حذر مراقبون في الأحواز من تداعيات تأثير التلوث البيئي و جفاف الأهوار على مصير مئات الآلاف من الطيور المهاجرة، التي تصل سنوياً بحثا عن الدفء لتمضية فصل الشتاء في أهوار الاحواز، ومن بينها أكثر من عشرة انواع مهددة بالانقراض.
في كل عام يبدأ توافد الطيور بداية الخريف من شهر تشرين الاول ، حيث تعبر أسراب الطيور المائية و الساحلية المهاجرة و على مختلف أنواعها كالنسور، و اللقالق، و البط، و الإوز آلاف الكيلومترات عبر مسارات طيران تمتد بين قارات العالم بأسره للبحث عن الغذاء والماء .
وتعتبر الأهوار الثلاثة، هور الفلاحية، وهور العظيم ، وهور شاوور من أوسع مناطق الأهوار و اقدم مأوى طبيعي في العالم و لها دور بيئي كبير في إيواء الطيور المترحلة، حيث تشكل تلك الأهوار التي تمتد مساحتها الى أكثر من 400 الف هكتار، اهم المحميات الطبيعية التي حافظت على التنوع الأحيائي، اضافة على هذا ، ان هذه الأهوار تزخر بالأسماك النهرية و الكثير من الأحياء المائية الاخرى، وانها تحتوي على أنواع مختلفة من النباتات ، أهمها القصب والبردي ، و نتيجة لاعتدال مناخها تقصدها أعداد كبيرة من الطيور المهاجرة التي تستقر وتتكاثر فيها خلال فصل الشتاء ، ومع بداية فصل الصيف تعود الى مواطنها الأصلية ضمن هجرة عكسية .
وأشار بعض الخبراء في هذا المجال ان من ابرز أسباب تناقص أعداد الطيور المهاجرة التي تقصد هذه الأهوار ، هي تقلص مساحات المغمورة بالمياه نتيجة حرف مياه الأنهر المؤدية الى تلك الأهوار نحو بعض الأقاليم في وسط ايران ، وأيضاً تسرب نفايات صناعات النفطية و البتروكيميائية اضافة الى الملوثات الكيميائية الناتجة عن أنشطة شركات قصب السكر، حيث أدت تلك العوامل الى تلوث المياه والتربة معاً .
