قام وفد من ابناء مدينتي الخفاجية والحميدية بزيارة إخوانهم في الأرض والوطن الصابئين المندائيين وتقديم التهنئة لهم بمناسبة إحتفالهم بـ”عيد البرونايا”، فقد قام الشيخ فائز المندائي بشرح الأعمال والطقوس التي يقوم بها الإخوان المندائيين في هکذا أعياد ومجمل من معتقداتهم وطقوسهم وشرح حول اقتراب تعاليم الديانة المندائية من روح الإسلام ومن تشابه الأعمال والمحرمات وتقارب الآداب في مناجاة الله عزوجل.
کما دارت حلقة نقاش بين الزوار وكبير الطائفة المندائية حول لغة المندائيين حيث أوضح الشيخ فائز بأنها مشتقة من اللغة الآرامية ولها تقارب کبير مع اللغة “العبرية” واللغة “العربية” وكافة اللغات السامية في کثير من المفردات وأوضح الشيخ فائز عن الظروف القاسية التي مروا بها طوال تاريخهم مابين التهجير والنفي وبما أنهم من أقدم الشعوب علی أرض الأحواز وبالتحديد ميسان حيث إنتشارهم في العالم من هذه البقعة وبلاد الرافدين فلهم تاريخ عريق في هذه الأرض ولهم إهتمام کبير بالتاريخ فأن شيوخهم يکتبون التاريخ والتطورات السياسية والدينية وغيرها من احداث.
ويذهب ابناء الصابئة الی المدراس الخاصة بتعليم اللغة المندائية وعقائدها التي عادة ما تقام في دار أو منزل أحد شيوخهم الکبار في مدينة الأحواز ومن المسائل التي یعاني منها الصابئة المندائيين هي النظرة السلبية تجاههم من قبل السلطة وغالبية المجتمع ومما یؤسف أن الدستور الإيراني لا يعترف بهم کديانة رسمية کما یعترف بالزرادشتية ديانة رسمية!!
مع أن جاء في القرآن الکريم ذکر الصابئة في سورة المائدة حيث يقول : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.
ومع أن کثيراً من المرجعيات الشيعية تعترف بديانتهم احدى الديانات السماوية وبأنهم موحدون ولکن للأسف لم يغير حتی الآن في الموقف الرسمي الايراني تجاه هذه الشريحة من المجتمع العربي الاحوازي بشيء.
و من القضايا الأخری التي يعاني منها الصابئة بالتحديد والأحوازيين عامة هي مشکلة تسمية الأبناء وعدم تسجيل الأسماء المندائية في سجلات هوياتهم و قام الشيخ رام (فائز) بقراءة أسماء الأخوة المندائين الحاضرين بالمجلس فظهر الإختلاف ما بين إسمهم الحقيقي وما كان مسجل في بطاقات هوياتهم!!
و في ختام الزيارة تقدم الإخوة الوافدون اليهم بالشکر والتقدير لحسن ضيافتهم وأخلاقهم النبيلة والنابعة من الحب والإحترام ولتعايشهم السلمي وإحترامهم لطقوس وأعمال المسلمين وتقديرهم للآخر.
نقلا عن: بروال، مع تغييرات في النص وتصحيح تسمية الاحواز من قبل ادارة موقع بادماز