التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز يقيم ندوة فكرية في جامعة لندن
برعاية التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز أقيمت يوم السبت 28 نيسان 2018 ندوة فكرية في جامعة بيركبك (جامعة لندن) بعنوان “ايران ما بعد حكم الملالي.. محاولة لقراءة المستقبل” حضرها عدد من المختصين والباحثين في الشأن الإيراني وقضايا الشعوب غير الفارسية في جغرافية ايران، ومندوبي التنظيمات الأحوازية والشعوب غير الفارسية.
تدارس المجتمعون في هذه الندوة، التي أقيمت من الساعة الواحدة والنصف حتى الخامسة والنصف، تدارسوا محورين أساسيين هما السياسة الخارجية الإيرانية وأهم الركائز التي تبتني عليها في التعامل مع دول الجوار ودول العالم ، وطبيعة الصراع بين القوى المركزية في ايران والشعوب غير الفارسية.
استهل الندوة عبدالرحمن الحيدري المتحدث الرسمي باسم التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز بكلمة ترحيبية بالحضور تلتها نبذة مختصرة عن كيفية تشكيل التيار والمبادئ التي يناضل من أجلها، وأهم الفعاليات والأنشطه التي قام بها التيار منذ تأسيسه في عام 2002، ومن أهمها كان دور التيار الوطني في التنسيق، والتحضير، وإدارة انتفاضة الخامس عشر من نيسان 2005 التي كانت بمثابة نقلة نوعية في الحراك الأحوازي.
وأشار ضمن حديثه الى أهم المبادئ التي تشكل ميثاق التيار الوطني الأحوازي وهي الإيمان بان الإنسان والأرض، أي جغرافيا الأحواز السياسية والبيئة والهوية العربية الأحوازية التي تعتبر امتداداً لحضارة عيلام السامية، تعد من المكونات الوجودية لشعبنا وقضيتنا العادلة، ولا يمكن الفصل بينها أو تجاهل أي منها في صراعنا الوجودي مع الاحتلال الإيراني للأحواز.
وبناء على ذلك يناضل التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز من أجل تطبيق حق تقرير المصير للعرب الأحوازيين، ويرى التيار ان من أنجع الطرق للوصول الى حق تقرير المصير هي المقاومة الجماهيرية التي تشمل كافة شرائح المجتمع الاحوازي.
وبعدها استمرت المراسم بحلقة النقاش الأولى التي بدأت بمشاركة الاستاذ ياسر الأسدي مدير موقع أحواز مونيتور (Ahwaz Monitor) حول موضوع “الأقليات الإثنية في ايران والصراع بين السلطة والهامش”. حسب الاستاذ الاسدي ايران تاريخياً كان يسمى بلد كثير الملة وكل هذه المكونات الاثنية كانت تحكم نفسها بنفسها بطريقة تشابه النظام الفدرالي. و لكن بعد رضا شاه وتواطئ الدول الكبرى تم افساد هذه التركيبة لصالح المكون الفارسي على حساب سائر الشعوب تحت اسم الدولة الإيرانية والهوية الفارسية. وفي عهد الخميني تم اضافة عنصر جديد للهوية الإيرانية وهو عنصر المذهب الشيعي الذي تم استخدامه لمصلحة الدولة الإيرانية وصار الامر اكثر تعقيدا بالنسبة للشعوب غير الفارسية حيث تم تهميشهم بشكل أكثر من السابق. ويعتقد ياسر الأسدي ان الايديوجية الاسلامية (الشيعية) والهوية الفارسية سوف تؤدي الى حدوث انشقاق كبير بين الهامش والمركز مما ينتهي الى تفكيك ايران خاصة في ظل تفاقم الوضع الاقتصاد والعقوبات المفروضة على ايران من قبل المجتمع الدولي.
وبعدها تحدث الاستاذ كاظم والي الناشط الحقوقي الأحوازي في مشاركة تحت عنوان “دور التشيع في السياسة الخارجية الإيرانية” التي تطرق خلالها الى تأثير الفكر الشيعي ومراجع التقليد الشيعية في تشكيل الفكر القومي الفارسي وتدخلاته في دول الجوار من خلال تأسيس عشرات المليشيات الموالية للنظام الايراني.
وتحدث الصحفي الأحوازي، نوري حمزة، في كلمة تحت عنوان”دور الأدب الفارسي في تكوين عقلية مخططي السياسة الخارجية الإيرانية” التي تطرق خلالها الى “العزلة الثقافية” التي تعاني منها دولة إيران الحديثة منذ تأسيسها، حيث تشعر إيران إنها تقع في منطقة محاطة بثقافات وعرقيات ودين واسع الانتشار قد تهدد هذا البلد، ما دفع بمهندسي سياسة إيران الخارجية باستخدام أساطير الشاهنامة، وكذلك الأدب الفارسي المقارن الذي يدعي الى إعادة الإمبراطورية الفارسية، وحدودها من تخوم الهند شرقاً حتى البحر الأبيض المتوسط غرباً، ومن محافظة الشرقية في المملكة العربية السعودية جنوباً حتى القوقاز شمالاً، حيث أدت السياسة الخارجية الإيرانية باستخدامها القوة الناعمة الى التغلغل وإذكاء الفتن وباستخدام القوة الصلبة بصناعتها احزاب موالية لها شنت عبرها حروب بالوكالة ضد المحيط الاسلامي والعربي، وهدرت ثروات هذا البلد عبر توظيفها في الإرهاب النابع من الشاهنامة والأدب الفارسي المقارن، المعادي للعرب والإسلام خاصة.
واستخلص حمزة حديثه؛ أن طالما لا يتم نقد الأدب الفارسي المقارن، والشاهنامة خاصة وكذلك غسيل ترسبات العقلية الفارسية ومواردها من أدب الشعوبية وغيره، لن تهدأ المنطقة وستشهد الشرق الأوسط المزيد من الفوضى، وستسمر دولة إيران بتهديد الأمن والسلم العالميين، ولن يتم هذا إلا أن يحكم العقل البلاد، وبتواجد ديمقراطية حقيقية وإنهاء التمركز في هذا البلد، وكذلك إمكانية تفعيل حق تقرير المصير للشعوب غير الفارسية.
وجاء بعد ذلك دور عبدالله البلوشي رئيس الفرع الدولي للحركة الوطنية البلوشية الذي قال في كلمته ان ايران احتلت بلوشستان وسائر الشعوب غير الفارسية كالأكراد، والعرب الأحوازيين، والتركمان، والأتراك والبديل الوحيد لهذا النظام هو تخلص هذه الشعوب من الاحتلال الايراني وتأسيس دولهم المستقلة على أراضيهم التاريخية.
وفي حلقة النقاش الثانية تكلم الناشط الثقافي الأحوازي الاستاذ كوثر آل علي حول الهوية المزورة للشعب الفارسي والدولة الإيرانية. وأسرد المتحدث في كلامه الهويات المختلفة للمجتمع الايراني والركيزة الهشة للهوية التي يروج لها أصحاب الفكر الشوفيني الفارسي.
وجاء بعد ذلك دور مندوبي الأحزاب الأحوازية حيث تحدث الاستاذ فيصل المرمضي بالنيابة عن الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية. من ضمن ما جاء في كلمة الجبهة ان النظام الايراني الحالي مستعد لارتكاب الجرائم من أجل المحافظة على وجوده وسوف يقوم بقمع الشعوب الغير فارسية اذا ما اقتضت الضرورة. ومن أجل الخلاص من هذا النظام لابد من تظافر الجهود بين الشعوب غير الفارسية والفرس أنفسهم للخلاص من هذا النظام.
واعتبر السيد جليل الشرهاني أمين عام حزب التضامن الديمقراطي ان الطريق الأفضل لخلاص الشعوب يأتي من خلال اسقاط النظام بتعاون مختلف قوى المعارضة الإيرانية والشعوب غير الفارسية. لذلك في هذه المرحلة أفضل خطاب هو يكمن في المطالبة بالفدرالية كحل مرحل للوصول الى حق تقرير المصير.
ورأى السيد عابد الشمري مندوب جبهة الأحواز الديمقرطية أن الدولة الإيرانية الحالية تم تدشينها على أراضي الشعوب وايران احتلت الأحواز ومستمرة في انتهاك حقوق شعبنا. وحتى المعارضة الإيرانية لا تعترف بحقوق الشعوب غير الفارسية، لذلك تحرير الأحواز هو الطريق الافضل.
وأكد السيد محراب سارجو، مدير حملة استقلال بلوشستان، في حديثه أن الكراهية ضد البلوش، والعرب، وسائر الشعوب في ايران ليست مرحلية بل انها كراهية ممنهجة ومتجذرة في الثقافة الفارسية وتعتبر عنصرية حسب التعاريف الدولية. وآن الأوان للشعوب غير الفارسية لكي تتحد ضد النظام الايراني حتى تتخلص من الاحتلال الايراني. وفي جانب آخر من حديثه أشار الى معاناة الشعب البلوشي وذكر ان الشعب البلوشي شعب محتل ويطمح الى الخلاص من الاحتلال الايراني.
التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز