أعلن عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني ( بي كيه كيه) المحظور، وفي بيان تلاه مسؤول في حزب السلام والديمقراطية الكردي وسط تجمع حاشد في دياربكر امام مئات الآلاف من الاشخاص وقف إطلاق النار مع أنقرة.
ونقلت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء ان أوجلان حث مسلحي حزب العمال الكردستاني على التخلي عن السلاح والانسحاب من تركيا والسعي لتحويل الكفاح المسلح إلى مسار سياسي ، وذلك في بيان كان متوقعا على نطاق واسع، وقال: “هذه مرحلة جديدة يجب أن تتكلم فيها السياسة بدلا من البنادق” داعيا “عناصر منظمة (بي كيه كيه) إلى إلقاء السلاح ومغادرة البلاد”. وقال: “وصلنا الى مرحلة يجب ان يسكت فيها السلاح والعناصر المسلحة يجب ان تنسحب الى خارج حدود تركيا”.
واضاف: “اقولها امام ملايين الناس الذين يستمعون لندائي، ان عهدا جديدا قد بدأ، يجب ان يتم فيه تغليب السياسة وليس السلاح”.
ودعا عبد الله اوجلان الزعيم الكردي المسجون في جزيرة قرب اسطنبول مقاتلي حزب العمال الكردستاني اليوم الخميس الى وقف العمليات القتالية والانسحاب من تركيا في اطار عملية سياسية تحيي الامال في انهاء صراع قتل فيه 40 ألف شخص.
وفي بيان تلاه سياسي كردي في الاحتفالات بالسنة الكردية الجديدة التي حضرها نحو ربع مليون شخص، قال اوجلان: “لتصمت المدافع ولتسود السياسة”.
وأضاف: “وصلنا الى مرحلة يجب ان تنسحب فيها قواتنا المسلحة الى خارج الحدود، هذه ليست النهاية بل بداية حقبة جديدة”.
وياتي هذا الاعلان في اطار مفاوضات مباشرة اجرتها معه السلطات التركية منذ كانون الاول (ديسمبر) لوضع حد للنزاع الذي اسفر عن سقوط 45 الف قتيل.
وأكد مسؤولون أكراد التقوا أوجلان، عزم الزعيم الكردي الدعوة لوقف إطلاق نار بحلول العام الكردي الجديد.
واحتشد الأكراد في مدينة ديار بكر التي تهيمن عليها أغلبية كردية جنوب شرق تركيا للاحتفال بعيد النوروز، مترقبين رسالة أوجلان.وخلال الأسابيع الأخيرةأطلق حزب العمال الكردستاني سراح ثماني رهائن أتراك في شمال العراق، فيما اعتبرت خطوة لبناء الثقة.
يذكر أن حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض قتالا ضد الدولة التركية منذ العام 1984 من أجل الاستقلال أو مزيد من الحكم الذاتي لمنطقة جنوب شرق البلاد ذات الاغلبية التركية، يتهم أنقرة بالتمييز الممنهج ضد الأكراد.
وتدرج الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحزب الكردستاني على قائمتيهما للمنظمات “الإرهابية”. واعتقل أوجلان ، العضو المؤسس في الحزب العام 1999، ويقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في جزيرة إمرالي القريبة من الساحل التركي.
ورغم هذه الاجواء المواتية ما زالت عراقيل كثيرة تقف في طريق السلام.
وفي مقدمتها مصير عبد الله اوجلان لان انقرة استبعدت اي فكرة عفو شامل، لكن الاكراد يشددون على الافراج عنه او على الاقل ايداعه قيد الاقامة الجبرية.
كما ان عملية السلام لا تلقى اجماعا لان اغلبية الاتراك ترفض فكرة التفاوض مباشرة مع عبد الله اوجلان الذي تعتبره “ارهابيا” و”قاتل اطفال”.
وبالرغم من نفيها تشتبه المعارضة في ان لدى اردوغان خلفيات سياسية، وانه يريد منح الاكراد حقوقا مقابل دعمهم لمشروع دستور يعزز نفوذ الرئيس، المنصب الذي يتطلع اليه في 2014.
وبالتالي، فان رهان السلام الذي التزم به رئيس الحكومة يشكل مجازفة.
فقد رأى صحافيون ان اردوغان سيصبح مثل ابراهام لنكولن (الذي قاد المصالحة بين شمال وجنوب الولايات المتحدة اذا نجح لكنه سيكون مثل الرئيس السوفياتي ميخائيل غوربتشيوف الذي تفكك الاتحاد في عهده.