في ظل النهضة العربية التحريرية التي أطاحت بالعديد من أنظمة الظلم والاستبداد التي كانت مدعومة غربيًا. وفي ظل الثورات القائمة ضد أنظمة تقوم على استباحة الدماء وتزهق أرواح المئات من المواطنين العرب يوميًا. وفي ظل الثورات العربية الأخرى التي يحضر لها والتي تعد حاليًا كالجمر تحت الرماد تنتظر الفرصة للاشتعال من أجل الإطاحة بما تبقى من أنظمة الجور والاستبداد، تبقى جوقة من الأفراد الذين أدمنوا الارتزاق على موائد اللئام، ينظمون مؤتمراتهم كل عام هناك وهناك، رافعين أسماء وعناوين تدقدق مشاعر البسطاء الصادقين من أبناء هذه الأمة الذين أنهكهم ظلم وجور الأنظمة الاستبدادية وراحوا يسيرون وراء تلك اليافطات والشعارات التي كانوا في يوم من الأيام يظنون أنها تشكل بارقة أمل لإنهاء معاناتهم من جور الظالمين وتحقيق آمالهم في الوحدة التي طالما حلموا بها لتقوية صفوفهم في وجه الغزاة والمحتلين.
وعلى أنغام هذه السنفونية الجميلة راح بعض من الاستغلاليين و متمرسي الارتزاق يرقصون على جراح البسطاء من أبناء الأمة وينظمون المؤتمرات مطبلين و ممجدين هذا النظام الذي يدفع لهم الأجور، ويهجون النظام الآخر الذي لا يدفع لهم، وأصبحوا كالجواري ينتقلون من حضن هذا الحاكم إلى حضن حاكم آخر حتى بلغت بهم الدناءة والخسة أن أصبحوا (كعاهرة متعة) في حضن نظام الولي الفقيه الإيراني الذي يعد من ألد أعداء العروبة والأمة العربية، يسيرهم للدفاع عن مشاريعه الشعوبية والطائفية، وذلك كله تحت يافطة الدفاع عن القومية والوحدة العربية .
ولعل الظروف المأساوية التي يمر بها الشعب العربي السوري جراء ما يتعرض له على يد حاكم ورث ممارسة الإجرام عن أبيه، غنية عن التعريف، فهي أشهر من أن يبينها كاتب، أو ترسمها ريشة فنان، أو تعرضها عدسة مصور، ولكن رغم ذلك فإن جوقة الارتزاق لا تزال تدافع عن حاكم سوريا وتعده بطلًا قوميًا يقود تيار الممانعة ويتصدى لأعداء الأمة!. ولا عجب في ذلك كون هذا الحاكم ونظامه الإجرامي ومنذ سنوات كان وحليفه الولي الفقيه هو من يدفع فواتير مؤتمرات جوقة الارتزاق. وما يشين أفعال جوقة ما يسمى (المؤتمر القومي العربي) ورغم كل مزاعمها المنادية بالدفاع عن وحدة ومصالح الأمة العربية، إلا أنها لم تدرج قضية الأحواز ولو لمرة واحدة على جدول أعمالها، كما لم توجه الدعوة ولو لمرة واحدة لشخصية سياسية أو ثقافية أحوازية طوال عمر مؤتمراتها التي عقدت على مدى عشرات السنين الماضية، وذلك خشية إثارة غضب النظام الإيراني وربيبه حزب الله في لبنان صاحب دفع الفواتير وولي نعمة جوقة القائمين على هذا المؤتمر البائس.
وما يزيد في خسة ودناءة جوقة الارتزاق، أنها قد تلقت مؤخرًا أوامر من الولي الفقيه وربيبه حزب الله في لبنان لعقد مؤتمرها القادم في القاهرة في 26 أيار القادم ولمدة ثلاثة أيام برعاية من القائم بالأعمال الإيراني في مصر وبمشاركة قادة من حزب الله الذي يشارك المجرم بشار في قتل الشعب السوري، وذلك ردًا على “المؤتمر العربي الأول لنصرة الشعب العربي الأحوازي” الذي احتضنه الشعب المصري في 10 يناير الماضي وعقد برعاية كريمة من قوى مصرية وعربية و إسلامية، رسمية وشعبية ، والذي حضي بتغطية إعلامية مصرية وعربية ودولية كبيرة وكان بمثابة طلقة في جسد المشروع الشعوبي والطائفي الإيراني، وهو ما جعل الكثير من قادة ومسؤولي النظام الإيراني يهاجمون هذا المؤتمر والقائمين عليه والمشاركين فيه بشدة، كما جعل أركان النظام الإيراني يكشفون عن بعض نواياه و مؤامراتهم الخبيث ضد سوريا، ومثال على ذلك ما صرح به قائد قاعدة عمار العسكرية الاستراتيجية وشقيق رئيس استخبارات الحرس الثوري الملا “مهدي طائب” الذي وصف سوريا بالمحافظة الإيرانية رقم 35 ومنحها أهمية استراتيجية قصوى بين المحافظات الإيرانية قائلًا: “سوريا هي المحافظة الـ35 وتعد محافظة استراتيجية بالنسبة لنا. فإذا هاجمَنا العدو بغية احتلال سوريا أو الأحواز، الأولى بنا أن نحتفظ بسوريا”.
كما أن مؤتمر جوقة الارتزاق المقرر عقده في القاهرة الشهر القادم، يأتي ردًا على مواقف القوى الإسلامية والوطنية المصرية التي احتشدت في الآونة الأخيرة في مواجهة المشروع الشعوبي والطائفي الإيراني الهادف إلى التقلقل في مصر لزرع بذور الفتن وزعزعة أمن واستقرار الشعب المصري على غرار ما فعله في العراق وسوريا وما يفعله في مملكة البحرين ومناطق أخرى .
لذا فإننا هنا لا نرجو من جوقة الارتزاق شيئًا يمكن أن يخدم الأحواز أو قضايا الأمة العربية، فمن يقبل بأن يكون بمثابة (عاهرة متعة) في حضن الولي الفقيه والنظام الإيراني، ويدافع عن نظام بشار الإجرامي القاتل لشعب السوري، فهو بالنسبة لنا بمثابة العدو، (أعداؤك ثلاثة، عدوك وصديق عدوك وعدو صديقك)، ولكن عتبنا على بعض الشخصيات العربية الوطنية والقومية النزيهة التي ارتضت لنفسها أن تكون مشاركة في أعمال وفعاليات الجوقة (البشورية) وغيرهم من رؤوس الارتزاق والمتاجرة بالشعارات القومية التي باتت في خدمة المشروع الإيراني، وكيف يسمح لهم شرفهم العربي ومبادئهم القومية بالجلوس على موائد الولي الفقيه الذي تقطر من أيديه دماء أبناء الأمة في سوريا والعراق.