أخطر ما سمعته خلال نهاية الأسبوع من آراء المحللين السياسيين، قول أستاذ جامعي في إحدى الجامعات الأمريكية، بأن (دمشق بوابة حل الاشتباك النووي بين إيران والمجتمع الدولي). الأستاذ الأمريكي يعتقد أن الإيرانيين يستغلون الأزمة السورية للحصول على تنازلات من المجموعة الـ(5) مقابل تعاونها في إيجاد وحل للأزمة السورية، إذ تعرض إيران أن تحصل على تسهيلات لإتمام برنامجها النووي, وفي المقابل توافق على إجراء بعض مطالب وكالة الطاقة النووية والمجتمع الدولي في فتح منشآتها النووية المثيرة للجدل للتفتيش، إذا ما أُقر بدورها الإقليمي كإحدى الدول المؤثرة والفاعلة في وضع حل للأزمة السورية، يؤخذ في اعتبار الدور الإقليمي لإيران كدولة رئيسة.
وهو المطلب نفسه الذي تطالب به في منطقة الخليج العربي، بل وفي الوطن العربي، إذ تطرح إيران نفسها كدولة إقليمية مشاركة في تحديد أمن ومستقبل شرق البحر المتوسط والخليج العربي وجنوب الجزيرة العربية، بمعنى أن تكون وصية على العرب، وأن يقر الغرب بذلك حتى توقف أو بالأحرى تتعاون مع وكالة الطاقة النووية في مراقبة برنامجها النووي الذي لن توقفه بل تعمل على أن يكون الأداة التي تفرض إرادتها على المنطقة بقوة السلاح النووي.
علاقة سعي النظام الإيراني للحصول على السلاح النووي لتعزيز هيمنتها على المنطقة العربية مسألتان لا تختلف عليهما أجنحة الحكم الحالي التي تظهر اختلافات في قضايا أخرى، إلا أن المضي في البرنامج النووي وبسط الهيمنة على المنطقة العربية واحتلال مناطق عربية أخرى لا يختلف عليها أثنان من حكام طهران.
وأسلوب ملالي إيران في ابتزاز المجتمع الدولي في هذا المجال يطبقونه في علاقاتهم العربية، فهم يستغلون (عملاءهم) في جنوب لبنان من حزب حسن نصر الله ونظام بشار الأسد لإظهار دعمهم للمقاومة والممانعة للاحتلال الإسرائيلي، وهم في الوقت نفسه يحتلون أرضاً عربية كالجزر الإماراتية وإقليم الأحواز، أما استغلالهم للوضع في العراق والحوثيين في شمال اليمن فيظهر أن الإيرانيين يشكلون خطراً على الأمن القومي العربي سواء من خلال مشاركتهم في قمع وقتل الشعب السوري، أو من خلال إثارة المشكلات في اليمن ولبنان والعراق.