شعر وشعار رفعه ثوار حوران في إشارة لما حدثت من مجازر في داريا وحلفايا وذلك تزامناً مع اجتماع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي مع بشار الأسد. وحين كان يقصف الجيش الأسدي مخبزاً في بلدة حلفايا واختلط الدم برغيف الخبز يتحدث الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي، بعيد لقائه بشار الأسد، في دمشق، عن أمله في توصل أطراف الأزمة السورية إلى حل يضع حداً للأزمة في البلاد التي تعيش نزاعاً دموياً منذ 21 شهراً.
والتقى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي بشار الأسد الذي أكد حرصه على نجاح أي جهود تحفظ سيادة الوطن واستقلاله، مضيفاً، أن الوضع في سوريا لايزال يدعو للقلق ونأمل من الأطراف كلها أن تتجه نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع إليه.
وبموازاة تواجد الإبراهيمي في سوريا، شن الطيران الحربي، غارات على مناطق في ريف دمشق الذي يشهد اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين من الجيش الحر. ويأتي ذلك غداة قتل وجرح مائتي شخص في بلدة حلفايا في محافظة حماه في غارة جوية استهدفت مخبزاً، وتلتها بعد ساعات قليلة استخدام جيش النظام غازات سامة في حمص حسب المعارضة. وكان الإبراهيمي يحط سابقاً في مطار دمشق الدولي ولكن طريق المطار شهد في الأسابيع الأخيرة معارك عنيفة بين قوات بشار الأسد ومقاتلي المعارضة المسلحة المتمثلة بالجيش الحر، مما يوحي لتوسع رقعة الانفلات الأمني في دمشق وعدم استطاعة قوات الأسد السيطرة على الوضع الأمني هناك.
وخلال زيارته السابقة من 19 إلى 24 أكتوبر، تفاوض الإبراهيمي على هدنة بمناسبة عيد الأضحى وأعلن عن اتفاق طرفي النزاع على الالتزام بها طيلة أيام العيد، ولكن الهدنة لم تصمد إلا ساعات معدودة وراح عدد كبير من أبناء الشعب السوري ضحايا وهدمت البيوت وشردت العوائل.
ولايزال المجتمع الدولي غير قادر على الاتفاق على تحرك مشترك في سوريا حيث تعارض موسكو والصين أي تدخل عسكري، ومن جهة أخرى تدعم طهران السلطة في دمشق بالأموال والسلاح وبتواجد القوى العسكرية الإيرانية المتمثلة بكوادر عديدة من قوات الحرس الثوري.
من الجلي والواضح سياسياً أن الشعب السوري بات رهينة مثلث طهران- موسكو – بكين ومن جهة أخرى ظلت الجامعة العربية تكتفي ببعض الحراك الدبلوماسي وفشلت بكل ما قدمته منذ بداية الأزمة في سوريا ليومنا هذا حيث تم إفشال خطة كوفي عنان المبعوث المنشق وكذلك «فشل» الأخضر الإبراهيمي الذي اتضحت ملامحه عبر استمرار شن الهجمات العشوائية على المواطنين السوريين الآمنين في بيوتهم وكذلك في حين تواجد الإبراهيمي بدمشق،حيث كان الجيش الأسدي يهدم بيوت السوريين على رؤوسهم ويقتل المئات يومياً وأخضر العرب والعجم رجع أحمر اللون كالدم عن الطريق البري متوجهاً إلى بيروت، ربما سمع خبر مجزرة حلفايا بعد ما وصل بلدة المصنع في دخوله الأراضي اللبنانية! يبدو أن على الجامعة العربية كما سمحت للجيش السوري بدخوله إلى لبنان أثناء الحرب الأهلية أن اليوم وبكل ما لديها من قوى تلزم الجيوش العربية أن تدخل سوريا لتسوي الأزمة وتوقف حمام الدم ولا تنتظر قرارات مجلس الأمن ولا تسمح بإطالة عمر شلال الدم السوري بتلاعب كل من موسكو وبكين ودعم طهران المستمر لعصابة دمشق.