أصدر الإمام الخاقاني بياناً رسمياً أوضح فيه المؤامرة وملابسات القضية وقد نشرته الصحف الإيرانية وهذا نصه بالفارسية: (إعلاميه أيت الله محمد طاهر آل شبير خاقانى در باره وقائع خرمشهر شنبه 12 خرداد ماه 1358 – هفت رجب 1399 – يمين الصفحة جريدة كيهان_ (على جهة اليسار في زاوية صغيرة نشاهد خبر وصول الشيخين خلخالي وهادوي إلى خوزستان، وقد أدخلهم مدني إلى المؤامرة مستغلاً حماقتهما، حيث نشر في مضابط اجتماعات مجلس الوزراء أنهما كذبا في تمثيلهما للحوزة العلمية أو الحكومة أو الإمام، بل كانوا يمثلون أنفسهم، الصورة الضوئية لدجل هؤلاء المنشورة في وثائق اجتماعات رئيس الوزراء)!، وهذا نص بيان الإمام الخاقاني باللغة الفارسية بهذه المناسبة الأليمة: بسم الله الرحمن الرحيم، ضمن إظهار تأسف شديد نسبت به وقائع خونين روز جارى خرمشهر كه از ساعت 4 بامداد آغاز كرديد ومنجر به كشته ومجروح شدن ده ها تن از فرزندان عزيز كرديده است، در أين موقعيت حساس لازم ميداند باطلاع فرزندان عزيز خود برساند: طى مذكرات مفصلى كه در تاريخ سه شنبه 8/3/1358 از ساعت 22 تا 2 بامداد روز بعد در محل فرماندارى خرمشهر با حضور آقاى مدنى استاندار خوزستان وآقاى حقانى شهردار خرمشهر ونمايندكان أينجانب حجج الاسلام ديباجى، الياسى وشيخ عيسى خاقانى، در مود خلع سلاح وتخليه وتحويل كانون فرهنكى ودفتر سياسى خلق عرب خوزستان بشرح زير بعمل آمد: بر اساس نتيجه حاصله از مذكراتى كه روز سه شنبه با سران قبايل وعشاير در مورد خلع سلاح وتخليه وتحويل سازمان سياسى خلق عرب خوزستان داشتم وطى آن سران قبايل وعشائر انجام خواسته مذكور را تا روز بنجشنبه 10/3/1358 تقبل وتعهد نمودند، لذا نمايندكان أينجانب صراحتا اعلام داشتند انجام مورد كفتكو نياز به حد أقل 24 ساعت مهلت دارد كه در غير أين صورت مسئوليت هركونه بيش آمد واتفاق احتمالى بعهده آقاى مدنى خواهد بود ومردم مسئوليتى نخواهند داشت ولذا توافق كرديد كه تا روز بنجشنبه موضوع مورد بحث بنحو مسلمات آميز بانجام رسيد، ليكن وعليرغم توافق فوق الذكر حوادث خونين وناكوار خرمشهر. 2 ساعت بس از جلسه مذكور با هجوم مسلحانه به كانون فرهنكى ودفتر سياسى خلق عرب آغاز كرديد
اينك با اظهار تاسف مجدد وابراز تسليت به خانوادهاى داغديده وبمنظور جلوكيرى از خونريزى بيشتر از همه شما تقاضا ميكنم در طول مدتى كه بعنوان ساعات منع عبور ومرور اظهار شده رعايت حزم واحتياط كامل را نموده واز دست زدن به هر كونه اقدامى كه بهانه ائى بدست عوامل فرصت طلب ونفاق افكن بدهد، جدا خوددارى نمائند، مسلما ميبايست مسببين أين حوادث وكشتار به مجازات قانونى وشرعى خود برسند
در خاتمه يكبار ديكر از فرزندان عزيز تقاضا دارد صبر انقلابى خود را بكار برده تا خداى ناكرده عناصر ضد انقلاب فرصت اخلال در أين منطقه حساس را بدست نياورده، واز احساسات باك وانقلابى شما كه در راه به ثمر رسانيدن انقلاب إيران نقش مؤثر داشته أيد، امكان سوء استفاده را بيدا نموده واز ادامه خونريزى جلوكيرى شود. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، خرمشهر – 9/3/1358 محمد طاهر آل شبير خاقانى
وترجمة بيان الإمام الخاقاني كالتالي: (نعلن عن شديد أسفنا على الأحداث الدموية التي جرت منذ الساعة الرابعة فجراً في مدينة المحمرة وادت إلى مقتل وجرح العشرات من أبناءنا الأعزاء وفي هذا الوقت الحساس نوضح لأبناءنا الـعزاء ما حصل، فقد جرت مفاوضات تفصيلية بدأت في الساعة العاشرة مساء وانتهت في الثانية من منتصف الليل في مقر قائم مقامية المحمرة وبحضور مدني محافظ خوزستان (الأهواز) والسيد حقاني رئيس البلدية وممثلين عني حجج الإسلام ديباجي والياسي والشيخ عيسى الخاقاني.
وقد تناقشوا في قضية سحب السلاح وتخلية مقرات المنظمة الثقافية والمنظمة السياسية العربية وكانت كالتالي: أنه وبعد المفاوضات التي جرت مع شيوخ العشائر بشأن سحب السلاح وتخلية مقر المنظمة السياسية والمنظمة الثقافية العربية، فقد طلبوا شيوخ العشائر مهلة إلى يوم الخميس وتعهدوا أمامنا بإغلاق المقرين، ولذلك فقد قال العلماء الذين يمثلونني إلى السيد المحافظ أن الأمر يتطلب فقط 24 ساعة لتنفيذه، فإذا ما حدث شي خلال هذه الساعات فإنه سيكون من مسؤولية الجنرال مدني ولا دخل للناس فيه
نكرر أسفنا على ما حدث ونعزي العوائل المنكوبة، ونرجو منكم ولأجل ايقاف إسالة الدماء، عدم التواجد والتجمهر في الشوارع وان يلتزم الجميع بالاحتياطات الكثيرة في سبيل عدم إثارة من يبحث عن الإثارة للقتل، وإغلاق الطريق أمام المنافق الذي يبحث عن الفرصة، ونكرر أنه يجب محاسبة من تسبب بهذا العمل الطائش وقتل النفوس، وبذلك فقد توافقوا بأن تسلم المنظمات يوم الخميس وباسلوب مسالم، لكننا شهدنا استباحة مدينة المحمرة بعد ساعتين من التوافق المذكور، والهجوم المسلح على المنظمتين
وفي الختام أكرر طلبي ورجائي من أولادي الأعزاء أن يظهروا صبرهم الثوري لكي لا يستفيد من هذه الحالة أعداء الثورة ويستغلون هذه المنطقة الحساسة لأجل أحداث اضطرابات فيها، ولا تجعلوا الخونة يستغلون عواطفكم النقية ويلوثون دوركم المشهود في الثورة لتستمر أيديهم في إراقة دماء الأبرياء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، خرمشهر – 9/3/1358 محمد طاهر آل شبير خاقانى).
لا أريد هنا أن امتدح عمي سماحة المرجع آية الله الخاقاني على بيانه الذي يدافع عن حياض الثورة والإسلام وهو المجروح بها، ويطلب من الناس أن يصبروا على الفتنة وأن لا يتجمهروا وأن لا ينخدعوا كي لا يتم استغلالهم، أين هذا الفكر الراقي في ذلك الوقت من أفكار الذين شيعوا الجريمة والتهمة!
توترت الأجواء في المحمرة مرة أخرى، عاد الشيخ عيسى الخاقاني إلى طهران وقم، وقابل السيد الخميني والمسؤولين، واضعا خطة جديدة للخروج من الأزمة، وكذلك حمل المسؤولية للجميع إذا ما حدث أمر جديد من الجنرال مدني فسوف يذهب بالبلاد إلى الحرب الطاحنة.
وقد استدعى الإمام الخاقاني الجنرال مدني إلى بيته، وبعد واجهه بتصرفاته والحقائق التي طفت على أرض الواقع قال لمدني بالنص (إن أفعالك هذه لا يقوم بها إلا عميل أمريكي)!.
