يحتفل العالم في 27 مارس/آذار بيوم المسرح العالمي، الفن الذي كان سببا في انتشال الشعوب كثيرة من تخلفها والنهوض بها نحو الرقي والتقدم.
لاشك أن للشعب الأحوازي مواهب وطاقات في شتى المجالات الفنية والرياضية والعلمية و…إلا أن التهميش والعنصرية والسياسات الإقصائية التي انتهجها النظام الإيراني، حالت دون تقدمهم وازدهارهم ولكن رغم ذلك هناك شخصيات فرضت نفسها وتركت بصمات في تأريخ الفن الأحوازي.
قد خرج من الأحواز عدد كبير من الفنانين لعل ابرزهم كان الفنان والممثل المسرحي وكاتب السناريو “الحاج موسى” من اهالي السوس، ومن أهم مسرحياته كانت مسرحية “الغريبة” حيث تم تسجيلها على اشرطة الكاسيت في السبعينات من القرن المنصرم، وتم توزيعها بين اوساط الشعب. وكذلك الفنان “احمد كنعاني” من مدينة عبادان وهو كان أحد تلاميذ الحاج موسى وأيضا الفنان “محمد سعيد ابن الفنان احمد كنعاني”.
وكذلك تجدر الإشارة بالنجم الكوميدي الخليجي الفنان “عبدالحسين عبدالرضا” وهو ينحدر من جذور أحوازية وأصبح مسرحيا لامعا في العالم العربي. وكذلك الفنانة الكويتية “إنتصار الشراح” هي الاخرى احوازية الأصل.
وجدير بالذكر هناك فنانين آخرين مثل الفنان “خضير ابوعنب” والفنانة”بدرية خلف” اللذان شاركا في مسرحية “أبو صوينة” حيث كانا من اهالي الصخيرية بالأحواز العاصمة، كذلك تجدر الإشارة إلى الممثل” بدن المنبوهي” والممثل”عيسى الطرفي” والممثل “جدوع الزرزور الكروشاوي” من اهالي البسيتين.
وفي عصرنا الراهن ايضا ظهر جيل من المسرحيين والكومييدين وكل هؤلاء يظهرون ويقدمون عروضهم بجهود ذاتية ومن دون تلقي أي تعليم في معاهد فنية ومن ضمن هؤلاء لعل نستطيع الإشارة إلى الفنان”ستار باوي” و”حسين ابن شناوة” و”قاسم الحلفي” فضلا عن بعض الشباب الذين دخلوا الإذاعة والتلفزيزن ويعرضون اعمالهم للجماهير.
وظهر الآن عشرات الشباب ولاسيما الفتيات من محبي المسرح وتشكلت فرق مختلفة وهناك مهرجانيين يقاما سنويا في مدينتي الخفاجية والفلاحية وهذا إن دل على شيء إنما يدل على حيوية الشعب وتطلعه نحو الرقي والتقدم وفي مارس الجاري شاركت “فرقة مسرح شمايل” الأحوازية في مهرجان جندوبة التونسي وهذا يثبت بأن المواهب الأحوازية بإمكانها إيصال صوتها وكسر الحواجز إن حصلت على الدعم وتوفرت الإمكانيات والمناخ المطلوب للتطوير.
وقد يُسمى المسرح بأبي الفنون، وهذا دليل على رفعة مكانته وأهميته، فكثيراً ما تتداول بين الناس مقولة أعطني خبزاً ومسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً، وبالتالي فإنّ المسرح يُعدّ وسيلةً للتأثير وإحداث التغيير في المجتمع، ويستطيع المسرح إلقاء الضوء على جوانب مختلفة في المجتمع، وإظهار وجهات النظر المعارضِة، ممّا يُساهم في دراسة المشكلات المجتمعية ومحاولة إيجاد حلول لها، وعلى المستوى الأوسع فإنّ الفنون الأدائية تُساعد على تثقيف المجتمع بأكمله، حيث تجعله مُطّلعاً على المواقف الاجتماعية السائدة، والعقليات المختلفة في المجتمع، فيكون المسرح أداةً لتثقيف الناس حول ظروفهم الحالية، ويزيد نسبة الوعي لدى المجتمع لما يدور فيه من أمور مختلفة تمس نمط حياتهم.