اعتقلت الجهات الأمنية الإيرانية يوم السبت 27 من سبتمبر/ايلول 2014 سعيد الزهيري أحد طلاب العلوم الدينية الأحوازيين في مدينة زاهدان، عاصمة بلوشستان، و نقلته الى جهة غير معلومة. و تم اختطاف الزهيري عند خروجه من مدرسة “دار العلوم المكية” في زاهدان و اقتياده بالقوة داخل سيارة البيجو التي كانت تنتظر هناك، حسب تصريح شهود عيان.
ويذكر أن سعيد الزهيري، وهو من أهل السنة في الأحواز، هاجر الى زاهدان بمعية زوجته وطفلهما لتلقي العلوم الدينية حيث التحق هناك بمدرسة “دار العلوم المكية”، المختصة بالعلوم الدينية.
يواجه أهل السنة بشكل عام مضايقات من قبل النظام الإيراني و لكن وضع الأحوازيين السنة هو الأكثر سوءاً من الآخرين في جغرافية ما تسمى بإيران و ذلك بسبب عروبتهم و مذهبهم اللذان يختلفان إختلافاً كلّياً عن ما تنتمي اليه الفئة الحاكمة في ايران حيث تعتبر اللغة الفارسية و المذهب الشيعي هما اللغة و المذهب الرسميان في إيران. و قد تم اعتقال المئات من أبناء السنة في الأحواز في السنوات الأخيرة و أصدرت أحكاماً بالإعدام و بالسجن طويل الأمد بحق الكثير منهم. و كما يمنعهم النظام من ممارسة طقوسهم الدينية و قام بهدم مساجدهم في مدينتي عبادان و المحمرة و اعتقل أئمة هذه المساجد. و لا توجد مدارس دينية لتدريس الفقه الخاص بهم ويمنع حتى توزيع الكتب الدينية لأهل السنة في الأحواز. لذلك يتحمل الكثير من هواة الدروس الدينية عبء السفر الى بلوشستان وكردستان، الذي لا يخلو من المخاطر كالذي حصل لسعيد الزهيري.
وتتعارض هذه الأعمال والمادة الثالثة والعشرون من الدستور الإيراني التي تنص على منع محاسبة الناس على عقائدهم، ولا يجوز التعرض لأحد أو مؤاخذته لمجرد اعتناقه عقيدة معينة. لكن تبقى هذه المادة كسائر بنود الدستور الإيراني مجرد حبر على ورق.
وكما ينص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1966، بالحق في حرية الدين أو المعتقد وذلك من بين ما اقر به من حقوق وحريات. وتنص المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية أن لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين. ويشمل ذلك حريته في أن يدين بدين ما، وحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة. و كما تؤكد المادة نفسها على أنه لا يجوز تعريض أحد لإكراه من شأنه أن يخل بحريته في أن يدين بدين ما، أو بحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز – قسم حقوق الإنسان