شهدت الأحواز في ليلة الخامس عشر من شهر رمضان احتفالات واسعة لمراسيم “قرقيعان” في مختلف المدن والاحياء وهي احتفالات تدل على حيوية الشارع الأحوازي وتمسكه بثقافته واعتزازه بمعالم هويته وهذه الإحتفاليات تزداد عاما بعد عام، فبرغم التعتيم والإضطهاد القومي الذي عانى منه الشعب الأحوازي ورغم سياسات التفريس الممنهجة ومحاولات إبعاده عن حاضنته العربية إلا أن أصبح شعبنا أكثر تشبثا بلغته وتأريخه وزيه وفنه وأكثر حرصا على الحفاظ على معالم هويته القومية، والملفت للإنتباه أن رغم محاولات احتواء هذه الإحتفاليات وحكرها بيد العناصر التابعة للنظام الإيراني وخطة اختراق النشاط الوطني غير أن في المقابل أغلبية الشارع بات متفهما ونبها كي لا يقع في شباك الآخر الذي يريد حرف مسار النشاط الثقافي الوطني ومصادرته من قبل الناشط المدجن من قبل السلطة الإيرانية.
وجدير بالذكر أن هذه المرحلة التي بلغها شعبنا الأبي هي نتيجة تراكمات من الأعمال الثقافية وارشادات لنشطاء ميدانيين نبهوا الشارع بضرورة الحفاظ على الخصوصية الثقافية في اوساط المجتمع وليس في قاعات الحكومة التي تعمل ليل نهار من أجل طمس هويتهم والشعب قد فرض إرادته وكرس هذه المفاهيم في الذاكرة الجماعية والحمدلله شهدنا ملامح الإحتفالات الشعبية في المدن كرامز والعميدية التي حاولت السلطات الإيرانية بشتى الطرق إبعادها عن الحراك الثقافي القائم من باقي المدن الأحوازية.
وهناك ضرورة ملحة يجب على الجميع الإنتباه لها وهي أن يبقى النشاط الثقافي مستقلا تماما ورسالته هي من الشعب وإلى الشعب دون الدمج بمظاهر فارسية أخرى لا تمت إلى الثقافة الأحوازية بصلة كتلك الخطط التي يراد بها الغزو الثقافي على سبيل المثال ما يقوم به بعض المندسين وترويجهم لعيد النيروز أو دمج الغناء الفارسي والعربي أو أي محاولة أخرى بغرض التطبيع وتمرير مظاهر التفريس وتشويه ثقافتنا الوطنية.