الأطفال والتلاميذ العرب في الأحواز يتعرضون للضرب أو الحرمان من الدراسة والإهانة، إضافة إلى احتقارهم من قبل المعلمين الفرس بسبب انتمائهم العرقي.
لندن- طالبت المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان المؤسسات والمنظمات المعنية ولا سيما المتخصصة في حقوق الأطفال، بوقف الضرب المبرح واحتقار الأطفال العرب في المدارس على يد المعلمين الفرس.
أثار مقطع فيديو مسرب من إحدى المدارس الابتدائية في الأحواز، قلقا واسعا في المجتمع الأحوازي إزاء تصرفات المعلمين الفرس مع أطفالهم. يظهر هذا المقطع أن أحد المعلمين الفرس يطلب من طالبين اثنين أن يصفعا بعضهما البعض على التوالي وعدة مرات، وسببت هذه المشاهد الأذى لمشاعر الرأي العام بشكل واسع.
وتظهر مقاطع مصورة أخرى استهزاء المعلمين الفرس بالأطفال العرب في المدارس وأمام الطلاب الآخرين وبشكل جماعي.
واستنادا إلى هذه الوقائع أصدرت المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان، بيان جاء فيه ما يلي:
أعلنت الجمعية العامة، في قرارها 61/266 المؤرخ 16 مايو 2007، أن سنة 2008، سنة دولية للغات بهدف تعزيز الوحدة في التنوع والتفاهم الدولي من خلال تعدد اللغات.
وجاء هذا الإعلان من أجل تنمية وتشجيع سياسات لغوية تمكن الشعوب من التحدث باللغة الأم على نطاق واسع. وفي وقت سابق أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قراراها 47/135 المؤرخ 18 ديسمبر 1992، لا سيما في المادتين الأولى والرابعة، عن حق الشعوب والأقليات في تعلم اللغة الأم والتعلم بها، وحقهم في الحفاظ على هويتهم القومية والثقافية واللغوية والدينية.بما أن الشعب العربي الأحوازي شعب له ثقافته ولغته فمن حق أطفاله أن يتعلموا اللغة الأم
وطالبت الجمعية العامة الدول بتوفير الفرص واتخاذ التدابير اللازمة من أجل حماية هذه المكونات وتمكينها من ممارسة حقوقها. وبما أن الشعب العربي الأحوازي شعب له ثقافته ولغته العربيتان اللتان تميزانه عن إيران وثقافتها ولغتها، فمن حق أطفال هذا الشعب أن يتعلموا اللغة الأم ويدرسوا بها. ولكن الحكومة الإيرانية تمنع ممارسة هذا الحق على الشعب الأحوازي، وترفض الانصياع إلى جميع القرارات والمواثيق الدولية التي تنص عليه رغم أنها موقعة عليها.
وبسبب هذا التعنت وعدم إتاحة الفرصة لممارسة هذا الحق يعاني الأطفال والتلاميذ العرب في الأحواز من أضرار مادية ونفسية جسيمة، إذ أن الكثير منهم يتعرضون للضرب المبرح أو الحرمان من الدراسة والإهانة والاحتقار من المعلمين والمدرسين الفرس بسبب انتمائهم العرقي وبسبب عدم إجادتهم للغة الفارسية. وأدت هذه الممارسات إلى ارتفاع نسبة التسرب المدرسي وارتفاع مستوى الأمية وانتشار الجهل في المجتمع الأحوازي.
لذا تشجب المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان وتستنكر هذه الممارسات غير الإنسانية التي ترتكبها الحكومة الإيرانية في الأحواز عبر منعها تعلم اللغة العربية للأطفال والتلاميذ العرب والتدريس بها في الأحواز. وتعلن المنظمة عن تأييدها لحق الشعب العربي الأحوازي في التعلم باللغة الأم أي العربية.كما أنها تناشد الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان لا سيما المختصة بحقوق الأطفال، التصدي لهذه السياسة الممنهجة ضد الأطفال والتلاميذ العرب في الأحواز وتطالبها باتخاذ إجراءات عقابية ضد الحكومة الإيرانية من أجل فتح المجال أمام الشعب العربي الأحوازي وأطفاله للتعلم باللغة الأم.