المتتبع الرصين للشأن الأحوازي يدرك جيدا أن كل سياسات النظام الإيراني تجاه الأحوازيين هي القضاء عليهم وتدمير ذاتهم وجعلهم غرباء غير آمنين في بلدهم وقد مارس النظام الإيراني مختلف الأساليب القمعية للإستخفاف بالشخصية الأحوازية واحتقارها والإستعلاء عليها وجعلها تشعر بالدونية أمام الفارسي المتغطرس. أيضا بواسطة تهميش الفرد وفرض الحصار عليه والتعتيم المتعمد وقطعه من هويته فحاول تفريس الإنسان الأحوازي. ولقد كان هم الأغلبية الساحقة من المناضلين والفاعلين طيلة العقود المنصرمة هو التركيز على التصدي والمواجهة لمشاريع العدو مباشرة ولعلهم يستنزفون طاقاتهم في خوض سجالات وشجارات فيما بينهم حول أمور نظرية بحتة غافلين عن مراعاة تراتيب سلم الأولويات الأساسية قبل الولوج في هذا المضمار.
بالمختصر إن معظم الأعمال والنشاطات الأحوازية في الماضي كانت من أجل إعادة بناء الدولة والسيادة المغتصبة غير أننا نسينا العامل الرئيسي والعنصر الأهم لبناء المجتمع ألا وهو الإنسان. فمن الضرورة الملحة أن يكون بناء الإنسان الوطني الفاعل والمدافع عن أحقية قضيته الوطنية هو من أساسيات العمل الوطني. فنحن بأمس الحاجة إلى تربية وتنشئة إنسانا وطنيا يفهم قضيته فهما حقيقيا وإنسانا يتحلى بالمعرفة والأخلاق وملتزما بالأسس والثوابت الوطنية.
أعتقد الكثير يتفق معي بأن الإنسان الغير أخلاقي أو الفاشل أو المتخلف معرفيا وعلميا أو السلبي لا يمكن أن يكون مدافعا جيدا عن قضيته وربما تكون أضراره على القضية أكثر من فوائده إذا ما أراد القيام بواجب وطني.
إذن من الضرورة علينا بمراجعة الذات وبناءها وتطويرها نحو الأفضل كما يجب علينا اعطاء التعليم والتنمية الذاتية الأهمية البالغة في الحراك الوطني.
و الحمدلله يتميز عصرنا الراهن بوجود فرص وإمكانيات منقطعة النظير قياسا بالعصور الماضية التي مرت على البشرية ومن أهم هذه الإمكانيات وسائل التواصل الاجتماعي التي سهلت على الإنسان التواصل والتعلم ونقل الأفكار والتأثير على المجتمع و….
ففي حال وجود من يريد توجيه رسالة لمجتمع ما أو تعليمه عليه إستخدام مثل هذه الفرصة خير إستخدام. ونحن كشعب لا نستثنى من هذه الفرصة فعلى الرغم من التقدم الذي حظينا به جراء إستثمار هذه التقنية الخارقة لخدمة قضيتنا العادلة إلا أننا لم نستفد من هذه المنصة لتعليم جيلنا الواعد وترسيخ مفاهيم العصر فيه وإعداده وتسليحه بكل مستلزمات خوض الحياة الحديثة.