لا أحد ينكر البتة أهمية دولة إيران، وثقلها العالمي اليوم في موازين القوى، ولا شك أن دول الخليج العربي تسعى منذ الأزل إلى إقامة علاقات ندية مع الحكومات الإيرانية المتلاحقة، علاقات جوار ومصالح مشتركة تكفل لتلك الدول العيش بأمن وسلام، دون توتر أو قلق أو تدخلات! لكن إيران مع الأسف لا تمد من جانبها يد التفاهم البنّاء الذي يخدم منطقة الشرق الأوسط بأسرها، ويجنّبها الشرور وويلات الحروب!
نقول ذلك لأننا حين نتذكّر قضايا العرب العالقة مع إيران نُصاب بخيبة أمل في انبلاج ضوء يسير، يفتح مجالاً للعمل على تمتين العلاقات الصادقة المبنية على صدق النوايا والتوجهات، ومع ذلك تفشل إيران في رأب الصدع مع جيرانها العرب لأسباب عدّة لعل في مقدمتها: تدخلها دون وجه حق في الشؤون الداخلية لبعض دول الجوار.
ولو عدنا إلى عام 1925م، لسرد لنا التأريخ معاناة الشعب العربي الأحوازي الذي عانى منذ انسحاب البريطانيين من الأحواز، وتسليمها للدولة الفارسية، والحق أن قضية الأحوازيين تُمثِّل جرحًا غائرًا في جسد الأمة العربية أراه يتقاطع مع ما يُعانيه الشعب السوري الأعزل من قتل وتشريد على يد نظام بشار الأسد..!
فالشعب الأحوازي ثار أكثر من مرة مطالبًا بحقه في العدل والمساواة والعيش الكريم؛ إلاّ أن مطالبه جُوبهت بالاضطهاد، وطمس الهوية، والتهجير القسري، والإقصاء، والتهميش.
ومع أهمية كل قضايا العرب كجزر الإمارات العربية المتحدة، ومشكلات اللبنانيين فيما بينهم، وخاصة من قِبَل “حزب الله” التابع لإيران، وقضية سوريا الراهنة، تبقى القضية الأحوازية على هامش اهتمام الإعلام العربي الذي ما زال مُقصِّرًا تجاه قضية خطيرة تتطلب إبرازها بشكل موضوعي.
كذلك فإن منظمات الأمم المتحدة -وإزاء ما يجري في الأحوازـ معنية بقضية الشعب العربي الأحوازي الذي يحتاج وقفة جدية من جميع الهيئات والمنظمات العالمية التي تهرطق يوميّاً بحقوق الإنسان التي جعلتها سيفًا مسلطًا ضد من يخالف توجهات وسياسات الغرب المنافق!
ولقضية الأحواز برأيي أهمية لا تنقص عن أي قضية عربية وإسلامية أخرى؛ ويجب هنا أن يعي الإعلام العربي -الذي يبالغ يوميًّا في تغطية ما يُسمَّى بالربيع العربي- دوره الحقيقي في فتح جرح الأمة النازف الأحواز… وما أدراكم ما الأحواز!