أيموت من وهب البلاد حياته وقالها: تفديك روحي يا بلادي فأسلمي
ما مات من وهب البلاد حياته وأقام مجداً بين مجد الأنجم
وأراه جباراً قوياً في الوغى كالسيل يجرف من يعوق تقدمي
وأراه في ساح القتال مجاهداً يحمي الديار من العدو الآثم
**********
ودّع الشعب العربي الأحوازي مناضلاً من مناضلي الثورة الأحوازية ومقاتلاً من مقاتلي “جيش تحرير الأحواز” إنه المناضل ( مفتاح محسن الحيدري) ، الذي وافته المنية مساء يوم الأثنين الرابع عشر من مارس 2016 في العقد السادس من عمره.
المناضل مفتاح محسن الحيدري
التحق المناضل مفتاح محسن (أبو أيوب) بركب سائر المناضلين من أبناء الشعب العربي الأحوازي الذين كانوا يتخذون من القطر العراقي الشقيق مقراً لهم. آمن بالسلاح طريقاً وحيداً للتحرير، وكان أسداً بارزاً من أسود ساحات الوغى، حيث جُرح عدة مرات لكن هذا لن يمنعه من مواصلة النضال، والكفاح المسلح. ركب المخاطر في جبهات القتال الى جانب أشقائه في الجيش العراقي ليذود عن شرف الأمة العربية، ونذر حياته من أجل تحرير الوطن والذود عن حياضه.
كان المناضل الفقيد مفتاح يتمتع بشجاعة منقطعة النظير وبروح المثابرة والمجازفة حيث سجل أروع البطولات في معارك القتال ضد العدو الفارسي. وتم تكريمه من قبل القيادة العراقي في فترة الحرب الإيرانية العراقية بنوط الشجاعة على الملاحم البطولية التي سطرها في ساحات الوغى.
ان حياة المناضل مفتاح الشخصية والنضالية مليئة بالمغامرات والمخاطر قل نظيرها. فانه بالإضافة الى كونه مقاتل شجاع في ساحات القتال فانه يتمتع بروح شاعرية فياضة، وكان يملك ذكاءاً خارقاً، ونظرةً ثاقبة. فان حياته الشبيهة بالأسطورة تستحق ان تُخلّد من قبل الكُتاب، والروائيين، والشعراء، لتنتقل الى الأجيال القادمة، حتى لا تضيع في غياهب النسيان.
وبعد النكسة التي حلت بالعراق في بداية التسعينات من القرن المنصرم اضطر فقيدنا أن يرجع الى الوطن و الذي القي القبض عليه على أثرها من قبل النظام الإيراني وبقي في سجون الإحتلال لعدة سنوات، لكنه لم يرضخ للتهديدات و وعود النظام الإيراني الغاشم وظل وفياً، ومخلصاُ لوطنه، وقضيته العادلة الى آخر حياته.
وهاهو الشعب العربي الأحوازي يودّع ابنه البار المناضل مفتاح محسن الحيدري بحضور الآلاف من الجماهير الأحوازيه متحدياً آلة القمع الإيرانية، ورافضا التقاليد القبلية، مردداً الشعارات والأهازيج الوطنية في رثاء المناضل ومدح الوطن والإصرار على الإستمرار في النضال حتى آخر رمق في الحياة من أجل استرجاع الوطن المحتل واستيفاء كافة الحقوق المسلوبة.
بهذه المناسبة المؤلمة يتقدم التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز بأحر التعازي الى كافة أبناء شعبنا العربي الأحوازي والى عائلة الفقيد وذويه والى رفاق دربه في جيش التحرير الأحوازي والجبهة العربية لتحرير الأحواز، سائلين الله ان يتغمد الفقيد وجميع شهداء القضية الأحوازية بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جنانه، وأن يلهم أهله وذويه الصبر ولسلوان .