في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها الشرق الأوسط، والمنطقة العربية بشكل خاص، بعد سقوط نظام بشار الأسد وتراجع التدخل الإيراني في منطقة الشام، تبرز الحاجة الملحة لنا كأحوازيين للتركيز على مصلحة شعبنا والعمل على تعزيزها. ولتحقيق ذلك، يصبح الاستماع إلى مختلف الآراء والأطياف ضرورة استراتيجية.
انطلاقاً من هذا المبدأ، ومنذ تأسيسه، يلتزم موقع التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز بنشر مقالات متنوعة تعكس وجهات نظر مختلفة تتناسب مع الظروف المتغيرة، بهدف تعزيز الحوار وتبادل الأفكار للخروج برؤى تخدم قضيتنا العادلة.
وفي هذا السياق، نود أن نلفت انتباه متابعينا وقرائنا الأعزاء إلى أن ما يُنشر على الموقع من مقالات وآراء لا يعبر بالضرورة عن الموقف الرسمي للتيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز. إذ يعبّر التيار عن آرائه ومواقفه بشكل واضح عبر البيانات الرسمية التي تُصدر في مختلف المناسبات.
مركزية القضية الأحوازية
كان من المفروض أن تنال الأحواز هذا العنوان منذ احتلال الكيان الإرهابي الإيراني لدولة الأحواز العربية عام 1925،
أي تماماً مثلما أطلقت مقولة مركزية القضية الفلسطينية بعد احتلال فلسطين عام 1948.
بعد فلسطين، احتلت اسرائيل كلٌ من الجولان والسيناء والجنوب اللبناني وأجزاء من الأردن، ورغم ذلك تم التشبث بمركزية القضية الفلسطينية من قبل أشقائنا العرب، معتبرين إياها عنوان الصراع العربي الصهيوني.
وبعد الأحواز، احتل الكيان الإرهابي الإيراني الجزر العربية الإماراتية الثلاث عام 1971، وحاول السيطرة على مدينتي زرباطية ومندلي العراقيتين، ثم طالب بضم البحرين لسيادته، إلى أن وصلت به الصفاقة إلى حد التبجّح بهيمنته على أربعة عواصم عربية، ليجعل حربه مفتوحة ضد العرب دون استثناء.
ورغم ذلك، لم تنال القضية الأحوازية مكانتها التي تستحقها عربياً أو إقليماً، لعدة أسباب، منهاً:
أولاً: ضعف الحركة الوطنية الأحوازية.
ثانياً: الضعف الإعلامي وعدم تغلغل الأحوازيين في الإعلام العربي.
ثالثاً: القصور العربي في التعريف وطرح القضية الأحوازية كقضية محورية، وذلك بذريعة التوازنات الدولية.
أما الآن وقد تغيّرت هذه التوازنات، كما أنّ المنطقة سوف تشهد المزيد من التغييرات، خاصة بعد سلسلة هزائم مُنِي بها الكيان الإيراني في فلسطين ولبنان وسوريا، وربما اليمن والعراق في قادم الأيام، فقد حان الأوان بأن تبرز القضية العربية العالمية الأحوازية على سطح الأحداث، لتصبح قضية العرب الأولى في هذا الصراع.
يبدو أن العائق الأكبر والأهم والمتمثل في “التوازنات الدولية”، قد انتهى، والتوازنات الإقليمية والدولية الجديدة تفرض إلزاماً بأن يكون العرب بمثابة الفاعل الإقليمي، وهذا يعني تراجع دور الكيان الإرهابي الإيراني بطبيعة الحال.
وبقيت المهمة الأكبر على عاتق الحركة الوطنية الأحوازية لتأدية دورها، بل واجبها الوطني، وفرض القضية الأحوازية كقضية محورية ومركزية، خاصة أنها تستحق ذلك وعن جدارة، وذلك بحكم الأقدمية والمساحة وأهمية الموقع وعدد السكان ووفرة الثروات.