ساهم المناضل والقيادي الكبير إبرچ، شيخ عشيرة خزرج العبد الله في عدة معارك منذ صباه حتى استشهد هذا الرجل العظيم بإيمانه وصدقه وذكائه العسكري وحكمته في إدارة الأزمات وإخلاصه لوطنه ومحبته في الله ولمن كان حوله.. كان الشهيد وقع أسيرا بين يدي عدد من العسكريين الفرس الغزاة وذلك في سنة…….(غير متأكد من تاريخ الحدث)……….. بعد معركة طالت عدة ايام بين الجيش الايراني من جهة ومليشيات المقاومة الأحوازية من جهة أخرى.
وعلى المستوى العسكري والإستعداد النفسي أعد الشهيد ورفاقه خطة دفاع شاملة حيث أمر بتوظيف النساء بألحضور في المعركة عبر إمداد الرجال و تجهيزهم بما يلزمهم وكذلك إبتعاد كبار السن والأطفال من ساحة المعركة وإسكانهم في أكواخ بوسط الصحراء الرملية مابين منطقة أم الدبس وجبل مشداخ كما تم تخزين مياه الشرب كإحدى أهم مقومات الحياة في صيف الأحواز الساخن وكذلك كمية كبيرة من الخبز والتمر وغيره وبعد ذلك أمر بإغلاق جميع أبار مياه الشرب بصخور كبيرة وكذلك الشوك (النمريچ).
بدأ هجوم قوات الإحتلال في الصباح المبكر ولكن توقف المهاجمون حين صعود الشمس وإرتفاع درجة الحرارة وتكرر الهجوم في المغرب وكذلك الرد الأحوازي بالمثل … طالت المعركة عدة أيام وراح عدد كبير من أبناء الأحواز شهداء في طريق الدفاع عن الوطن وكذلك تكبدت قوات العدو خسائر كبيرة بألأرواح والمعدات الأمر الذي دفع بقوات الإحتلال لحشد قوات أكثر وبمعدات أكبر الى ساحة المعركة وتكررت الهجمات حيث استشهد عدد كبير من الأحوازيين ووقع إبرچ أسيرا بيد قوات الإحتلال.
إقتاد الأسير ابرچ حينها الى محكمة في ساحة المعركة حيث كان يتواجد ضابط بدرجة لواء وبرفقته عدة ضباط ومترجم ((من طائفة العملاء )) فتوجه اللواء الى ابرچ وقال: يا شيخ ! قتل عدد كبير من أبناء قريتكم وكذلك قتل عدد كبير من جنودي أنا وكل هذا على اجل لاشيء….. وبدليل بسيط حيث حضرتكم تسيء الفهم الى ساحة الملك و الدولة الإيرانية …. انا أقترح عليك ان نصبح أصدقاء من اليوم فصاعدا وسوف تحصل على مكرمة من الملك وكذلك باب قصر الملك مفتوح أمامك حين تشاء …
وكلما تطلبه سوف يجهز لك ولجميع أفراد عشيرتك ومبدئيا انا الأن أوقع لك على وثيقة بإسمك انت شخصيا وبهذه الوثيقة انت تصبح تملك كافة الأراضي الزراعية المطلة على الضفة الغربية لنهر الكرخة (مايعادل 15 الف هكتار وكذلك أدوات زراعية ومياه) وما لديك انت ان تترك القتال ومتابعة جنود الجيش الملكي الايراني وكذلك تستمر بالتواصل معنا وسوف نكون على تنسيق لمتابعة “المتمردين” والقضاء عليهم…
وإن لم تتقبل كل هذا سوف “تعدم” الأن أمام هؤلاء الجرحى من جنودك…
إبتسم إبرچ حينها ….وقال للضابط الايراني: هل من خيار ثالث؟
رد عليه الضابط :وماذا تقصد بألخيار الثالث؟
فقال ابرچ ؛ لدينا مثل، نقول ؛ “من لحم ثوره وإطعمه”… اأنت تريد تقدم لي “رشوة من أموالي” حيث أنا أمتلكها أساسا كإرث ؟
هذه أرضنا ولم تعد يوما ملك لكم حتى يكرمنا بها اليوم الشاه.. ولهذا قلت لك اعطني خيار ثالث وهو ان تفك الأصفاد من يدي وتعطيني بندقية وذخيرة ونتواجه الأن مرة أخرى …..
غضب حينها اللواء الايراني وأمر بتنفيذ الإعدام بحق الشهيد ابرچ رميا بألرصاص….