الاحتجاجات والمظاهرات في إيران في يومها الأربعين
صادف اليوم الأربعاء 26 من تشرين الأول/ أكتوبر مرور أربعين يوم على اغتيال الفتاة الكوردية جينا (مهسا) أميني، التي كان اغتيالها في 16 من سبتمبر 2022 في المعتقلات الإيرانية في طهران الشرارة لاندلاع الاحتجاجات والمظاهرات التي دخلت منتصف شهرها الثاني.
تفيد التقارير الواردة من كوردستان إيران ان هناك حضور وتجمع غفير لعدد كبير من أهال مدينة سقّز (مسقط رأس مهسا أميني) و من الناس الذين وفدوا من المدن الأخرى للمشاركة في مراسم الأربعينية التي أقيمت في مقبر المدينة. ولكن هذا التجمع، كما كان متوقعاً، تغير إلى مظاهرة ضد النظام وضد رأس النظام خامنئي. ورفع المجتمعون شعارت مفادها الموت للديكتاتور والموت لخامنئي.
ومن الأمور اللافتة للنظر في إقليم كوردستان إيران هو استمرار الاضراب عن العمل للمحلات في الأسواق في مدن مختلفة من هذا الإقليم مثل : سنندج، عاصمة الإقليم، ومهاباد، وسقز، وجوانرود، وبوكان.
وفي خطوة احترازية قامت السلطات المحلية في إقليم كوردستان بتعطيل المدارس والجامعات في هذا الإقليم تحت ذريعة انتشار الأنفلونزا، وذلك للحيلولة دون حدوث مظاهرات واحتجاجات في المدارس والجامعات.
وحسب المصادر الكوردية سُمع دوي اطلاق الرصاص في أحياء مختلفة من مدينة سقز، وكما أفادت الأخبار الواردن عن إنشاء مواقع من قبل الواطنين للوقاية من رصاص القوات الأمنية الإيرانية.
وأما الأخبار عن سائر المدن والأقاليم في إيران تفيد عن يوم ساخن في العاصمة الإيرانية طهران حيث حدثت مظاهرات في أكثر من عشرين نقطة من طهران، على سبيل المثال لا الحصر في: صادقیه (آریاشهر)، وغيشا (گیشا)، وجسر سیدخندان، وشارع الدولة، و جنت آباد، وشارع فرجام، وبونك، وشهرک غرب، وشارع انقلاب، وشارع ميرداماد، وشهر زيبا، وطهرنبارس، ومحطة المترو في قيطرية، وشارع فرودوس، وسعادت آباد، وشارع زيبا، وشارع شريعتي، محطة المترو لمسرح المدينة (تئاتر شهر).
ولعل أهم الأخبار في طهران هي الاحتجاجات التي قام بها الأطباء والطاقم الطبي أمام مبنى منظمة النظام الطبي (نظام بزشكي)، أعرق وأقدم نقابة في إيران بعد نقابة المحامين. رفع المتظاهرون شعارت تنادي بالموت للديكتاتور ويقصدون بذلك الديكتاتور الإيراني على خامنئي. وكما كانت هناك احتجاجات مماثلة للأطباء في مدينة شيراز.
وتأتي مظاهرة الأطباء والطاقم الطبي احتجاجاً على اقتحام مباني المستشفيات والمراكز الصحية من قبل القوات الأمنية بحثاً عن الجرحى، وكذلك اعتراضاً على استخدام سيارات الإسعاف لنقل المعدات والقوات الأمنية لقمع المتظاهرين. وطالب المتظاهرون في بعدم دخول القوات الأمنية والجيش إلى المستشفيات والمراكز الصحية، واحترام حقوق المصابين وعدم التعرض لهم، واحترام خصوصية الجرحى والمصابين وعدم طلب الكشف والافصاح عن هوية المصابين والمرضى.
ولكن القوات الأمنية الإيرانية واجهة هذه المظاهرة بوحشية وعنف، واستخدام السلاح الحي والغاز المسيل للدموع. واحتجاجاً على قمع الأطباء استقال نائب رئيس منظمة النظام الطبي، الدكتور محمد رازي، عن منصبه.
وأما انهيار ما تبقى من مبنى المتروبول في مدينة عبّادان الأحوازية وانتشال أجساد بعض الضحايا أثار غضب أهالي المدينة الذين لم يزالوا يلبسون السواد على العشرات من ضحايا هذا المبنى الناتج عن الفساد في الدوائر الحكومية الإيرانية. ويعتقد المراقبون أن هذا الحادث سوف يؤدي إلى اشعال فتيل المظاهرات في الأحواز. وشهدت مدينة عبّادان انتشاراً واسعاً للقوات الأمنية تحسباً لأي احتجاجات ومظاهرات في هذه المدينة.
وفي تطور آخر كان هناك تجمع في أحد أكبر المراكز التجارية للأجهزة الإلكترونية في طهران حيث رفع المحتجون شعارات ضد النظام وضد خامنئي. وفي منطقة لاله زار أمير آباد في قلب طهران، أضرب أصحاب المحلات عن العمل.
وكما تفيد التقارير عن مظاهرة في منطقة دروازة دولت رافعين شعاراً مضمونه: ” هذا العام عام الدم، وعام الإطاحة بخامنئي”.
وفي سائر المدن والأقاليم تفيد الأنباء في مدينة قزوين عن اطلاق الرصاص على المتظاهرين من قبل القوات الأمنية. وكما حدثت احتجاجات في شارع هراز في مدينة آمُلْ، وفي مدينة تبريز تظاهر أهال المدينة في تقاطع شهناز (جهار راه شهناز)، وحدثت احتجاجات مماثلة في مدينة تُنِكابُن)، وتتطور مماثل تجمع أهالي مدينة كرمان في شارع الجهاد ليتظاهروا ضد النظام الإيراني.
وأظهرت بعض المقاطع المرسلة من داخل إيران رجال الشرطة الإيرانيين وهم يقومون بكسر عجلات وسيارات المواطنين، لخلق الفتنة ولانتساب أعمال الشغب إلى المتظاهرين.
وتفيد تقارير منظمات حقوق الانسان عن ارتفاع نسبة الضحايا الذين تم التوصل إلى أسماءهم إلى 234 شخصاً بالإضافة إلى مئات الجرحى وأكثر من عشرين ألف من المعتقلين.
إعداد التقرير: محمد الحيدري
ــــــــــــــــــــ
المقاطع المرفقة تعكس جانباً من احتجاجات اليوم في مختلف المدن في إيران