منذ أول موطئ لأول جندي ايراني على تراب الأحواز الطاهرة بعد احتلال الأحواز في نيسان 1925 بدأ المحتل بتنفيذ خططه الجهنمية المرسومة والمنظمة على كل ما هو أحوازي, من الإنسان الأحوازي وصولا الى الشجر والحشر, و من الطبيعة الى المياه ومن الأرض حتى السماء الأحوازي.
تهجير السكان الأصلين الى مناطق خارج الحدود الأحواز, نقل المياه الى المناطق الفارسية, تصدير الأراضي الزراعية, وهكذا فعلوا مع الشعوب غير الفارسية في مناطق أخرى مثل المناطق الكردية و الآزرية والبلوشية والتركمانية.
وما هو المطلوب من الشعوب تحت الاحتلال وكيفية الرد على هذه المؤسسة الصفوية الفاشية التوسعية و مذا عن المقاومة؟
وهل شعب الأحوازي عمل على مقاومة المحتل الفارسي بما هو فيه من الكفاية؟ وما كان دور دول الجوار ومواقفهم عن هذا الاحتلال القمعي المدمر؟
واهم من ذلك الدول العظمى او صاحبي القرار العالمي, فما كان دورهم وموقفهم حول مثل هذا العمل الإجرامي بحق شعب بأكمله وبثرواته وسيادته؟
بعد كل هذه الأسئلة ومرور تسعة عقود على الاحتلال أين نحن الأحوازيون من هذه المصالح الدولية التي تحول حولنا؟ وهل يا ترى نحن نريد نسترجع حقوقنا في الأمر الواقع او في الخيال!؟
حسب و طبقا لبروتوكولات امم المتحدة المبنية على هذا الأساس بان من حق كل الشعوب العالم ان تدافع عن نفسها اذا تعرضت الى الاضطهاد او احتلال و الظلم بكل الطرق المتاحة. أذن شعبنا من حقه قانونيا وشرعيا ان يدافع عن نفسه من اجل استرداد حقوقه من هذه الأنظمة الصفوية الفاشية الذي لا ترحم البشر والحجر.
المفروض و المطلوب من الشعب الذي يتعرض الاضطهاد و الاحتلال مواجهة المحتل بقساوة شرسة وهذا الأمر لم يحدث و لعدة أسباب و من اهم هذه الأسباب:
أولا: عمق فكر المذهب الشيعي
ثانيا: النسيج الاجتماعي القبلي
ثالثا: عدم تأسيس جيش نظامي من قبل المرحوم الأمير شيخ خزعل.
لم ننكر ان لم يكن هنالك تحرك او نوع من رد فعل وانتفاضات من قبل الشعب, بل وشهد العدو قبل الصديق عن انتفاضة غلمان خزعل او جيش الأمير خزعل البسيط الذي لا يملك الأجهزة المطلوبة و السلاح الكافي ولا العدد الكافي للحفاظ على البلاد و انتفاضة أخرى و برئاسة شيخ محي الدين ال شريف, شيخ عشيرة الشرفاء و مساعدة قبائل بني طرف و باءت بالفشل بعد ستة اشهر و ذلك بسبب نسيج اجتماعي قبلي ومن ثم انتفاضة يونس العاصي في تلك المنطقة من قبائل بني طرف وانتفاضات أخرى وعديدة الذي لم تكون قادرة على سد المحتل وخروجه من الأراضي الأحوازية. بينما الجيش الإيراني كان يدعم من الدول العظمى و خاص بريطانية الذي كانت حليفة لأمير خزعل و لأسباب مصلحة تخلت عن الأمير خزعل وتحالفت مع رضا خان البهلوي لسد توسع الروس آنذاك.
بما يخص دول الجوار و أشقائنا وعن صمتهم عن هذه الجرائم البشعة بحق هذا الشعب العربي المسلم المسالم؟ لا ضرورة للتسمية و الذكر هنا ان الدول العربية اكثر من اي زمان و هم بحاجة بريطانيا وسكوتهم هي مصلحة كانت و مازالت لأنفسهم و دول الكبرى مثل روسية وغيرهم و المنافسة بالمنطقة كما كانت سابقا ما بين الروس ومملكة بريطانيا وتحالف البريطانيون مع الفرس كان هزيمة الروس بالمنطقة ومع الأسف على راس الأمير خزعل و الشعب العربي الأحوازي بصورة خاصة والعرب بصورة عامة و لايزال هذان الدولتان في صراع المنافسة في منطقة الشرق الأوسط مع أميركا.
كان للأمير خزعل دورا أساسيا وهو السيطرة على البصرة و دورا آخر هام على صعيد ايران بين الشعوب غير الفارسية وحتى بين الفرس انفسهم وعلاقته مع الدولة العثمانية والعرب و دعمه للقضية الفلسطينية و لهذا السبب وجوده كان ليس لصالح البريطانيون و لابد ان بريطانيا تتخلص من هذا الإنسان و تعمل على تضعيف العرب بالمنطقة و تؤسس دولة فارسية قوية بالمنطقة, حتى تجعل التوازن و الثاني للدولة الإسرائيلية المستقبلية الذي كانت تفكر فيها بريطانيا وغافلين عنها العرب و العثمانيين آنذاك, بريطانيا بدأت بمشروع ونجحت فيه ولايزال مستمرة حسب ما نعرف. كل الشعوب في العالم والدول لها مصالحها وتحارب للبقاء وتتحالف الى الاستمرار في البقاء والمصالح العامة لشعوبها. إذن اين نحن كشعب احوازي من هذه الصراعات و المصالح؟
و اين مشروعنا لتشكيل دولتنا و احقاق حقوقنا المشروعة المسلوبة؟
تشير الشواهد التاريخية بان الشهيد الأمير خزعل كان له طموح عالية واحد من هذه الطموح هو بناء دولة مدنية حضارية. لم يتحقق هذا الحلم لعدة أسباب تم ذكرها مسبقا والاهم من كل هذه الأسباب كان هو سيد نفسه و نابع من الفكر الأحوازي و لم يكن تبع لأحد و مستقل الرأي وكتب التاريخ ما حدث له و طبعا هذه الفترة كانت قبل الحكومة البهلوية.
فاذن لنا مصالحنا وطموحنا مثل ما كان عند الشهيد خزعل حيث هو وجه لنا هذا المشروع و لو لم يتحقق هذا الشروع في زمانه لكن الفكر مستمر بين أبناء شعبنا الأحوازي ويعمل ابناء هذا الشعب على تنفيذ هذا الفكر الا وهو بناء كيان احوازي عربي مستقل.
نمر في زمان المصالح الدولية في المنطقة وكل دولة تتكلم وتسعي الى مصالحها الذاتية وفي فترة و فترة ترنم هذة المصالح بعبارات اما القومية و اما الإسلامية و مشاريع تخص المنطقة بأكملها ونحن ليس منعزلين عن هذه الطموحات و الشعارات والاحداث السياسية في المنطقة.
ويبقى السؤال ما هو العمل للتخلص من الاحتلال الايراني؟
نحن كعرب ومسلمين قد نتأثر عاطفيا في هذه أحداث سياسية في المنطقة العربية لكن لا ننسى نحن لنا مشروعنا ومن اللازم نفرز مصالحنا عن مصالح المنطقة. وكذلك يجب أن نكون أذكياء باتخاذ القرار وكيفية التعامل مع الأحداث.
فبعد سقوط الشيخ خزعل تم انبثاق حزب باسم السعادة برئاسة الشهيد محي الدين ال ناصر وكان يمتلك هذا الحزب قيادة و فكر أحوازي و استطاع ان يمتد في انحاء الأحواز كاملا و ايضا لم تتحمل الدولة و المجتمع الفارسي تواجد هذا الحزب و قضوا على القيادات باتهامات لا أساس لها و بعد سقوط محمد رضا ومجيئ خميني على الحكم باسم الجمهورية الإسلامية أيضا برزت نشاطات احوازية بقيادة المرجع الشيعي الشيخ الخاقاني وكذلك تم القضاء على الحراك الجماهيري الاحوازي بجج و اتهامات لا اساس لها من الصحة والان نحن في ظروف تاريخية هامة قد تغير مستقبل المنطقة العربية ولكن ما العمل لخطف ثمار التغيير القادم؟؟