انت هنا : الرئيسية » اخبار » ندوة في الأمم المتحدة تسلط الضوء على انتهاكات حقوق الانسان في إيران

ندوة في الأمم المتحدة تسلط الضوء على انتهاكات حقوق الانسان في إيران

عُقدت يوم الخميس، 6 مارس 2025، ندوة في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف، وذلك على هامش اجتماع الدورة 58 لمجلس حقوق الإنسان، تحت عنوان “أوضاع حقوق الإنسان في إيران”. شارك في هذه الندوة عدد من نشطاء حقوق الإنسان من الشعوب غير الفارسية، بالإضافة إلى ممثلين عن الأقليات في إيران، حيث ناقشوا الأوضاع المتدهورة لحقوق الإنسان والانتهاكات المستمرة التي تمارسها السلطات الإيرانية ضد هذه الشعوب.

في كلمته خلال الندوة، تحدث عبد الرحمن الحيدري، ممثلاً عن مؤسسة “المصدر الأحوازي” (Ahwazi Source)، عن الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها الشعب الأحوازي، مسلطاً الضوء على سياسات التمييز الممنهجة التي تمارسها السلطات الإيرانية بحقهم. وأوضح أن الأحوازيين يعانون من تهميش واضح في جميع مناحي الحياة، بدءاً من الحرمان من الحقوق السياسية والمدنية، مروراً بالقمع الأمني والاعتقالات التعسفية، وانتهاءً بالتضييق الاقتصادي والثقافي. كما أشار إلى أن السلطات الإيرانية تحرم الأحوازيين من التعلم بلغتهم الأم وتمنع أي تعبير ثقافي يعكس هويتهم العربية، في محاولة لمحو وجودهم وهويتهم التاريخية.

لم تقتصر الندوة على مناقشة قضية الأحوازيين، بل تناولت أيضاً الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء الشعوب غير الفارسية الأخرى في إيران، بما في ذلك الأكراد، البلوش، والترك الأذربيجانيين، إضافة إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الأقليات الدينية والعرقية في البلاد. وأكد المشاركون أن هذه المجموعات تعاني من سياسات ممنهجة تهدف إلى تقويض حقوقهم، حيث تتعرض للتمييز في التوظيف، والتعليم، وحرية العبادة، فضلاً عن القمع السياسي الذي يصل إلى حد الإعدامات دون محاكمات عادلة.

شدد الحاضرون على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات جادة للضغط على السلطات الإيرانية من أجل تحسين أوضاع حقوق الإنسان وضمان حماية حقوق جميع مكونات المجتمع الإيراني. كما دعوا إلى تشكيل لجان تحقيق دولية مستقلة لمتابعة الانتهاكات المتزايدة، وتقديم تقارير شفافة حول الانتهاكات المستمرة التي تمارسها السلطات الإيرانية.

شهدت الندوة حضور مندوبين من لجنة تقصي الحقائق الخاصة بالشأن الإيراني، بالإضافة إلى ممثلين عن بعض الدول الأوروبية المهتمة بملف حقوق الإنسان في إيران. ويعكس هذا الحضور الرسمي الاهتمام الدولي المتزايد بملف حقوق الإنسان في إيران، لا سيما مع تزايد التقارير الدولية التي تشير إلى تصاعد القمع والانتهاكات بحق الأقليات.

تأتي هذه الندوة في ظل استمرار النظام الإيراني في تكثيف حملاته القمعية ضد الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وهو ما يؤكد أهمية تسليط الضوء على معاناة هذه الشعوب في المحافل الدولية لضمان تحقيق العدالة والمساواة.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة السيد عبد الرحمن الحيدري التي ألقاها خلال الندوة:

السيدات والسادة،

أود أولاً أن أتقدم بخالص الشكر لمركز زاغروس لحقوق الإنسان على تنظيم هذا الحدث الجانبي وعلى دعوتي للمشاركة. يشرفني أن أخاطبكم اليوم كممثل عن مؤسسة المصدر الأحوازي، وهي منظمة حقوقية مسجلة في المملكة المتحدة، تعمل على الدفاع عن حقوق الشعب العربي الأحوازي في إيران. تركز جهودنا على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، ورفع الوعي الدولي، والتواصل مع صناع القرار وهيئات حقوق الإنسان لضمان تحقيق العدالة للشعب الأحوازي.

أقف أمامكم اليوم لتسليط الضوء على الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان ضد الشعب العربي الأحوازي في إيران. فمنذ احتلال الأحواز عام 1925، واجه العرب الأحوازيون القمع المنهجي، والتمييز، والتهميش من قبل النظام الإيراني، وما زالت حقوقهم الأساسية تُنتهك بطرق متعددة.

التمييز السياسي

يُحرم العرب الأحوازيون من التمثيل السياسي ويواجهون الاعتقال التعسفي لمجرد ممارسة النشاط السلمي. كما يتم اختطاف وإعدام الشخصيات السياسية الأحوازية، بمن فيهم الناشطون في المنفى. ويعتبر النظام الإيراني أي مطالبة بالحقوق الأساسية عملاً انفصالياً. لا يُسمح لأي حزب أحوازي بالعمل داخل الأحواز، حتى أولئك الذين يؤمنون بدستور النظام الحالي، مثل حزب الوفاق، الذي تم حظره بالكامل وقمع أعضائه.

الإعدامات والاعتقالات الجماعية

يواجه العرب الأحوازيون أحد أعلى معدلات الإعدام في إيران. يتم اعتقال النشطاء بتهم ملفقة، ويتعرضون للتعذيب والاعتراف القسري خلال محاكمات صورية. ففي العام الماضي فقط، تم إعدام العديد من الأسرى الأحوازيين سراً دون إخطار عائلاتهم.

وحالياً، يواجه تسعة نشطاء أحوازيين خطر الإعدام الوشيك، وهم:
عباس دريس، علي عبيداوي، عدنان غبيشاوي، علي مجدم، حبيب دريس، سالم البوشوكة، معين خنافرة، محمد رضا مقدم، مالك الموسوي.

وفي بداية عام 2025 وحده، تم اعتقال المئات من النشطاء الأحوازيين، بمن فيهم أبناء الطائفة السنية الأحوازية بسبب معتقداتهم الدينية. أصبحت الاعتقالات والقمع ظاهرة شهرية لا تتوقف، حيث يتم استهداف النشطاء بشكل مستمر.

إضافة إلى ذلك، يتعرض الشباب الأحوازيون سنوياً لإطلاق النار من قبل نقاط التفتيش التابعة للحرس الثوري الإيراني، ما يؤدي إلى وفاة العديد من الأبرياء دون محاسبة.

القمع اللغوي والديني والثقافي

على الرغم من أن العرب الأحوازيين هم سكان أصليون في الأحواز، إلا أنهم محرومون من حق التعليم بلغتهم الأم. تفرض المدارس اللغة الفارسية قسراً، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات التسرب المدرسي بين الأحوازيين. كما يُجرَّم التعبير الثقافي، حيث يمكن أن يؤدي إنشاد الشعر باللغة العربية إلى الاعتقال.

على سبيل المثال، في 5 مارس الجاري، تلقى الفنان الأحوازي مهدي يراحي 74 جلدة بسبب أغنية دعم فيها المحتجين. كما أن عدداً من الشعراء الأحوازيين قُتلوا في ظروف غامضة، مثل حسن الحيدري و ستار الصياحي، في حين اضطر آخرون إلى الفرار من البلاد، مثل محمد عامر زويدات وعلي الطرفي.

التهميش الاقتصادي

تعد الأحواز أغنى مناطق إيران من حيث الموارد الطبيعية، حيث تمتلك أكثر من 80% من احتياطي النفط والغاز في البلاد. ومع ذلك، يعاني العرب الأحوازيون من الفقر المدقع والبطالة، حيث يتم استبعادهم بشكل ممنهج من الوظائف في الصناعات المملوكة للدولة، كما تصادر أراضيهم لصالح مشاريع حكومية، مما يتسبب في تهجير آلاف العائلات.

أبرز الأمثلة على ذلك هي مصادرة مئات الآلاف من الهكتارات لمشاريع مثل زراعة قصب السكر، إضافة إلى التهجير القسري ومصادرة الأراضي في قرى ومدن مثل دجة العباس، شيبان، الحويزة، عبادان، والمحمرة.

الأزمة البيئية

أدت المشاريع الحكومية، وخاصة تحويل مسارات المياه، إلى جفاف واسع وتصحر، مما دمر الزراعة الأحوازية. لقد تم استنزاف نهري كارون والكرخة، الذين كانا شريان الحياة في الأحواز، لنقل المياه إلى الأقاليم الفارسية، مما جعل المزارعين الأحوازيين يكافحون للبقاء على قيد الحياة.

عندما احتج الأحوازيون ضد أزمة المياه في عام 2021، واجهوا رداً وحشياً من السلطات، أدى إلى سقوط قتلى واعتقال المئات.

نداء للتحرك الدولي

نحث الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان على:

  1. محاسبة إيران على قمعها المنهجي للشعب الأحوازي.

  2. المطالبة بوقف الإعدامات والاعتقالات التعسفية.

  3. الضغط على إيران لمنح الحقوق اللغوية والثقافية للعرب الأحوازيين.

  4. ضمان تحقيقات مستقلة حول التدمير البيئي والتهجير القسري.

إن نضال الشعب الأحوازي من أجل العدالة لا يمكن تجاهله. يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك فوراً لوضع حد لهذه الانتهاكات وحماية الحقوق الأساسية لهذا الشعب المهمش.

شكراً لكم.

يمكن متابعة الكلمة كاملة بالفيديو من خلال الرابط التالي:

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى