شاعرنا من أبرز شعراء الشعر الشعبي في الاحواز. ولد عام 1348 الشمسية(1969 م) في مدينة الفلاحية و ترعرع بها في أحضان والديه و اهله، و اكتسب الدين و حب اهل البيت عليهم السلام؛ و ممّا ساهم في صقل موهبته الادبية جمال البيئة الخلابة و وح الشعر الحاكمة على المدينة؛ هاجر الى المحمرة و عاشر كوكبة لامعة من شعراء المدينة فاصبح شاعراً كبيراً يجيد الشعر و يجول في جميع مجالاته و ينظم في اكثر اوزانه و الوانه كالقصائد و الأبوذيه و الهات و الميمر و غيرها من انماط الشعرالشعبي المتداولة لدي شعراء الاحواز. امتاز شعر المترجم له بإصالة المفردة وجودة الوزن و حلاوة النغمة؛ و يزيده روعة الاحساس المرهف و الکلمة المعبرة و الأداء الحزين.
لقد تأثّر حسن عاشور بالشاعر العراقي مظفر النواب، فقد قرأ و حفظ له الکثير من قصائده. مما استطاع ان يطلع علي أساليب الحداثة في الشعر الشعبي؛ فنرى تخلّص من سطوة الشعر التقليدي و أساليبة الجافة التي لا تستطيع ان تواکب المسيرة الأدبية في العالم. فشاعرنا يعدّ من الشعراء المعدودين الذين استطاعوا ان يستخدموا مظاهر الحداثة في شعرهم؛ کما انه انتهج في شعره سبيلاً آخر و إستخدم التصوف في الشعر الشعبي، و کان موفّقاً في ذلک الي مدي بعيد.
للشاعر أيضاً رؤية نقدية عميقة، يترصّد مواطن الجمال والخلل في القصيدة، فيدعم آرائه النقدية بشواهد من شعر الشعراء الکبار. فالحقيقة هذا الشاعر استطاع ان يقفز قفزةً حميدة في الشعر الشعبي و ينمّي مقدرته الشعرية من خلال دراسته للشعر؛ فعلي سبيل المثال و – کما اسلفنا سابقا – إنه قرأ للنواب و تأثّر بشعره في بواکير تجربته و لکن سرعان ما استطاع ان يتخلّص من سطوة هذا التقليد و انتهج اسلوباً خاصاً به.
يقال للشاعر دراسات حول الشعر الياباني الذي يسمي بشعر “الهايکو” و قد قام بترجمة بعض من هذه الاشعار، کما ان شاعرنا مغرمٌ بالشعر الفارسي و قد قرأ لکثير من الشعراء کالشاعر حافظ و سعدي الشيرازي و احمد شاملو وغيرهم من شعراء الايرانيين.
و لأول مرّة استمعتُ الي اشعاره الرائعة عندما کان ضيفاً في برنامج “الحکاية بأصواتهم” و هو برنامج أدبي – ثقافي يبثّ کل ليلة ثلاثاء الساعة الثامنة و عشرة دقائق من إذاعة طهران بالتعاون مع مرکز الاهواز و بتقديم الإعلامي القدير الاستاذ احمد الحيدري، فبعد هذا البرنامج التقيتُ بالشاعر الموهوب حسن عاشور، فوجدته في تلک الليلة شاعراً مجيداً و أديباً مبدعاً؛ فضلاً عن القاءه الجيد، و شخصيته الرصينة و المحبّبة، و تواضعه المشفوع بالعزة و الکرامة. فکما يقول فيثاغورس الفيلسوف و الرياضي الإغريقي : «قوة العقل تكمن في الرصانة، لأنها تُبقي عقلك بعيدا عن تشويش العاطفة». و في ما يلي نقف علي مقاطع من شعره لنتعرّف علي مواطن الجمال في شعره.
يقول الشاعر حسن عاشور في قصيدة “البلام” :
و البلّام طبعه يغنّي بس للماي
و من اتجاوبه الأمواج
تحچيله رِزِق و البلم يمشي و ينتِرِس نعمه
لقد استخدم الشاعر في هذه القصيدة لفظة “البلام” بدل”الصياد”، ليدلّ علي الإنسان المعيل.. الإنسان الذي يدبّر حياة العائلة / المجتمع؛ و يهتمّ بشؤون الآخرين..