يحتفل العالم سنويا في 22 آذار/مارس بمناسبة اليوم العالمي للمياه ويركز على لفت الانتباه إلى أهمية المياه العذبة. ويعتبر هذا اليوم هو فرصة لرفع الوعي بالأمور المتصلة بالمياه، ولإلهام الآخرين لاتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوص الحفاظ على المياه وإدارة استخدامها.
وبالنسبة للشعب الأحوازي إن قضية المياه تعتبر من أكبر التحديات وجوديا وهي أكثر من مجرد موضوع اقتصادي أو اجتماعي أو صحي كما هو الحال في بعض الأماكن الأخرى، فإن الأحواز بالرغم من توفر 70 في المئة من مياه جغرافيا إيران السياسية، إلا أن المياه الأحوازية تتم سرقتها عبر إنشاء السدود والأنفاق ليتم نقلها إلى العمق الفارسي والذي يضم مناطق صحراوية وجافة مثل “كرمان ويزد وقم واصفهان “حيث تعاني من جفاف شديد. فضلا عن تجفيف الأهوار في الأحواز لصالح شركات النفط.
ولقد انتهجت إيران سياسة تجفيف الأنهر والاهوار وحرف مسار المياه من الأحواز منذ عقود وأمست أزمة التجفيف وشحة المياه ورداءة جودتها تتفاقم يوما بعد يوم. وللاستراتيجية التجفيف مآرب شتى على رأسها استهداف الإنسان الأحوازي والقضاء على كيانه وتدمير مصادر حياته والاستيلاء الكامل على أرضه وانتزاع ملكيته منها حتى يضطر السكان الأصليين على النزوح وترك ديارهم بعد فقدانهم المصادر الرئيسية للحياة أي الماء والأرض.
إذن التجفيف وتداعياته المختلفة الإقتصادية والإجتماعية والصحية والبيئية و…يهدد الحياة السليمة في الأحواز وينذر بسياسات ممنهجة من أجل مضايقة الإنسان الأحوازي وتهجيريه قسريا. وهذه الممارسات ترتقي إلى مستوى محاولات الإبادة الجماعية حسب ما ورد في المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على أن الأفعال الخمسة التالية تأتي ضمن الأفعال الإجرامية:
1.قتل الأفراد في مجموعة
2.التسبب بأذي جسدي أو نفسي كبير لأفراد من المجموعة
3.إخضاع المجموعة عن قصد لظروف حياة مدروسة بهدف تعريضها جزئيا أو كليا للدمار الجسدي
4.فرض إجراءات هادفة إلى منع الولادات ضمن المجموعة
5.نقل الأطفال عنوة من مجموعة إلى مجموعة أخرى.
واستنادا إلى هذه المادة من ميثاق الأمم المتحدة حول الإبادة الجماعية، ونظرا إلى الممارسات الجارية من قبل السلطات الإيرانية في الأحواز والحاق الضرر بالمجموعات البشرية بشكل واسع ولا سيما تدمير البيئة بشكل متعمد ومدروس، تعتبر هذه الأفعال والممارسات مثالا واضحا لجريمة الإبادة الجماعية.