعودي، الذي يزور الأحواز لأول مرة. رفع المتفرجون لافتات رحبوا من خلالها بالفريق السعودي الذي يحظى بشعبية عالية بين متابعي كرة القدم في الأحواز. كما هتف المشجعون شعارات باللغة العربية بينوا من خلالها عن تمسكهم بهويتهم العربية وأكدوا على عروبة وطنهم الأحواز.
المشجعون، الذين حضروا في المعلب مرتدين زيهم العربي في خطوة أخرى للتأكيد على عروبتهم، رفعوا لافتات كٌتب عليها “كلنا يونس” ليعلنوا عن شجبهم لما قامت به السلطات الإيرانية في مدينة المحمرة من عمل اجرامي في تخريب كشك المواطن الأحوازي “يونس عساكرة” الذي احتج على هذا العمل من خلال اضرام النار في نفسه أمام مبنى بلدية المحمرة. وكما هتفت الجماهير العربية بشعارات تندد بسياسة المتييز العنصري الذي ينتهجها النظام الإيراني تجاه الشعب العربي الأحوازي.
هاجمت القوات الأمنية الإيرانية، التي كانت مستعدة بأعداد كبيرة خلف الملعب، بعد انتهاء المبارات هاجمت الجماهير العربية بعنف أثناء خروجهم من الملعب واعتقلت المئات منهم خاصة اولئك الذين كانوا يرتدون الزي العربي، مما أثار غضب الجماهير العربية الذين بدءوا يرشقون القوات الأمنية بالحجارة للدفاع عن أنفسهم. وفي المقابل بادرت قوات النظام الإيراني باطلاق الرصاع الحي على الجمهور مما أدى الى استشهاد الشاب ياسر شلباوي وجرح العديد من بين صفوف الجماهير العربية، حسب تقارير النشطاء الأحوازيين.
وأفادت التقارير الواردة من الأحواز أن القوات الأمنية الإيرانية نقلت المعتقلين الى جهة غير معلومة بعد أن أبرحتهم ضرباً أثناء الاعتقال كما تبين الصور ومقاطع الفيديو التي بعثها النشطاء الأحوازيين من داخل الوطن. والى الآن لم ترد أخبار دقيقة عن مصير المعتقلين الذين تجاوز عددهم الألفين وفقا لبعض التقارير. حسب تصريحات بعض من الشهود العيان أن إقدام القوات الإيرانية على اغلاق أبواب الملعب قبيل انتهاء المبارات وكذلك اغلاق الجسر المؤدي الى الملعب تسببا في ارتفاع نسبة المعتقلين.
وهكذا تغيرت ساحة الملعب الى مظاهرة جماهيرية للتعبير عن الهوية والدفاع عن الوجود العربي في الأحواز من خلال الشعارات التي رفعها المحتجون. وكان شعار “بالروح بالدم نفيدك يا أحواز” يدوي في فضاء الملعب ليلقي الرعب في قلوب القوات الأمنية والإستخباراتية التي مابرحت تهاجم الجماهير الغاضبة بوحشية وعنف شديدين.
وانتقلت دائرة الإحتجاجات الى أحياء رئيسية من مدينة الأحواز كحي الثورة وسائر المدن الأحوازية مثل الخفاجية والحميدية. وتفيد الأخبار الواردة أن قوات الشرطة والبسيج أعلنت حالة استنفار في مدينة الأحواز العاصمة للتصدي للمتظاهرين الأحوازيين.
ويفرض النظام الإيراني تعتيماً اخباريا واسعاً على ما يحدث في الأحواز ولم يسمح لوسائل الإعلام الحرة بزيارة الأحواز، كما يفرض رغابة مشددة على الانترنت وشبكات التواصل الإجتماعي. وحاول وخلال تسعة عقود بشتى الطرق والأساليب أن يفصل بين الشعب العربي الأحوازي وبين الأمة العربية في محاولة لتغيير الهوية العربية للشعب العربي الأحوازي. لكن هذه السياست لم تؤثر على الأحوازيين فحسب بل زادت من إصرارهم على هويتهم وعروبتهم مستقلين المناسبات الإجتماعية، والدينية، والرياضية لإيصال صوتهم والتعبير عن مطالباتهم المشروعة في استرجاع حقوقهم المسلوبة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز- قسم حقوق الإنسان