أعلن الجنرال مدني القضاء على (الفتنة) في المحمرة وأنهم أبعدوا الشيخ الخاقاني عن المحمرة حتى لا يتعرض إلى الخطر، وبعث برسالة إلى السيد الخميني والمراجع والدولة معلناً أنه قضى على مؤامرة لفصل المحمرة عن إيران، وأنه من الأنسب أن يكون الوضع هكذا لإنقاذ الوضع، وابتهجت بلاد فارس بمنقذها، لم تمر أربعة أشهر على الأحداث، ترشح مدني لمنصب رئاسة الجمهورية في إيران، إلا أنه أحرز المركز الثاني بعد أبو الحسن بني صدر، وبعدها بشهور قليلة اكتشفت السلطات الإيرانية من خلال وثائق السفارة الأمريكية في طهران بعد أن احتلها الطلاب، عمالة الجنرال أحمد مدني، وأنه من القح الفتنة في المحمرة، وإن كل ما فعله في المحمرة كان بأمر من الولايات المتحدة الأمريكية، كما قال الشيخ عيسى الخاقاني في مؤتمره الصحفي قبل ذلك بأربعة أشهر، لكن الشيخ لم يكن يمتلك وثيقة على كلامه، وقد نبه كل المسؤولين بدءاً بالسيد الخميني إلى رئيس الوزراء ونوابه وإلى وزير الداخلية والخارجية، ولكن أغلب هؤلاء كانوا ضمن المؤامرة التي سوف الخصها للقراء الكرام من خلال هذه الوثائق، وابدأ بتعريف الجنرال مدني على موقع الوكيبيديا على الانترنت (إن الجنرال أحمد مدني قائد إيراني، شارك في انتخابات رئاسة الجمهورية وحل في المركز الثاني بعد أبو الحسن بني الصدر الذي كان أول رئيس جمهورية في إيران، جاء به رئيس الوزراء المؤقت بازركان وزيراً للدفاع ثم قائداً للقوة البحرية ثم محافظاً لخوزستان، هرب من إيران عام 1980 وعاش في ولاية كولورادو الأمريكية حتى أصيب فيها بمرض عضال وتوفي عام 2003).
أما كتاب (لأنه جاسوسي) أي (وكر الجاسوسية) وهو الكتاب الذي جمعت فيه وثائق السفارة الأمريكية في طهران فيقول: (تيمسار احمد مدنى وزير دفاع دولت موقت چند ماه قبل از پيروزى انقلاب اسلامى طى نـامـه اى بـه سـفـارت آمريكـا تـقـاضـاى ويـزاى مهاجرتى واقامت دائم را كرده، واذعان داشته بود كه اميدوار است، شهروند مفيدى براى آن كشور باشد). وترجمة النص هي كالتالي: (إن الجنرال أحمد مدني وزير دفاع الدولة المؤقتة كان قد طلب قبل نجاح الثورة الإسلامية في إيران تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، متعهدا للامريكان بانه سوف يكون مواطنا صالحا هناك).
وتكمل الوثائق بالفارسية (اسناد لأنه جاسوسى): (تيمسار أحمد مدني وزير دفاع دولت موقت به دليل حركت در جهت مصالح دشمنـان، بـه خـارج از كشـور فـرار كرد وبه ضد انقلاب پيوست. عباس أمير انتظـام مـعـاون نخست وزيـر وسخنـگـوى دولت مـوقت كه به شـدت مـورد علاقـه بازرگان بود، با استناد به حكم مستند دادگاه انقلاب اسلامى به جرم جاسوسى محكوم وبه زندان افتاد). وترجمتها: (تؤكد وثائق وكر الجاسوسية): بأن الجنرال مدني ولكشف تعامله مع الأجانب وتنفيذ مصالحهم هرب إلى خارج إيران وانتمى إلى المعارضة أما عباس أمير انتظام مساعد رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة فقد ألقي القبض عليه وأودع السجن.
نشرت وكالة أنباء فارس عن أحد قادة الحرس الثوري الإيراني سيد محمد حسين علم الهدى والذي قتل في الحرب العراقية الإيرانية، بأنه كان من اكتشف خيانة الجنرال مدني منذ أن كان في المحمرة، ولكن ترشح مدني لرئاسة الجمهورية جعلته يتريث في الإعلان عن ذلك، حتى سقطت السفارة الأمريكية بيد (الطلاب السائرون على نهج الإمام) فذهب إليهم وأحضر الوثائق التي تدل على تجسس الجنرال مدني ضد إيران من داخل السفارة، إليك النص والتاريخ باللغة الفارسية نقلاً عن وكالة أنباء فارس: (بتاريخ 15/10/89 حوزه حماسه ومقاومت، العدد 1344، سردار شهيد سيد محمد حسين علم الهدى در همين زمان حسين در نتيجه تماس هاي نزديك وپي در پي با تيمسار مدني (استاندار وقت خوزستان) ماهيت ضد انقلابي أو را در مييابد وبراي افشاي نيات أو تلاش فراوان مينمايد به طوري كه با زيركي كليه پروندههاي معاونان مدني را از خزانه استانداري خوزستان بيرون آورده وبا تكثير وتوزيع آن ها در مجامع مختلف خيانتهاي مدني را افشا ميكند اما با كانديدا شدن مدني براي پست رياست جمهوري، حسين كه نزديكي فاجعه را احساس ميكرد به تهران آمده وضمن ارتباط گيري با دانشجويان مسلمان پيرو خط امام (مستقر در لانه جاسوسي آمريكا) سند جاسوسي مدني را از آنان گرفته وتكثير نمود).
ماذا فعل الجنرال مدني تقول وقائع الثورة الإيرانية أنه ثبت بأن الجنرال مدني وضع خطة محكمة للقضاء على الجيش الإيراني وإضعافه، فقد انقص مدة الخدمة العسكرية للمكلفين وجعلها عاماً واحداً، وطمأن الولايات المتحدة على أن إيران لن يكون لها حضور عسكري في الخليج، واستفز صدام لجر رجل العراق إلى الحرب مع إيران، ومهد لذلك بنتظيم عملية التفجيرات التي حصلت في المحمرة والتي ادعى في وقتها بأن العرب يقومون بها ضد الدولة الإيرانية وإليك تاريخ (وقائع انقلاب) باللغة الفارسية لترى التالي: (تيمسار مدنى وزير دفاع دولت موقت و عضو جبهه ملى كه در طی دورات وزارتش با كمك هم فكران خود در دولت موقت ضربات عظيمی را به ارتش إيران زد. أو مدت سربازی را كاهش داد وبه يك سال رساند چند دوره سربازی را بخشيد و با تضعيف ارتش إيران نقش زيادی در تحريك صدام به حمله به إيران بازی نمود.اكثراً مدعيان ملی گرايی ومرتبط با جبهه ملی ونهضت آزادی بودند. وبه همين دليل امام به نهضت آزادی در روزهای آخر عمر خود در نامه ای به وزير كشور فرمودند: أينان خواستار وابستگی كشور به آمريكا هستند.وآنان را غير قانونی اعلام نمودند)
ويذكر هنا الأحداث بالتواريخ الفارسية: (چهارشنبه 8 فروردين ماه 1358:. امروز “سرهنگ سيد احمد مدني” وزير دفاع جمهوري اسلامي در مصاحبه أي با روزنامه آمريکايي واشنگتن پست گفت: ما تصميم داريم برخي از سلاحهاي خريداري شده از آمريکا از جمله هواپيماي اف14 را به أين کشور پس بدهيم…!! مدني گفت: ارتش نصف خواهد شد ودر صورت لزوم برخي از مستشاران آمريکايي به إيران بازخواهند گشت….!)
يکشنبه 19 فروردين 1358: امروز سرهنگ احمد مدني رئيس نيروي دريايي واستاندار جديد خوزستان اعلام کرد: “… جمهوري اسلامي در خليج فارس و اقيانوس هند نقش ژاندارم منطقه را بعهده نخواهد داشت واز صرف هرگونه برنامة پرهزينه در أين منطقه جلوگيري خواهد کرد…”(قابل توجه آقاي صدام حسين!)
هذه الوثائق الرسمية الإيرانية كشفت الجنرال مدني بعد أقل من عام كان الشيخ عيسى الخاقاني قد أشار إلى هذه الخيانة وأخبر المسؤولين عنها، ولكن موقع (سايت خبرى تحليلي انقلاب إسلامى) يقول بتاريخ 2 فروردين 58 هجرية شمسية وهو تاريخ معتمد في فارس ما نصه: (أن هناك تسجيلات للجنرال مدني يطعن فيها بالامام الخميني بدون حياء وإن ناقل الرسالة يخجل أن يذكر تفاصيلها، وهذا هو النص الفارسي): (در أين نامه در برخی قسمت ها آقای مدنی با بی شرمی امام خمينی (ره) را مورد هجمه های صحبت های خود قرار داده اند. ولی ما به هدف آن که ذهن مخاطب روشن شود ودر مقابل حرکات کنونی مسئولين گذشته بيدار باشند آن را به طور کامل درج کرده أيم. از أين رو شرمندگی خود را اعلام می داريم).
بعد كشف خيانة الجنرال مدني للسلطات الايرانية، ماذا فعلت هذه السلطات ؟ يطرح هذا السؤال المتكرر، وبعد كشف خيانة الجنرال مدني ومعرفة لعبة الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن نبه الشيخ عيسى الخاقاني الجميع للمؤامرة القادمة وأشهد الله عليهم في مؤتمر صحفي عام نقلته كل وسائل الإعلام الإيرانية، أقول ماذا بعد هذا كله؟
السيد الخميني يبعث ابنه السيد أحمد للاعتذار من الامام آية الله العظمى الشيخ محمد طاهر الخاقاني في قم بعد انكشاف المؤامرة، فيرد الشيخ محمد طاهر الخاقاني على السيد أحمد الخميني: أخبر أباك بأن موقفة سيطول معي أمام الله ورسوله يوم يعرض الناس عليه أجمعين!!
وقد توفي آية الله العظمى الشيخ محمد طاهر الخاقاني في منفاه بمدينة قم، وترضية له ميتاً رضوان الله تعالى عليه، أمرت السلطات بناء على توجيهات من مصادر عليا أن يدفن في صحن مسجد حضرة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر عليها وعلى آبائها السلام، وقد وضعت اسمه في الكتاب التذكاري لدفناء حضرة المعصومة بالرقم 38.
أما الشيخ عيسى الخاقاني فقد تعرض لهجمة هوجاء من أجهزة النظام الإيراني الأمنية، مداراة لخيبتهم في عدم معرفة الخائن (أحمد مدني) الذي كاد يصبح رئيساً للجمهورية، وكان مما يؤسف له أن الأنظمة الأمنية الفاشلة في الجهاز الحكومي الإيراني حاولت النيل من شخصية العلامة الدكتور الشيخ عيسى الخاقاني الفذة، بإعلانات تهيج عليه العامة من الناس من غير المتتبعين والمثقفين بقولهم أنه ضد الجمهورية الإسلامية، وكأن الجمهورية الإسلامية دولة الله المنزهة عن الاختلاف معها، أو أن الشيخ عيسى الخاقاني يعارض الحرب العراقية الإيرانية، وهل هذه الحرب يجب أن لا تعارض، نعم عارضها ومازال يعارض إراقة دم المسلمين أين ما كانوا وما ثقفوا، وبعد مضي أكثر من عقدين على انتهاء الحرب، اعلن اغلب قادة النظام انهم كانوا ضدها وإذا شئت اقرأ كتاب هاشمي رفسنجاني الرئيس الإيراني الأسبق (اوج دفاع) لترى ماذا جرت هذه الحرب من ويلات على المنطقة وكم من الشباب المسلم راح ضحيتها، وإلى أي نتيجة أفضت؟
كان يوم الاربعاء الاسود يوماً تاريخيا بائساً عشته بكل تفاصيله وفقدت فيه احبتي واصدقائي وشاهدت بكاء وانات اليتامى والثكالى، ورايت الملثمين وهم يحتلون الشوارع والازقة، وقد تكررت هذه الصورة الملثمة في حياتي اكثر من مرة وفي اكثر من بلد، اقف مذهولاً امام المنتج الديكتاتوري في كل مكان وزمان كيف يستبيح الدماء!