يحتاج الكيان الفارسي سنوياً إلى الاف من المهاجرين الجدد، بالإضافة إلى الزيادة السكانية الطبيعية الناتجة عن نسبة المواليد، كما ان نظام البهلوي العنصري اتبع نظام تحديد النسل بقانون، إذ يجب ألا يزيد عدد اطفال العرب عن طفلين، ومن أجل هذه الغاية قاموا بتوزيع حبوب منع الحمل على العائلات الأحوازية في المدن والقرى والارياف شهرياً وبالمجان ولكن سكان القرى والأرياف رفضوا هذا المشروع.
فعمد النظام الى طريقة أخرى أشدَ قسوة وظلماً للعرب، وهي توزيع حبوب لكلا الجنسين للعوائل العربية على اعتبارها حبوب مكافحة الملاريا، ولكن بعد فترة اكتشف العرب بانها حبوب عقم للرجال والنساء ولم يسلم منها حتى الاطفال الابرياء وهم جيل مستقبل الامم، وقد جوبهت هذه الخطوة ايضاً بالرفض وثار الأحوازيون في كل المناطق على هذا الاجراء اللاانساني واللااخلاقي الذي في حقيقة الامر ومن الناحية القانونية إبادة جماعية وتطهير عرقي لاشبيه له في العالم.
كل هذه الأجراءات التعسفية التي تستخدمتها الأنظمة الفارسية المتعاقبة ان كانت البهلوية او الخمينية او الخامنئية، تدلَ على حقدهم وكراهيتهم للانسان العربي على نحو غير مسبوق بين الامم، وذلك بغية طمس هويتهم، الهوية العربية وصهر العرب في المجتمع الفارسي الدخيل الذي احتل الأرض وثرواتها مستهدفاً الانسان العربي في وجوده وتاريخه وثرواته وهويته ولباسه وعاداته وحتى نسله، الى جانب تخصيص الاعدامات بمراحل الشباب الاحوازي وهي ظاهرة ابادة جديدة بحجج وذرائع لا مسبوقة في التاريخ، وهذه بلا شك هي أقسى واشد سياسات استعمارية في العصر الحديث وعلى الاطلاق.
على الرغم من كل هذه الأساليب القهرية الساحقة للانسان العربي في الأحواز فأنها لم تثني هذا المواطن العربي بالتمسك بهويته العربية والدفاع عن ارضه، وها هو منذ ذلك التأريخ مستمر بنضاله المرير وبأيدٍ خالية وصدور عارية وانجاب اجيال مؤمنة وصامدة مقابل الترسانة العسكرية الاستعمارية الارهابية الايرانية والمعروفه بقدراتها على الصعيد الاقليمي، وهي الى اليوم لم ولن تتمكن من حد مواجهة التنامي السكاني العربي الاحوازي الآخذ في الإزدياد رغم التهجير والابادة الجماعية لنسل الشباب بالاعدامات، في الوقت الذي يشهد فيه الكيان الفارسي حالة تدني مخيفة في نسبة الزيادة الطبيعية، على الرغم من حوافز المغرية التي تقدمها الدولة الفارسية للمستوطنين الفرس، والمؤسسات الأخرى للمواليد الجدد، وللأسر الأكثر عدداً، إلا أن الثقافة الإجتماعية العربية والسلوك العرفي المعروف للعرب والعشائر العربية الاحوازية، وعادات المرأة الاحوازية، وحرصها على مظهرها وطبيعتها وتقاليدها وحضورها على رغم معاناتها من الثقافة الاستعمارية الفارسية، باتت كلها تقضي على الأحلام الفارسية في تزايدٍ سكاني طبيعي للفرس يكون قادراً على حل مشكلة العرب، ووضع حدٍ حقيقي للوجود العربي الاحوازي بما يطمئن بال المخططين والمنظمين للدولة الاستعمارية الفارسية والقلقين على مستقبلها.
وأكد مسؤولون في الكيان الفارسي، أنه إذا لم تتمكن جهات التخطيط الإستراتيجي الفارسية من الإحاطة بهذه المشكلة، فإن المجتمع الفارسي سيفاجئ قريبا بالإنفجار السكاني العربي الاحوازي وهو اشارة خبيثة لتعزيز قرارات الاستيطان الفارسي في المنطقة العربية الاحوازية فضلا عن اشارة لزيادة الاعدامات في جيل الشباب الاحوازي المهيئ للانجاب اضافة الى الاسراع بقرارات التهجير العربية الاحوازية وفتح الابواب للهجرة الى خارج الاحواز وخارج ايران، اجراءات ضد الاحواز العربي الذي سيكون متلاحماً بقوة مع المحيط العربي وبالاخص العراق الذي مهما فعلت ايران بقيت اللحمة اقوى من مؤامرات الفرس وحكومتهم ضد الاحوازيين في العراق الى جانب محيط الخليج العربي الذي بات شعبه العربي الخليجي اكثر التصاقا بقضية الشعب الاحوازي وقضيته، هذا الى جانب دول اخرى محيطة بايران تمد يد العون للاحوازيين بالضد من الاستبداد الايراني الى جانب تنامي الموقع الاحوازي عربيا وعالميا وفي المنظمات الدولية بالضد من سياسة ابادة عنصر الشباب الاحوازي بمنهجية فارسية مفتضحة الى العالم.
لا يفوتنا ان نطرح معاناة النساء الحوامل، اِذ أنّ الأنظمة الفارسية المحتلة لم تترك وسيلة قمعية الا واستخدمتها ضد الشعب العربي الاحوازي بأكمله، حيث لم تسلم النساء منه وخاصةً الحوامل، وبالاخص حين ذهابهن للولادة في المستشفيات، ليتفاجئن بعد الولادة باستاصال المبيضان من السيدات او تجرى لهن بعض العمليات غير المبررة وبحجج مستبدة واسباب اضطهادية والتي من شأنها تعيق عملية الحمل والانجاب، وهذا ما جعل السيدات يفضلن الولادة في البيت بمساعدة القابلة الغير مأذونه وهذا يسبب مشاكل ومتاعب للام والمولود ويؤدي الى وفاة البعض منهن وكذلك الاطفال، فضلا عن اعطاء نتائج مغايرة للحقيقة المزورة لاختبارات الدم بحكم القانون الذي يفرض تلك الاختبارات قبل الزواج لمنع التزويج العربي العربي، ومثل هذا التزوير للاختبارات يدخل ضمن اجراءات التفريس البغيضة.
كما ان المولود الجديد لم يسلم من عقوبة المحتل، اذ البعض يحرم من الجنسية، وهي هوية الاحوال المدنية وتسمى بالفارسي شناسنامه، ولا يسجل اسمه في سجل القيد العام للعائلة وبذلك لا يحصل على الجنسية مما جعل بعض الآباء يبحثون عن عوائل ليس لديها اطفال لتسجيلهم باسم هذه العائلة ضمن خطة اذابت المجتمع العربي في العوائل غير العربية، اويبحثون عن جنسية متوفي من معارفهم او اقربائهم لتصبح هوية الطفل المولود حديثاً بالرغم من الاختلاف الكبير في السن بين المولود والمتوفى، اذ انه يسجل في جنسية الوالدعدد من اسماء المواليد.
واثناء انتخاباتهم الصورية المزيفة تختم بختم خاص يدل على مشاركته في الانتخابات، وبدون هذا الختم يعتبر المواطن ضد الدولة ونظام الحكم مما يؤدي الى عرقلة كل اموره الأداريه والاجتماعية والحياتية، اذ يضطر المواطن ينتخب بالاكراه، وطالما اعطى الورقة بيضاء.
نعم هذه الديمقراطية الفارسية وهذه هي الثقافة الدينية بشقيها الشاهنشاهية، والخمينية الخاتمية اذ جميعهم ينهلون من مدرسة واحدة وهي عنصريتهم القومية، والدين والانسانية منهم براء.
تستمر شكوى الفرس ومؤسساتهم من الاحوازيين العرب، ويعترضون على سياستهم العائلية في ازدياد الانجاب، ولا ترضيهم عاداتهم الأسرية والعشائرية وحرمة عدم الانجاب، ولا تقاليدهم الموروثة العربية الاصيلة، ويبدون استياءهم الشديد من التزايد السكاني الاحوازي المريع حسب وصفهم، الذي لا يهتم بالوضع الإقتصادي المتردي المصطنع من قبل سياسات التفريس والاضطهاد الفارسي بالضد من الشعب الاحوازي ومنها حرف نهر كارون الى اصفهان وتحويل شط العرب الى بحيرة مالحة قتلت المزارع ودمرت النخيل على ضفتيه، ان كان في العراق او الاحواز فضلا عن المخلفات النووية المسبب للامراض والتلويث البيئى بسبب المفاعلات النووية في الاراضي الاحوازية او في ايران، الى جانب قتل ارزاق الناس بالغاء ميناء المحمرة وعبادان وهو امر ايضا كمؤامرة ضد العراق وبالضد من تنشيط شط العرب اقتصاديا، وكان الكيان الفارسي يعول على هذه السياسة الاضطهادية واحداث المشكلة المادية لدعم سياسات التفريس والابادة الجماعية بشكل غير ملحوظ، وحيث ان الاستعمار الفارسي يعتبر العادات الأسرية الاحوازية والعشائر العربية معادية لسياساته في المنطقة وضارة بالستراتيجية الايرانية التوسعية باتجاه العرب وبالاخص الخليج العربي والعراق بداية حيث بات الاحوازيون درعا لمثل هذه الجريمة.
على رغم من الحقيقة الماثلة امام العرب والعالم وهذا ما ادهش الفرس انفسهم، من ان الاحوازيين يعيشون إلى جانب الحصار المرير للحكومات العرفية العسكرية الفارسية التي يعيشها القطر الاحوازي والضائقة المالية الحادة جداً بسبب سياسات التفريس والمعانات من ارتفاعٍ في ظاهرة البطالة وتشجيع المخدرات في صفوف الشباب ومن الزيادة المفرطة في الأسعار لاتعاب المواطن الاحوازي، ومن تدني الأجور عند العمل وتناقص فرص العمل، يبقى الشعب الاحوازي وعوائله وعشائره في قمة الصمود حتى يوم انجلاء هذه الغمة الاستعمارية الفارسية وتحرير الانسان الاحوازي وعودته الى محيطه الطبيعي من التاريخ والاصالة والدين والعالمية كما كان وسيكون ان شاء الله.