قد شجب خالد جارالله نائب وزير خارجية دولة الكويت، الاجتماع الذي أقيم في بلاده قبل أسبوعين تحت عنوان “ملتقى الاحواز العرب في كويت العرب” وأدعى بان الاحواز إيرانية والكويت لا تتدخل في شؤون ايران الداخلية. ووصف جارالله ملتقى الاحواز في الكويت بانه مناسبة اجتماعية وليس مؤتمراً سياسياً.
وفي المقابل نقول؛ يمكن للخارجية الكويتية ان تصف ايران (جارة مسلمة والإيرانيين شعب صاحب حضارة وغيرها من أوصاف)! كما وصفها البعض الآخر من وزراء الخارجية لدول الخليج العربي، لكن لا يحق له ان يقوم بشرعنة الاحتلال الإيراني للأحواز. وكذلك ليس من الإنصاف ان يسند أي مواطن عربي خاصة وإن كان صاحب مقام ومسؤولية في دولة شقيقة مثل الكويت، ويسند دولة تحتل بلداً عربياً، ويدعم عبر حديثه هذا الاحتلال الجاثم على صدور أصحاب الأرض، أي الأحوازيين، ويتناسى دعم هذه الفئة من أهله العرب الأحوازيين، حين دعموا بلاده إبان مطالباتها بالاستقلال.
فاحتلال ايران للأحواز ليس حدثاً تاريخياً عابراً، بل انه واقع مستمر تفضحه سياسات ايران في الاحواز حيث لا يختصر هذا الاحتلال على مصادرة الأراضي، وتدمير القرى، وتجفيف الأنهار، والاهوار، والتمييز العنصري، وعملية التفريس، ومحو الهوية العربية للأحواز فحسب، بل يشمل كافة مجالات الحياة اليومية للإنسان الاحوازي.
كما نزيدكم علماً ان ايران انطلقت من الأحواز نحو احتلال البلدان العربية المجاورة، وتهدد العالم العربي بما فيها دولة الكويت المتضررة من سياسات طهران الرامية الى ابتلاع هذا البلد العربي الأصيل، حيث يتم الترويج في ايران وذلك حسب الاستراتيجية الإيرانية انه لا توجد دولة اسمها الكويت وإنما هناك مجموعة من الناس كان يطلق على منطقة سكناهم (جنوب آبادان) ويجب استرجاع جنوب عبادان، أي الكويت، الى حضن ايران!
وبموازات ذلك وفي حين يعاني شعب الأحواز، وتنزف أمتنا جراء هجوم ايران الوحشية على بلاد الشام وكافة الدول العربية يأتي هذا التصريح الكويتي ليفاجئنا، حيث يحمل العديد من الدلالات، فنستغرب من هذه التصريحات الكويتية الخطيرة التي يبدو أن من أطلقها تناسى وقفز على التاريخ ونكس بجميع أواصر الأخوّة بين الشعبين الكويتي والأحوازي وأغمض عيناه على تجاوزات طهران العسكرية على حلب الشهباء وكافة المدن السورية والعراق واليمن الذي لم يعد سعيداً منذ أن دُنّست ارضه على يد الغزاة الإيرانيين وعملائهم. ومن الواضح ان وزارة الخارجية الكويتية نست أو تناست محاولة المخابرات الإيرانية لاغتيال الأمير جابر الصباح.
كما ان إصدار هكذا تصريحات تعد بمثابة تثبيت احتلال ايران للجزر الإماراتية ودعمها في تجاوزاتها على المحيط العربي بأسره، ناهيك عن دعم ايران في تنفيذها سياسات التطهير العرقي في الأحواز.
كذلك هذا التصريح الرسمي الكويتي في الدرجة الأولى يظهر بان الكويت تعلن بان هذا الملتقى قد حصل دون أي تنسيق سياسي بين دول الخليج العربي، ما يؤكد للمواطن الخليجي عدم وجود سياسة خليجية موحدة تجاه ايران الماضية في تدخلاتها في الشؤون الخليجية، وعدم وجود اتفاق على مواجهة الإرهاب الإيراني.
ومايجب ان نفهمه نحن الاحوازيين هو؛ إنه اذا لم نحترم شعبنا وقضيتنا ودماء شهداءنا ومعاناة أسرانا وقوانا التي ساهمت في الحفاظ على هويتنا وارضنا ووطننا، لا يحترمنا الآخرين الذين يفكرون بمصالحهم القطرية فقط. وما يجب إتقانه أن أي جهة احوازية تشارك في مؤتمرات يتضح فيما بعد بان الغاية منها كانت استخدام القضية الاحوازية كورقة لخدمة مصالح قطرية أو لمصالح فئوية، سوف يكون مردودها السلبي اكثر من الإيجابي على قضيتنا وشعبنا.
فيستوجب علينا ان نكون حذرين من الإنزلاق في شرك المخططات الأمنية للدول الإقليمية، التي لا ترى الّا مصالحها. ولن تكون لنا شوكة اذا لم نقدم المصلحة الوطنية على سائر المصالح الذاتية، والحزبية، والمناطقية، والمذهبية.
التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز – سياسة
