أقام حزب “بان إيرانيست” القومي الفارسي الإيراني الذي يرفع شعارات نازية احتفالاً علنياً بمناسبة الذكرى 67 لتأسيسه في قاعة “بندار شهر” بالعاصمة طهران في 7 سبتمبر الجاري.
ونشر الموقع الرسمي للحزب تقارير وصوراً عن الاحتفال، وأشار إلى أن العديد من أنصار الحزب قدموا من مختلف المحافظات إلى طهران للانضمام إلى هذه الفعالية.
وأظهرت الصور علم الحزب الذي هو نسخة عن علم النازية إلى جانب العلم الملكي الشاهنشاهي، بينما لم يتم رفع علم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي هو علم إيران الرسمي الحالي.
ويعتبر “بان إيرانيست” نفسه حزباً نازياً يطمح إلى إعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية والتوحد مع العرق الآري متأثرا بالإيديولوجية النازية الألمانية، وقد تأسس في عهد الشاه، وهو من الأحزاب القلائل المسموح لها بالنشاط في الحقبة الإسلامية في إيران، ويترأس الحزب “محسن بزشكبور”.
ومثل سائر القوميين الفرس الذين يشتركون بالعداء للعرب، فإن حزب بان إيرانيست يعتبر الفتح العربي الإسلامي الذي انطلق من الغرب نحو العراق والأحواز، وأسقط لاحقا الإمبراطورية الساسانية، أكبر نكسة في تاريخ إيران ويعده السبب الرئيسي في سقوط حضارتها المزعومة قبل الإسلام.
وبناء على ذلك يناصب الحزب العداء لكل ما هو عربي ويطالب بالثأر والانتقام من العرب ويبرر كل السياسات العدائية الإيرانية ضد الدول العربية انطلاقا من هذا الحقد التاريخي.
وينشط الحزب في إقليم الأحواز العربي بشكل خاص وبدعم من السلطات وتواطؤ استخباراتي بهدف المساعدة في مشاريع الحكومة ضد السكان العرب هناك وتغيير نسيجهم الاجتماعي والديمغرافي، كما يقول نشطاء الأحوازيون.
إيران الكبرى
ويدعو الحزب إلى تأسيس إيران الكبرى، لتضم المناطق الناطقة بالفارسية في أفغانستان وطاجكستان، بالإضافة إلى المناطق الكردية والبلوشية والبشتون والطالش باعتبار أن هذه الشعوب تُعد من مكونات إيران التاريخية، وتنتمي للعرق الآري، حسب زعمه، ويطالب بصهرها في ما يسميها الأمة الإيرانية.
ولا يعترف الحزب بالحقوق القومية للشعوب غير الفارسية داخل إيران كالشعب العربي الأحوازي والبلوش والأكراد والآذريين والتركمان وغيرهم.
ويقول نشطاء إيرانيون من أبناء القوميات غير الفارسية التي تشكل أكثر من نصف سكان إيران إن معاودة نشاط الحزب في هذا التوقيت يثير الشك والريبة والاستغراب، بدليل أن حزب بان ايرانيست كان شريكا للشاه رضا بهلوي وابنه محمد رضا. ويتساءل ناشطون: كيف يمكن لهذا الحزب أن يعاود نشاطه داخل إيران؟!
ويعتبر نشطاء القوميات أن تعامل النظام مع الخطاب القومي ازدواجي ومتناقض، فبينما يسمح لبان ايرانيست وأمثاله من الأحزاب القومية الفارسية بالنشاط، فإنه يواجه النشطاء الثقافيين والسياسيين من أبناء الشعوب غير الفارسية مثل العربية والتركية والكردية والبلوشية بالسجن والتعذيب والإعدام بتهمة حمل أفكار قومية.
و”بان ايرانيست” ليس الحزب النازي الوحيد في إيران، بل هناك عدد من التيارات والأحزاب الفارسية أهمها: “الجبهة الوطنية الإيرانية أو “جبهة ملي” الذي دعا قائدها كوروش زعيم، من طهران، قبل أشهر إلى احتلال شريط بمحاذاة الحدود الإيرانية في عمق الأراضي العراقية بهدف إبعاد مسلحي داعش من الوصول إلى إيران، على حد زعمه.
وتأسست الجبهة الوطنية الإيرانية كتنظيم قومي فارسي عام 1949 بعيد الحرب العالمية الثانية وكان محمد مصدق، الذي أطاح الشاه به من رئاسة الوزراء إثر انقلاب 19 أغسطس 1953، أبرز قادتها التاريخيين.