الحقد الإيراني الرسمي على ثورة الشعب السوري العارمة ليس له حدود ولا سدود, ولا حتى نهايات محتومة, وقد تفنن الإيرانيون في محاولاتهم الحثيثة والخبيثة لإيذاء الشعب السوري الحر ولإجهاض ثورتهم التاريخية التي تراها سلطات الولي الفقيه بمثابة شيطان رجيم يتفوق حتى على الشيطان الأكبر! فمن تشكيل غرف للعمليات القذرة, ومن إرسال الأسلحة والخبراء لنظام القتلة السوري, ومن تجييش وتحشيد وتعبئة للعصابات الطائفية في العراق ولبنان ودعمها وإرسالها للقتال ضد الشعب السوري في عمق المدن السورية, إلى التآمر الدولي الحثيث واستغلال كل الطاقات الإيرانية في دعم نظام القتلة والسفاحين في الشام الذين توارثوا الجريمة والتسلط كابرا عن كابر وسرت في أجسامهم مجرى الدماء.
النظام الإيراني يعتبر قضية النظام السوري قضيته المركزية والمقدسة, لذلك فهو لا يتوانى من خلال أجهزته وعملائه الإقليميين وهم كثر, عن ابتداع واختراع مختلف الوسائل لإرهاب الشعب السوري والتآمر على ثورته, ولو عن طريق أحط الوسائل وأقذرها وأكثرها سفالة, وكانت آخر منجزات عملاء نظام الولي الإيراني الفقيه الجامع للشرائط, والذي يتنطع لقيادة المسلمين في العالم هو مضايقة اللاجئين السوريين المساكين في مخيمات كردستان العراق من خلال أسلوب جديد ومبتكر وشيطاني وهو حرب “العقارب السامة”! إذ ضبطت قوات “البيشمركة” الكردية مجموعة من العملاء الإيرانيين, وهم يحملون صناديق مليئة بالعقارب السامة من أجل إدخالها لمخيم للاجئين السوريين في المنطقة وبهدف إحداث أضرار بالناس المسالمين الهاربين من الموت والوحشية البعثية المدعومة من قوات الولي الإيراني الفقيه الذي تحول عن واجباته الشرعية ليكون مصدرا للعقارب والأفاعي السامة! وهي وظيفة ومهمة جديدة ومبتكرة لم نقرأ عنها في روايات التاريخ المندرسة, ولا يوجد ما يماثلها في أساليب الحرب النفسية أو العامة! وهنا نعترف ولابد أن نعترف بعبقرية أجهزة القمع الإيرانية المسددة من “نائب الإمام” في اختلاق أساليب القمع والتطفيش وبصورة طبيعية و”شرعية”!
ومن الواضح أن النظام الإيراني في حالة حركية معقدة, وهو يخوض حربه في الشام معززا برواياته الخرافية وبأساليبه العسكرية البائسة, وهو يصارع الزمان من أجل إنقاذ رقبة نظام فاشي ما عاد ممكنا التعامل معه إلا من خلال قطعها وإرسالها لمزبلة التاريخ, هو وحتى حلفاؤه الذين يخوضون معه اليوم معركة المصير الفاشي الواحد, الأنظمة مهما بلغت حصانتها فإنها ستنتهي في يوم ما, ولكن الشعوب هي الباقية, والشعب السوري لن يغادر أرضه أبدا, وهنا لا أدري كيف يفكر النظام الإيراني في مستقبل العلاقة مع الشعب السوري وهو لم يعدم أي وسيلة بما فيها العقارب من أجل إيذائه, ومحاولة تعطيل مسيرة تحرره وانعتاقه, من المؤسف أن يلجأ نظام الولي الفقيه لمثل تلك الأساليب التعبانة والمثيرة للسخرية في محاولة إيذاء السوريين والتعدي على لاجئيه ومشرديه, وبوسائل إيذاء أقل ما يمكن القول عنها بأنها خسيسة ومعيبة ولا تليق بدولة, وقيادة بحجم الدولة الإيرانية, ولا دولتها التي تصدر الشعارات المنافقة, وتمارس سلوكا عدوانيا فظا ضد الشعوب الحرة وتروع الآمنين والمحرومين, وهي التي تصدع رؤوسنا ومنذ ثلاثين عاما ونيف من السنين بشعارات المظلومية وبحتمية انتصار الدم على السيف! إلا أن الواقع قد أفرز الحقيقة العارية وهي أن تكون “الجمهورية الإسلامية” مصدرا للعقارب السامة الموجهة شوكة سمومها القاتلة للمحرومين من الأطفال والنساء أما رجال الشام الأحرار فهم الذين يعلمون اليوم غلمان الولي الفقيه معنى الحرية والشجاعة والكرامة, إنها ابشع نهاية أخلاقية لنظام قام على الدجل والخديعة والخرافة.