اختلفت الروايات حول التاريخ الذى بدأ فيه الشعر الشعبى، فقيل أنه ظهر فى القرن الخامس وقيل فى القرن السادس والسابع، ولكن أرجح الروايات أنه بدأ فى القرن السابع وبالتحديد فى منطقة الأحواز.
وللشعر الشعبى مراحل تطور مر بها، وكانت لها تأثير فى خصائصه الفنية ومن أبرز المراحل التى مر بها: “المرحلة الهلالية” وسميت بذلك نسبة إلى بنى هلال، وكانت القصيدة فى ذلك الوقت محصورة على البحر الهلالى بقافية واحدة، وهى قافية العجز وهو البحر الذى اشتهر فى المعلقات كما فى معلقة “قفا نبك“.
فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ لما نسجتْها من جَنُوب وشمالِ
ترى بَعَرَ الأرْآمِ فى عَرَصاتِها وقيعانها كأنه حبَّ فلفل
كأنى غَداة البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا لدى سَمُراتِ الحَى ناقِفُ حنظلِ
ثم مرحلة ما بعد الهلاليين التى انتشر فيها الشعر الشعبى فى كافة أنحاء الجزيرة العربية وبدأ فى القرن الثانى عشر الهجرى وتناول موضوعات اجتماعية فى إطار التخلص من الموضوعات التقليدية، وفى هذه المرحلة تم إدخال بحور جديدة مثل البحر المتدارك والرجز.
المرحلة الثالثة للشعر الشعبى ظهر الشعر الهزانى، وشهد أواخر القرن الثانى الهجرى تحولا جذريا فى شكل القصيدة الشعبية بعد ظهور البحر المسحوب، وهو شكل مازال مسيطرا على الشعر الشعبى منذ بدايات القرن الثالث عشر الهجرى، وحتى الآن.