يمنع الإعلام الإيراني منعاً باتّاً التطرّق الى قضايا الشعوب غير الفارسية خاصة الشعب الأحوازي إلا إذا كان يتطابق مع روايته الرسمية و يحظر المسؤولون القائمون على التلفزيون بثّ التقارير التي تتطرق الى المعاناة الإجتماعية والإقتصادية في منطقة الأحواز.
فقلما تجد الموالين للنظام في مجلس الشورى وبعضهم يمثّل منطقة الأحواز من يتطرق الى الوضع المأساوي المعيشي أو الإجتماعي أو حتى ينتقد الإهمال الخدمي والصحي للمواطنين العرب في منطقة الأحواز.
يسعى الإعلام الإيراني المملوك و الممول بنسبة مائة بالمائة للدولة أن يأخذ بتوصيات القادة الإيرانيين في بثه اليومي وأن يتحاشى الخطوط الحمراء التي تضعها مكاتب الراقبة التابعة للحرس الثوري على هيئة الإذاعة الإيرانية فمن بين تلك الخطوط الحمراء هو الحديث عن قضية الشعوب غير الفارسية ومعاناتهم في هذا البلد محاولاً إرضاء ولي الفقيه الذي لديه الصلاحية التامة طبقاً للدستور الإيراني في تعيين رئيس الإذاعة والتلفزيون دون رقابة من أحد.
معرمف عن التلفزيون الإيراني رقابته على المسؤولين الإيرانيين أنفسهم عندما يريدون التطرق لقضية الشعوب غير الفارسية وإن كان كلام المسؤولين نابع من دعاية إنتخابية الغرض منها جلب أصوات الناخبين من غير الفرس وليس قول الحقيقة فما بالك في السماح للشعوب غير الفارسية باستخدام هذا المنبرالإعلامي لنقل همومهم وقضاياهم.
فقد نقل موقع”تبناك” التابع للقائد السابق في الحرس الثوري “محسن رضائي” أنّ التلفزيون الإيراني قام باقتطاف الكلمة التي ألقاها رضائي في التلفزيون بمناسبة الدعاية الإنتخابية التي منحت اليه ليلة أمس . فقد طال كلمته مقصّ الرقابة عندما أراد التطرق للمعاناة و التمييز الذي تتعرض له الشعوب غير الفارسية في إيران من إهمال و حرمان.
هذه ليست المرة الأولى التي تفرض الرقابة الإيرانية مقصها على المتحدثين عن قضية الشعوب غير الفارسية حيث تقوم هيئة الرقابة في الحرس الثوري المستقرة في مبنى الإذاعة والتلفزيون بمنع الحديث عن الإضطرابات التي تحدث في تلك الأقاليم أو نقل الصورة الى المواطنين. من هنا يلجئ معظم الأحوازيين الى القنواة الفضائية العربية و لا يكترث بما تنقله وسائل الإعلام الإيراني.
يعيش بعض الإيرانيين الفرس منفصلين عن الواقع و يجهلون الوضع الذي تمر به مناطق غير فارسية في الأحواز أو بلوشستان أو كردستان أو أذربيجان بسبب التعتيم الإعلامي المفروض على تلك المناطق كما أو الحكومة الإيرانية ممثلة بوزارة الإعلام (الإرشاد)تمنع زيارة الصحفيين الأجانب لغرض التغطية الخبرية أو نقل الأحداث في منطقة الأحواز بصورة مباشرة و تفرض وزارة الخارجية الإيرانية قيوداً وشروطاً تعجيزية على السفراء الأجانب زيارة أو تفقّد منطقة الأحواز.
من هنا فإذا أراد أي شخص أن يطّلع على الحجم الحقيقي للرقابة المفروضة على قضايا الأحواز في الإعلام الإيراني عليه أن يلقي نظرة على التقارير السنوية التي تصدر من قبل المؤسسات الدولية اليت تتطرق لقاضيا الأحواز وهي تعكس جانب بسيط من القمع و الكبت التي يعانيه المواطنون الأحوازيون على أرضهم من قبل الحكومة الإيرانية.