بين حين وآخر تخرج الى العلن مقاطع أفلام قصيرة وتنتشر بشكل واسع، انتشارا كالنار في الهشيم، عادة يظهر في المقاطع شخص أو اكثر من عرب الإقليم من بين منتسبي النظام الفارسي، وهو يخاطب مسؤولا ما، حول ما تحدث من كوارث بيئية أو اجتماعية أو سياسية ويطالبه بتحسين الوضع ويؤكد حين حديثه، ان ما يحدث لم ينبع من سياسات النظام! وإنما هناك فساد بين عدد قليل من المسؤولين في القوة التنفيذية!
أو يطل على الناس بين حين وآخر احدا أو اكثر من منتسبي النظام الفارسي ومن اعلى منبر صلاة الجمعة في عاصمة الإقليم أو من احدى المدن أو القرى ويستغل غضب الناس ويهاجم إدارة الرئيس روحاني أو مما سبقه من رؤساء.
وكليهم متفقين ان ما يحدث هو عبارة عن سوء إدارة وفساد والخ … والنظام (الاسلامي) بريء مما يحدث ! والنتيجة استمرار وتكرار السناريو بوجوه مختلفة، حيث تارة يستخدم هذا السناريو لتصفية حسابات ما بين اليمين المتطرف بقيادة الحرس وإدارة بيت المرشد الإيراني من جهة، وإدارة القوة التنفيذية بكل اطيافها من جهة أخرى.
ولا يخفى على أي مواطن احوازي بمجرد ان يكون لديه ابسط تتبع للقضايا السياسية في الأحواز ان ما يحدث هناك من استمرار سرقة المياه، والفقر، والبطالة، وتغيير التركيبة السكانية، والاعتقالات التعسفية، والعنصرية المتفشية، ونهب أراضي العرب تحت مسميات مختلفة، وغيرها من أمور، ما هي الا تنفيذا لبرامج سياسية واسعة وخطة خطيرة لتدمير واقتلاع ما تبقى من العرب والقضاء على واقع الإقليم لصالح الاحتلال الفارسي.
وكشفت خلال السنين الماضية خطط وبرامج سياسية وأمنية وعسكرية، ونشرت التنظيمات الأحوازية عددا من الوثائق المسربة، اتضحت عبرها سياسات نظام ايران الحاكم برمته تجاه العرب، حيث لا يبقى ذرة من الشك ان كل ما تحدث من ويلات وكوارث هو ناتج عن سياسات دونتها مراكز الدراسات الإيرانية، وأيدتها إدارة سلطة المرشد خامنئي، وتنفذها الدوائر الحكومية بجميع اطيافها ورؤسائها ، وذلك بعد مرورها بالبرلمان، ويروج لها الاعلام الفارسي، ويصفق لمنفذيها الشوفينيين الإيرانيين الذين جالسين في أمريكا و أروبا و طهران وأصفهان وغيرها من مدن.
ومع فائق الأسف نرى ان هناك سذاجة سياسية لدى البعض حيث عبر انتشار تلك المقاطع يساهمون في تمويه الظلم وتلطيف الأجواء القاسية وتجميل وجه الاحتلال القبيح و..
ومن السياسات الخبيثة التي تنفذها الدوائر الفارسية؛ محاولة التأثير على الرأي العام الأحوازي، عبر استبعاد المواطن العربي عن واقع الأحداث وسوق العقل الجماعي نحو إعلام طهران.
وفِي نفس السياق تبعث طهران بين حين وآخر بأزلامها للتأثير على الأحوازيين ومن أعلى منابر في الأحواز نسمع ونرى هناك من يأتي من طهران وينتقد سياسات طهران تجاه الأحواز فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية وغيرها من شؤون!
لا شك ان ما يحدث على الأرض عبر ترجمة هكذا افعال مشينة، ما هو الا اُسلوب لإدارة الظلم والاضطهاد وترسيخ الإحتلال بتعاون من اصحاب العقول الخاوية، والعملاء في صفوف الأحوازيين، سواء كانوا في داخل الإقليم او في الخارج.
وبالمقابل يتطلب الأمر المزيد من التصدي عبر تفسير الأحداث وتحليلها بشكل موضوعي وإشباع الشارع الاحوازي بالحقيقة مهما كانت مرارتها وقساوتها ولا مجال لتلطيف الأجواء وزخرفة القبح وتجميل افعال الاحتلال الاجرامية.