إستقبال عيد الفطر في الأحواز

التيار الوطني: يحتقل المسلمون في أرجاء المعمورة بِعيد الفطر بعد أن ينتهي شهر رمضان لِما وفّقهم الله من الصيام والقيام في هذا الشهر المبارك. ويحتل عيد الفطر مكانة خاصة عند الأحوازيين، فبالإضافة الى المكانة الدينية التي يحتلها عند المسلمين فإنه يرتقي الى درجة أعلى  ليصبح عيداً وطنياً عند الأحوازيين يميِّزهم عن غيرهم في جغرافية ما تسمى بإيران مما جعل الفرس يطلقون عليه “عيد العرب” لما يرون من مظاهر الإهتمام والتجمعات للإحتفاء بهذه المناسبة من قبل الشعب العربي الأحوازي.

وتتبين أهمية العيد في المطالبات التي توَجّه بها الأحوازيون الى الحكام الإيرنيين في مناسبات مختلفة. فعلى سبيل المثال لا الحصر كانت إحدى مطالبات الشعب العربي الأحوازي بُعيد ثورة الشعوب في 1979، والتي طُرِحت من قبل الوفد الثلاثيني، هي المطالبة بتخصيص ثلاثة أيام لعطلة عيد الفطر. وكما شكّلت هذه المطالبة بنداً من بنود مانيفست لجنة الوفاق أثناء فترة رئاسة خاتمي. وهذا إن دَلّ على شئ إنما يدل على أهمية ومكانة عيد الفطر عند الشعب العربي الأحوازي. وما هذه المطالبات الّا انعكاس طبيعي لهذه المكانة التي يحتلها عيد الفطر عند الأحوازيين. فان هذا العيد يعتبر وسيلة لإبراز الوجود والهوية العربية اللتان ما انفك الأحوازيون عن المحافظة عليهما والافتخار بهما كل ما سنحت لهم الفرصة.

حاول النظام الإيراني وكعادته أن يؤثر على هذه الظاهرة و يمحوها و يقلل من أهميتها بشتى الأساليب والحيل. فتارة يقوم بإعلان العيد في منتصف النهار بعد ما احتفل به العالم الاسلامي في محاولة خبيثة منه لمنع الناس من الاحتفال من خلال تقليص العطلة من يوم واحد إلى نصف اليوم. وتارة يعتقل النشطاء الأحوازيين قبيل العيد بأيام قليلة ليزرع الخوف والرعب في المجتمع الأحوازي وينكّد عليهم العيد. وكما يحاول ارغام التلاميذ في المدارس للاحتفال بعيد رأس السنة الايرانية ويجبرهم لتحضير مائدة “الهفت سين” كما يسمونها، ليمحو آثار الثفافة العربية والاسلامية من أذهانهم و يستبدلها بثقافة فارسية.

إعتاد الأحوازيون في السنوات الأخيرة أن يحتفلوا بعيد الفطر مع سائر إخوتهم في دول الخليج العربي متمثلين بالمملكة العربية السعودية. وعادة ما يتم الإعلان عن العيد من خلال إطلاق الرصاص في الهواء لإخبار المجتمع وإيصال رسالة الى الايرانيين، بأن الشعب العربي الأحوازي يختلف عن الايرانيين في كل عاداته وسلوكه وطقوسه، الأمر الذي أثار غضب السلطات الايرانية وجعلتهم يتربصون بكل من يتبنى هذه الفكرة ليزجوا بهم الى السجون.

وفي هذه الإيام يستعد أبناء شعبنا العربي الأحوازي في كل مدنه وقراه لإستقبال عيد الفطر بأشكال مختلفة. هناك حركة ملحوظة يقل نظيرها في العالم العربي والإسلامي، فترى الشوارع مكتظة بالناس كما تبين الصور التي نشرها موقع بروال ونعيد نشرها أدناه. وحسب تعبير بعض إخوتنا في دول مجلس التعاون الخليجي عند ما زاروا الأحواز في أحد الأعوام قبيل عيد الفطر، فعبروا عن مشاعرهم بأنه لم يعد مثل هذا الاهتمام موجود في دولهم وإنهم يسمعون عنه من كبار السن والشيوخ في السنين البعيدة وأصبحت هذه المظاهر عندهم من حكايات أيام زمان حسب تعبيرهم.

من أهم العادات التي يحاول الشباب الواعي الالتزام بها هي زيارة عوائل الشهداء في طليعة عيد الفطر بعد الانتهاء من صلاة العيد. فعادة ما تكون زيارة جماعية، يجتمع الشباب في مجموعات مختلفة متوجهين الى بيوت عوائل الشهداء. وبعد إجتماعهم أمام بيت الشهيد يرددون الأهازيج الحماسية التي يمتدحون من خلالها الشهيد المقصود وسائر الشهداء بالاضافة الى إلقاء القصائد الوطنية. وتستقبل عائلة الشهيد المعيدين بحفاوة ممزوجة بهلاهل(زغاريد) تطلقها أم الشهيد والتي تعطي للمجلس حماساً خاصاً.

ومن مظاهر العيد في الأحواز هي كثرة محلات بيع الملابس العربية على الرغم من المضايقات التي تفرضها الجهات الأمنية الإيرانية على هذه المحلات إلا أن إصرار الشعب على هويته العربية ومخاوف السلطات من حدوث إضطرابات قد أجبرتا السلطات الايرانية على التراجع في هذا المجال. و رغم الاوضاع الاقتصادية المزرية التي يعيشها غالبية أبناء الشعب العربي الأحوازي إلا أنهم حرصوا على شراء ملابس عربية لأبناءهم في ردة فعل عكسية لسياسة التفريس التي ينتهجها النظام الإيراني. فيعطي إرتداء الملابس العربية من قبل الشباب والمراهقين في أيام العيد نكهة خاصة للعيد في الأحواز ويبعث في النفوس روح التحدي والصمود ضد الظلم والظالمين.

وفيما يلي ننشر بعض الصور التي تعكس جانباً من الأسواق الأحوازية في آخر أيام شهر رمضان المبارك:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز- قسم ثقافة ومجتمع