لقد خلق شعبنا العربي الأحوازي وسائر الشعوب في جغرافية إيران السياسية، ملحمة جديدة في مقاطعتهم الانتخابات الإيرانية، ليثبتوا للعالم مرة أخرى أنّ هذا النظام ودولته، إيران المحتلة، لم يمتّوا لهم بأي صلة أبداً.
إن ما حصل يوم الجمعة، الأول من مارس 2024، في ايران كان بمثابة انتكاسة كبيرة للنظام الإيراني و بدء مرحلة جديدة من الصراع بين طهران والقوى التحررية للشعوب غير الفارسية التي استخدمت مقاطعة الانتخابات كوسيلة للضغط في الصراع القائم على إيران و أثبتت هذه الشعوب وعلى رأسها الشعب العربي الأحوازي مستواهم العالي والرفيع في الوعي والثقافة السياسية والاجتماعية مثلما أثبتوا في الماضي من خلال ملاحم ميدانية واسعة في النضال الوطني التحرري، و أخيراً مقاطعتهم الدقيقة للانتخابات، حيث كانت مقاطعتهم بمثابة نجاح كبير في حركة سياسية ضد القوى الشوفينية والديكتاتورية الفارسية قل نظيرها عند الشعوب، ليثبتوا للعالم أجمع كذب ادعاءات النظام الايراني، و بذلك كسروا شوكة السلطات الإيرانية مرة أخرى، وبرهنوا للعالم حقيقة هذا النظام الإرهابي من جديد.
إنّ الاستياء المتزايد بين أبناء الشعوب غير الفارسية في ايران بعد قمع الاحتجاجات والانتفاضات المناهضة للنظام في السنوات الماضية، واستخدام النظام للقوة العسكرية المفرطة ضد تطلعات الشعوب غير الفارسية، زاد من عزيمة وإرادة هذه الشعوب في استمرارهم في الكفاح التحرري ضدّ الاحتلال والهيمنة الفارسية، حيث تنوّعت أساليب المقاومة لهذه الشعوب في مراحل مختلفة من نضالها ضد المحتل الإيراني، إلى أن وصلت إلى يومنا هذا بظهور جيل جديد يحارب هذا النظام الديكتاتوري في كل ميادين النضال ومنها مقاطعة الانتخابات وفي باقي أساليب الكفاح ليحقق أهدافه المنشودة بالحرية والاستقلال الوطني.
تعتبر الشرعية من المفاهيم الرئيسية في علم السياسة بوصفها شكلاً من أشكال القبول العام للنظام السياسي، وهذا النظام السياسي الذي يحكم ايران فاقد للشرعية أساساً، لأنه تسلط على ثورة الشعوب غير الفارسية في عام ١٩٧٩ بقوة السلاح والقمع، ومارس سيطرته دون احترام مطالب الشعوب غير الفارسية، وواجه مقاومة شديدة من قبل كل تلك المكونات حتى وصلت اليوم إلى أعلى درجة من المقاطعة السياسية المتمثلة بصناديق الاقتراع وقوة الناخب في إخضاع الحكومة إلى رغبته في ممارسة هذا الحق، وإن كان لا يؤخذ بعين التأثير والاعتبار من قبل السلطات الإيرانية، لكنه يُعبّر عن حالة استياء عامة متنامية شملت جميع أنحاء ايران.
إنّ القوى الوطنية الأحوازية الموقعة على هذا البيان إذ تشيد بمواقف شعبنا الاحوازي الواعي، خاصة جيل الشباب والطبقة المثقفة على وجه التحديد، الذي أكد دائما خياره الرافض للاحتلال الايراني وقاطع هذه الانتخابات التي لا تمثل أهداف شعبنا السياسية ولا تمت لمطالبه التاريخية بأي صله. وفي نفس الوقت تناشد تلك القوى المجتمع الدولي بالتدخل السريع والضغط على الحكومة غير الشرعية الإيرانية على إيقاف آلة القمع والاعدامات والاضطهاد لشعبنا الاحوازي والالتزام بالميثاق العالمي لحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير وحق تقرير المصير لشعبنا واحترام حقوقه الوطنية والإنسانية والقومية، وحقه في استعادة الدولة الأحوازية المستقلة على أرضه، حتى يستطيع الشعب الاحوازي ان يحقق مطالبه التاريخية التي استشهد من أجلها آلاف المواطنين ولا زالت السجون الإيرانية مليئة بالأحرار من شعبنا، و يتمتع بكافة حقوقه المشروعة التي يكفلها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان وسائر المواثيق والبروتوكولات العالمية.
وفي الختام مرة أخرى نشيد بالموقف الحاسم والصارم لشعبنا في مقاطعة الانتخابات الإيرانية وتلبية دعوة التنظيمات الأحوازية لاتخاذ هذا الموقف التاريخي الذي يستحق أن تنحني الهامات إجلالاً وتحية لهذا الشعب العظيم.
الرحمة على أرواح شهداء الثورة الأحوازية
تحية إجلال وإكرام لعوائل شهدائنا الأبرار
تحية عزٍ واحترام لأسرانا البواسل وعوائلهم الصامدين
تحية لجميع أبناء شعبنا المقاومين
*القوى الوطنية الأحوازية الموقعة على البيان*
التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز
جبهة الأحواز الديمقراطية
الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية
الجبهة العربية لتحرير الأحواز
حركة النضال العربي لتحرير الأحواز